تسبب أشعة الشمس السرطان، وإليك كيفية حماية نفسك بشكل صحيح، وفقا للخبراء.
من المسلّم به على نطاق واسع أن استخدام واقي الشمس هو أحد أفضل الأشياء التي يمكننا القيام بها من أجل صحتنا ـ إذ أن أكثر من 80 في المئة من حالات سرطان الجلد الميلانيني سببها حروق الشمس – وهذا العدد في ارتفاع سنة بعد أخرى.
وهناك ما يقدر بنحو 1.5 مليون حالة جديدة من سرطان الجلد على مستوى العالم كل عام، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2040.
وعلى الرغم من هذه الحقائق الصارخة وتحذيرات الصحة العامة المتكررة حول مخاطر التعرض لأشعة الشمس، إلا أن هناك الكثير من الالتباس حول كيفية ومتى يوضع واقي الشمس.
ويضيف جالو أيضاً أن هذا يمكن أن يؤدي إلى تلف الحمض النووي في خلايانا، مما قد يسبب الشيخوخة المبكرة، ويمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد.
ما هو عامل الحماية من الشمس (SPF) وما الكمية التي نحتاجها؟
يشير اختصار (SPF) إلى “عامل الحماية من الشمس”، ويشير الرقم الملحق به على عبوّات واقي الشمس إلى مقدار الأشعة فوق البنفسجية المطلوبة من الشمس قبل أن يفقد فعاليته. وبالتالي، كلما زاد عامل الحماية من الشمس (SPF)، زادت حماية بشرتك. ومع ذلك، فإن عامل الحماية من الشمس يشير فقط إلى مستوى الحماية من الأشعة فوق البنفسجية ب (UVB) – أما مقدار الحماية من الأشعة فوق البنفسجية أ (UVA) فيتم تحديده عبر تصنيف منفصل (المزيد عن هذا لاحقاً).
ما هي أفضل طريقة لتطبيق واقي الشمس؟
وجدت إحدى الدراسات التي أجريت عام 2018 أنه بعد وضع واقي الشمس، تبدأ بعض الحماية من الأشعة فوق البنفسجية على الفور، على الرغم من أن الأمر يستغرق حوالي 10 دقائق حتى تصبح هذه الحماية مستقرة. ومع ذلك، يوصي الخبراء عادة بأن يقوم الأشخاص بوضع واقي الشمس قبل 20 إلى 30 دقيقة من التعرض لأشعة الشمس لإتاحة الوقت لامتصاصه في الجلد. كما قد يكون من الحكمة وضعه مرتين، إذ تشير الدراسات إلى أن معظم الناس يميلون إلى عدم استخدام واقي الشمس بشكل كافٍ.
وفي إحدى الدراسات، طلب الباحثون من 31 مشاركاً وضع واقي الشمس في المختبر تحت الضوء الأسود، ووجدوا أن وضعه مرتين يقلل من مساحة سطح الجلد التي لم يصل إليها واقي الشمس في المرة الأولى.
ومن المهم أيضاً عدم خلط واقي الشمس مع منتجات البشرة الأخرى، مثل المرطب، كما يقول ريتشارد بلاكبيرن، أستاذ المواد المستدامة في كلية التصميم بجامعة ليدز، لأن العديد من واقيات الشمس التي تحتوي على جزيئات معدنية نانوية مثل أكسيد الزنك قد تكون أقل فعالية بسبب كيفية تفاعل هذه المكونات مع مكونات أخرى.
لكن يقول بلاكبيرن إن هذا لا يعني أنه لا ينبغي لنا استخدام واقي الشمس. ويضيف: “الرسالة الأكثر أهمية هي استخدام واقي الشمس كل يوم من أبريل/نيسان إلى سبتمبر/أيلول”.
معظم التركيبات المتاحة في المملكة المتحدة، على سبيل المثال، تكون موثوقة عند استخدامها بمفردها، ولكن بلاكبيرن ينصح بعدم خلط علامات تجارية مختلفة من واقي الشمس، أو خلط واقي الشمس مع منتجات البشرة الأخرى، لتجنب تعارض بعض مكوناتها مع بعضها البعض.
هناك بعض الاختلافات بين واقيات الشمس المباعة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وقد يكون ذلك جزئياً بسبب الفروق في كيفية تصنيفها، ففي الولايات المتحدة، يتم التعامل مع واقيات الشمس كأدوية متاحة دون وصفة طبية، لذا يجب أن تمر كل المكونات بعملية تنظيمية طويلة، مما يعني أن المرشحات الجديدة للواقي الشمسي يمكن أن تستغرق وقتاً طويلاً للموافقة عليها، أما في الاتحاد الأوروبي، فتصنف واقيات الشمس كمواد تجميلية.
ونتيجة لهذه العملية الأطول للموافقة على مرشحات الأشعة فوق البنفسجية الجديدة والتي من المحتمل أن تكون أكثر فعالية، وجد الباحثون أن بعض واقيات الشمس الأمريكية تفشل في تلبية معايير الحماية الأعلى من الأشعة فوق البنفسجية في الاتحاد الأوروبي.
هل يمكن أن أتعرض لحروق الشمس من خلال الزجاج؟
يمكن أن يحدث التعرض للأشعة فوق البنفسجية، التي يُعتقد أنها مسؤولة عن 90 في المئة من التغيرات المرئية في الجلد مع تقدم العمر، من خلال الزجاج أيضاً.
وبحسب الخبراء فإن واقي الشمس يصبح أقل فعالية مع مرور الوقت، لكن يجب أن يعمل عموماً لمدة تصل إلى ثلاث سنوات من تاريخ شرائه.
وتحتوي معظم زجاجات واقي الشمس في المملكة المتحدة على رمز يشير إلى عدد الأشهر التي سيظل المنتج صالحاً خلالها بعد فتحه.
ومن المستحسن أيضاً التحقق من أي تغييرات واضحة في القوام أو اللون إذا لم تكن متأكداً، والاحتفاظ بزجاجة واقي الشمس بعيداً عن ضوء الشمس المباشر أو في بيئات حارة، مثل السيارة، مما يساعد في تجنب تسريع عملية تحلل المكونات.
هل يمنع واقي الشمس إنتاج فيتامين د؟
فيتامين د يلعب دوراً مهماً في امتصاص الكالسيوم للحفاظ على عظام قوية ودعم جهاز المناعة لدينا. هناك بعض المخاوف من أن استخدام واقي الشمس قد يعيق امتصاص فيتامين د، لكن مراجعة الدراسات خلصت إلى أن خطر تأثير واقي الشمس على كمية فيتامين د التي يمتصها الجسم منخفض.
هل يحتوي واقي الشمس على سموم؟
كانت هناك بعض المخاوف من أن واقيات الشمس تحتوي على مكونات يمكن أن تتراكم في أجسامنا وتسبب الضرر. تشير الأدلة إلى أن المكونات المستخدمة في كريمات الوقاية من الشمس المعتمدة من المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة آمنة وفعالة، والفوائد في الحماية من الأشعة فوق البنفسجية تفوق أي أضرار محتملة.
“الخرافات حول السموم في واقيات الشمس هي مبالغات مثيرة ولا تقارن بالتأثيرات السامة للأشعة الشمسية نفسها. واقيات الشمس آمنة عند استخدامها وفقاً للتوجيهات، وهي أفضل بكثير من الإصابة بسرطان الجلد”، يضيف جالو.
ما هي كمية واقي الشمس التي يجب أن يستخدمها الصغار والكبار؟
تنصح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) بضرورة وضع 2 ملغ/سم² (0.16 بوصة²) من واقي الشمس على الجلد لاختباره، مما يعني أننا إذا وضعنا كمية أقل من ذلك، فلن يوفر مقدار الحماية المذكور على الملصق.
أما جلد الأطفال الصغار فهو حساس جداً للأشعة فوق البنفسجية، لذا من الضروري حمايتهم من الشمس. ولا ينبغي للأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر استخدام واقي الشمس، وينبغي عدم تعريضهم مباشرة للشمس، بل يجب حمايتهم بملابس فضفاضة وإبقائهم في أماكن ظل.
ويوصى بوضع ملعقتين صغيرتين من واقي الشمس للأطفال في عمر السنتين، وثلاث ملاعق صغيرة للأطفال في عمر الخمس سنوات، وأربع ملاعق صغيرة للأطفال في عمر التسع سنوات، وخمس ملاعق صغيرة للأطفال في عمر الثلاثة عشر عاماً. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فينصح العلماء بإعادة وضع واقي الشمس كل ساعتين.
ما نوع واقي الشمس الذي يجب أن أستخدمه؟
من المهم استخدام واقٍ من الشمس بعامل حماية عالي ومكتوب على ملصقه “واسع الطيف”، لأن هذا يعني أنه يحمي من الأشعة فوق البنفسجية فئة “أ” والأشعة فوق البنفسجية فئة “ب”.
وهناك طريقتان رئيسيتان للإشارة إلى مستوى الحماية من الأشعة فوق البنفسجية في كريم واقي الشمس، ويعتمد استخدام الطريقة على المكان الذي تعيش فيه.
وأحدهما هو نظام درجة الحماية (PA)، والذي يُطلق عليه أحياناً اسم UVA-PF أو PPD اعتماداً على الطريقة المستخدمة لتقييم الدرجة. وبالنسبة لهذا النظام، أعلى مستوى من الحماية هو PA****، مما يعني أنك تتمتع بحماية أكبر بـ 16 مرة أثناء وضع واقي الشمس مقارنة بدونه. بينما يشير عدد أقل من النجوم إلى مستوى أقل من الحماية. وغالباً ما يظهر نظام التصنيف هذا على مستحضرات الوقاية من الشمس التي تباع في الولايات المتحدة واليابان.