تعد الانهيارات الأرضية أكثر انتشاراً من أي حدث جيولوجي آخر، ويمكن أن تحدث في أي مكان في العالم، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويشير الخبراء إلى أنها أصبحت أكثر تواتراً وشدة بسبب تغيّر المناخ، ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه.
ومنذ مطلع هذا العام، حدثت هذه الكوارث في إندونيسيا ونيبال وبابوا غينيا الجديدة حتى الآن، ما أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص وفقدان المزيد منهم.
نستكشف في هذا المقال أسباب الانهيارات الأرضية وأنواعها المختلفة، وكيف يمكن حماية نفسك والآخرين.
ووفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS): “يمكن أن تبدأ الانهيارات الأرضية في المنحدرات التي تكون بالفعل على وشك الحركة بسبب هطول الأمطار، وذوبان الثلوج، والتغيرات في مستوى المياه، والتغيرات في المياه الجوفية، والزلازل، والنشاط البركاني، والاضطرابات الناجمة عن الأنشطة البشرية، أو أي مزيج من هذه العوامل”.
هناك أيضا انهيارات أرضية تحت الماء، وتُعرف أيضا باسم الانهيارات الأرضية في قاع البحار، ويمكن أن تحدث بسبب الزلازل والعواصف، وتؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث موجات المد العاتية (تسونامي) التي تلحق الضرر بالمناطق الساحلية.
ما هي الأنواع المختلفة للانهيارات الأرضية؟
تتعدد الانهيارات الأرضية على حسب طبيعتها من الانهيارات الصخرية السريعة وتدفقات الحطام إلى الانهيارات الضخمة التي تستمر لعدة قرون.
ويغطي مصطلح “الانهيار الأرضي” خمسة أنواع من حركة المنحدرات، وهي: سقوط الصخور، الإطاحة، والانزلاق، والامتدادات، والتدفقات، وتنقسم هذه الأنواع أيضا حسب المادة الجيولوجية المتساقطة، إما صخور الأساس أو الحطام أو التربة.
وفيما يلي نبذة مختصرة عن كل منها:
أثرت الانهيارات الأرضية على ما يقدر بنحو 4.8 مليون شخص، وتسببت في وفاة أكثر من 18 ألف شخص بين عامي 1998 و2017، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
كما يوصي أيضا بالاستماع إلى الأصوات، مثل تشقق الأشجار أو تصدع الصخور، وبالنسبة لأولئك الذين يعيشون بالقرب من أحد الجداول (الأنهار الصغيرة)، يجب عليهم “الانتباه إلى أي زيادة أو نقصان مفاجئ في تدفق المياه، وملاحظة ما إذا كانت المياه تتغير من صافية إلى طينية، إذ أن مثل هذه التغييرات قد تشير إلى وجود نشاط لتدفق الحطام في اتجاه المنبع، لذا كن مستعدا للتحرك بسرعة”.
نصائح للنجاة
بحثت دراسة أجرتها جامعة واشنطن في الولايات المتحدة في نصائح للنجاة، إذ قام الباحثون بجمع وتحليل سجلات 38 انهيارا أرضيا أثرت على المباني التي يعيش فيها الناس، وجاءت معظم البيانات من الولايات المتحدة، لكنها تضمنت انهيارات أرضية من جميع أنحاء العالم، والتي كانت تحتوي على سجلات مفصلة.
ويقول إنه بمجرد الانتقال إلى طابق علوي، يمكن أن يكون احتمال بقاء الشخص على قيد الحياة أكثر باثنتي عشرة مرة.
وتتضمن نصائح النجاة الأخرى فتح الأبواب والنوافذ، بالإضافة إلى الاستمرار في التحرك وإحداث الضوضاء، إذا دُفن الشخص تحت الأنقاض.
ما مدى الأضرار التي قد يسببها الانهيار الأرضي؟
تقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية: “يمكن لبعض الانهيارات الأرضية أن تتحرك بشكل أسرع، من قدرة الشخص على الركض، ويمكن أن تحدث دون سابق إنذار أو يمكن أن تحدث على مدار أيام أو أسابيع أو لفترة أطول”.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يمكن أن تؤدي الانهيارات الأرضية إلى عدد كبير من الوفيات والإصابات، بسبب التدفق السريع للمياه والحطام.
والسبب الأكثر شيوعا للوفاة هو الرضوض (الصدمات الجسدية) أو الاختناق الناتج عن كون الشخص محاصرا تحت الحطام.
لكن الآثار اللاحقة يمكن أن تكون ضارة أيضا، إذ تقول منظمة الصحة العالمية: “يمكن أن تؤثر الانهيارات الأرضية أيضا بشكل كبير على النظام الصحي والخدمات الأساسية، مثل المياه والكهرباء وخطوط الاتصالات”.
ويمكن أن تؤدي خطوط الكهرباء المتضررة والمكشوفة إلى حالات صعق بالكهرباء، كما يمكن أن يؤدي تعطل أنابيب المياه والغاز والصرف الصحي إلى إصابات وأمراض تنقلها المياه.
وتضيف منظمة الصحة العالمية: “يمكن أن يعاني الأشخاص المتضررون من الانهيارات الأرضية أيضا من آثار قصيرة وطويلة الأجل على الصحة النفسية، بسبب فقدان الأسرة أو الممتلكات أو الماشية أو المحاصيل”.
يقول الخبراء إن تغيّر المناخ وارتفاع درجات الحرارة من المتوقع أن يؤدي إلى المزيد من الانهيارات الأرضية.
وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية: “من المتوقع أن يزداد تواتر وحجم الانهيارات الأرضية في بعض المناطق بسبب تغيّر المناخ، الذي يؤدي إلى زيادة كثافة هطول الأمطار والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى انهيارات أرضية”.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هذا محتمل بشكل خاص في المناطق الجبلية التي تتساقط فيها الثلوج والجليد.
وتقول هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أيضا إنه “بما أن تغير المناخ يرتبط بحرائق الغابات الأكثر تواترا وشدة، يمكن أن تشهد المناطق المحروقة مؤخرا زيادة في حدوث انزلاقات الأرض، بسبب الحريق الذي يغيّر التربة والغطاء النباتي”.