تاريخ نفط الكويت من النشأة إلى اليوم… بتقنيات متطورة، تحاكي الواقع في «معرض أحمد الجابر للنفط والغاز»، لشركة نفط الكويت في الأحمدي، والذي افتتح في أكتوبر 2016 في عهد المغفور له الشيخ صباح الأحمد. من حقل بحرة عام 1936 إلى حقل برقان شريان الإنتاج النفطي الكويتي، تمتد مراحل من التطوير والكفاح، مروراً بكارثة الغزو الغاشم وحرق آبار النفط، وصولا إلى يومنا هذا… تاريخ تشهده الأجيال.
جولة خاصة
في جولة خاصة لـ«الراي»، على المعرض، سردت الشركة تاريخ الكويت النفطي وفق أحدث تقنيات تحاكي الواقع، وتنقل المشاهد عبر مراحل تاريخ النفط في الكويت، مع شرح مميز من فريق المعرض لكل مرحلة، وتوضيح لآليات الاستخراج والتكنولوجيا المستخدمة، حيث شارك في الجولة رئيس تحرير جريدة «الراي» الزميل وليد الجاسم، والرئيس التنفيذي لشركة «الراي العالمية للدعاية والإعلان RIMA» خالد الساير والإعلامية ريم الميع.
أول عمليات الاستكشاف
وتناوب فريق المعرض، داود الحسين وعائشة العازمي وريم الخالدي، على شرح مراحل تاريخ الانتاج النفطي، حيث بدأت الجولة من مرحلة تكون النفط في باطن الأرض، وتحول النفط والغاز في طبقات الأرض، واشكال الصخور والجرف القاري، حتى اكتشاف النفط في العالم، واستخداماته في العصر القديم، وصولا إلى اكتشافه في الكويت، من قبل البعثات الاستكشافيه في حقل بحرة عام 1936.
وشمل المعرض شرحا لتاريخ أول عمليات استكشاف النفط في الكويت، والتقنيات المستخدمة آنذاك، ومراحل بدء الانتاج والمعدات المستخدمة في حفر الآبار، وآليات استخراج الزيت ونقله عبر السفن، ومعالجته في المصافي واستخراج العديد من المنتوجات منه.
معلم ثقافي – تربوي
يعد المعرض، من ابرز المعالم الثقافية والتربوية في الكويت، حيث يروي تاريخ النفط والغاز وقصة اكتشافه في الكويت بطريقه حديثة ومبتكرة.
وسمي المعرض تيمنا باسم حاكم الكويت العاشر الشيخ أحمد الجابر (1921 – 1950) وشهد عهده ولادة صناعة النفط، ويبرز الدور التاريخي الذي قام به في تشكيل دولة الكويت الحديثة، ويهدف المعرض إلى إظهار قوة النفط كمورد ثمينٍ أساسي في حياتنا.
الكويت قبل النفط
اكتشاف النفط غير حياة الناس في الكويت إلى الأبد، فقبله كانت الحياة قاسية في هذه الأرض الصحراوية، والتي قام أسلافنا بالبحث عن سبل العيش بالعمل في التجارة مع جيرانهم في الصحراء وصيد الاسماك والغوص للبحث عن اللؤلؤ، وبناء القوارب والتجارة البحرية.
أول بئر في الشرق الأوسط
وكان اكتشاف النفط لأول مرة في الشرق الأوسط عام 1908 في فارس (ايران)، ثم تحول الاهتمام إلى الكويت حيث كانت معروفة بتسرب النفط، حيث تم حفر بئر استكشافية في بحرة في عام 1936، لكنها انتجت قليلا من النفط، وفي عام 1938، تم الكشف عن النفط في برقان، الذي أصبح أكثر الحقول انتاجا.
محطات أساسية في تاريخ نفط الكويت
• 1934: تأسست شركة نفط الكويت لمشروع مشترك بين شركة النفط الانجلو فارسية (BP) وشركة نفط الخليج (شيفرون) حيث وقع الشيخ أحمد الجابر، اتفاقية منح شركة نفط الكويت، امتياز التنقيب عن النفط في الكويت.
• 1936: بدء الاستكشافات في الكويت، مع حفر اول بئر اختبارية شمال حقل بحرة، حضر مراسم الحفر الشيخ أحمد الجابر.
• 1938: أول بئر ناجحة في حقل برقان بكميات تجارية.
• 1946: أدار الشيخ أحمد الجابر العجلة الفضية، لتصدير أول شحنة من النفط الخام، على ناقلة «فوسيلير» البريطانية.
• 1949: بناء أول مصفاة في ميناء الاحمدي، لتحويل النفط الخام الى البنزين والكيروسين في الكويت. وتم بناء الرصيف الجنوبي في ميناء الاحمدي والذي يسمح للناقلات بالاستدارة بشكل اسرع، مقارنة بموانئ اخرى كثيرة في العالم.
• 1951: توسيع عمليات التنقيب في حقلي المقوع والاحمدي.
• 1955: اكتشاف النفط في الروضتين، ونقل مباني كاملة لاسكان عمال النفط.
• 1958: بناء الرصيف الشمالي في ميناء الاحمدي ليبلغ متوسط معدل تحميل الناقلة 5 آلاف طن في الساعة.
• 1959: تم امتلاك الناقلة كاظمة، وهي اول ناقلة نفط كويتية بحمولة تبلغ 46 الف طن من النفط الخام.
• 1962: بدء التنقيب البحري في حقل المدينة في جون الكويت.
• 1969: بنيت محطة الجزيرة الاصطناعية على بعد 16 كيلومتراً قبالة الساحل لتستقبل ناقلات اكبر.
• 1975: الحكومة الكويتية تستحوذ على الملكية الكاملة لشركة نفط الكويت، وتنهي اتفاقية الامتياز مع شركتي بريتش بتروليوم ونفط الخليج.
• 1979: بناء المرسى الرحوي (المرسى العائم) في البحر لاستيعاب الناقلات الكبيرة.
• 1980: انشاء مؤسسة البترول الكويتية التي جمعت كافة الشركات الوطنية العاملة في مجال انتاج وتجهيز ونقل النفط.
• 1990: العراق يغزو الكويت، حيث تم تدمير اكثر من 80 في المئة من المؤسسات والمنشآت الخاصة بشركة نفط الكويت، كما تم تدمير اكثر من 700 بئر نفطية اثناء الاحتلال الغاشم.
• 1991: فرق الإطفاء الكويتية والدولية تقوم بالتصدي لحرائق النفط المندلعة، الفريق الكويتي يخمد 41 بئراً في 54 يوما، والأمير الشيخ جابر الاحمد، يطفئ آخر الآبار المشتعلة برقان رقم 118 في حفل كبير في 6 نوفمبر
• 1993: عادت قدرة انتاج الكويت لتصبح أكثر من مليوني برميل يوميا.
• 1996: في الذكرى الخمسين لتصدير أول شحنة من النفط الخام الشيخ جابر الاحمد، يدير عجلة ذهبية كرمز لمراسم الاحتفال الاصلي.
240 يوماً لإخماد الحرائق في 727 بئراً نفطية
أضرمت قوات العدوان العراقي النار في 727 بئرا نفطية، استغرقت عملية إخمادها 240 يوماً حيث تم اخماد اخر بئر مشتعلة في 6 نوفمبر 1991.
عمل فريق الاطفاء الكويتي 14 ساعة في اليوم، بفضل حماس اعضائه وتفانيهم من اجل الكويت.
وتشكل الفريق في 9 سبتمبر 1991، ونجح في اطفاء اول بئر بعد يومين من تشكيله، وذلك في غرب أم قدير، حيث سجل رقما عالميا في اخماد البئر بلغ 12 دقيقه فقط.
3 ملايين برميل يومياً
عدد براميل النفط التي تنتجها الكويت خلال 27 ثانية، إذا ما تم تكديسها فوق بعضها تصل لارتفاع برج خليفة، وتصل لارتفاع أبراج نتروناس خلال 15 ثانية، حيث ان حجم النفط الذي تنتجه الكويت خلال ساعتين يكفي لملء ابراج الكويت، حيث يبلغ إنتاج الكويت حالياً 3 ملايين برميل يومياً تقريباً.
أقسام المعرض
1 – تجربة الدخول: يتم الترحيب بالزوار وتسجيلهم، يليه عرض مشاهد على شاشة عملاقة تتعلق بصناعة النفط في الكويت.
2 – أصول النفط: كيفية تكون النفط والغاز وتشكل مخزون النفط في الكويت.
3 – الأيام الأولى للنفط: عرض صور ورسوم تجسد الأيام الأولى لاستخدامات النفط، إلى جانب جدول زمني يصف اللحظات الهامة في تاريخ شركة نفط الكويت.
4 – الاستكشاف: عرض تواجد مكامن النفط والغاز في الكويت، وطرق استكشافها، واختلاف أنواع الصخور النفطية.
5 – قاعة المشاهدة: في الدور الثاني للمبنى، لإطلاع الزوار على مرافق ومنشآت النفط التابعة لشركة نفط الكويت.
6 – الاستخراج والتكرير: استعراض كافة الجوانب المرتبطة برحلة النفط من بداية الحفر إلى التكرير والتصدير.
7 – المنتجات النفطية: يعتمد عالمنا على النفط والغاز لإنتاج الطاقة، ومعظم الأشياء التي نستخدمها يومياً مصنعة منها.
8 – أبطال الحرائق: فيلم وثائقي يعرض شجاعة وعزم فرق مكافحة الحرائق، وبالأخص فريق الإطفاء الكويتي، والذي أطفأ العديد من حرائق آبار النفط في عام 1991.
9 -مستقبلك: بداية تجربة المعرض مع قطرة واحدة من النفط، وتنتهي مع نفس التجربة التي توضح كمية إنتاج النفط في الكويت.
كيف تكون النفط؟
تكون النفط والغاز منذ ملايين السنين، وكثير من النفط والغاز جاء من بقايا النباتات والحيوانات الصغيرة، وهي ما تعرف بإسم العوالق، التي جنحت في البحور الضحلة الاستوائية.
وكانت شبه الجزيرة العربية مغمورة جزئيا تحت سطح البحر، عندما قامت العوالق النباتية بتجميع الطاقة من أشعة الشمس لصنع الغذاء والتي التهمتها العوالق الحيوانية والتي عند موتها سقطت بقاياها إلى قاع البحر، وتمت تغطية بقية العوالق بالعديد من طبقات الرمال والطين ولم تتعفن العوالق تماما لعدم وجود الاكسجين في قاع البحر، ومع مر السنين تحولت إلى النفط والغاز نتيجة لعمل البكتيريا مع الحرارة والضغط على اعماق كبيرة.
استخدامات بدائية
في البداية، تم جمع النفط من أماكن تسربه الى سطح الأرض، واستخدم البدائيون زيتاً لزجاً «القار» لتركيب رؤوس من الصوان على الرماح والسهام، من اكثر من 6 آلاف سنة، وسكان الأهوار في بلاد ما بين النهرين (العراق)، يستخدمون القار في قواربهم كمادة عازلة للماء.
الطفرة النفطية
جاءت الطفرة النفطية حيث كان اول بئر يتم حفرها في باكو على بحر قزوين عام 1847، وفي الولايات المتحدة الأميركية تم حفر أول بئر في ولاية بنسلفانيا عام 1859، وكان النفط يستخدم بشكل متزايد في الغرب للإضاءة وتشحيم الآلات، ثم ارتفع الطلب على النفط ابتداء من اوائل عام 1900، عند تزايد استخدام السيارات.
استخدامات حديثة
استخدام الوقود في وسائل النقل، والوقود مصدر للطاقة، استخدام المواد الكيماوية المشتقة من النفط في الزراعة، وتستخدم مشتقات النفط في صناعة الادوية ومنتجات التجميل والبلاستيك ومنتجات الرعاية الصحية والعديد من المواد والمنتجات المنزلية والرياضية مصنعة من مواد مشتقة من النفط.