إذا سبق لك أن نظرت إلى البدر في سماء الليل، فربما لاحظت وجود هالة كبيرة من الضوء حوله.. ولكن لماذا تحيط هذه الحلقة اللامعة أحيانًا بقمرنا الطبيعي؟
على الرغم من أنها قد تبدو علامة على أنك تحتاج إلى وصفة طبية جديدة للنظارات، إلا أن السبب الحقيقي وراء ذلك هو بلورات الثلج الموجودة في الجو.
تقول كارا لامب، عالمة أبحاث مشاركة في قسم هندسة الأرض والبيئة بجامعة كولومبيا: “إن بلورات الجليد الصغيرة هذه تكسر في الواقع ضوء القمر”.
بلورات الجليد وضوء القمر
تتراكم بلورات الجليد هذه في السحب الرقيقة، وهي سحب من الجليد النقي في طبقة الستراتوسفير، على ارتفاع يصل إلى 50 كيلومترًا فوق سطح الأرض.
تضيف لامب: “نظرًا لأن السحب الرقيقة تتشكل عاليًا ويمكن أن تكون رقيقة جدًا، فقد لا تلاحظ حتى وجود سحب واضحة بالفعل بالعين المجردة”.
الهالة دائمًا بنفس الحجم، بغض النظر عن مكان وجودك في العالم أو حالة الطقس في ذلك اليوم، إذا قمت بقياسها -وهو ما يمكنك القيام به عن طريق مد يدك بشكل واسع مع وضع إبهامك على القمر وخنصرك الممدود على الهالة- فستجد أن عرضه يبلغ حوالي 22 درجة، ويرجع ذلك إلى شكل بلورات الجليد.
بلورات الثلج سداسية الشكل
تعمل بلورات الثلج السداسية الشكل على ثني الضوء بطريقة معينة، عندما يدخل الضوء إلى أحد جوانب الشكل السداسي الستة، فإنه ينحني أو ينكسر قليلاً.
يتم ثنيه مرة أخرى عندما يخرج الضوء من الجانب الآخر من الشكل السداسي، ما يؤدي إلى انحناء إجمالي قدره 22 درجة، وهذا صحيح بغض النظر عن اتجاه البلورة.
والنتيجة هي أن الضوء الذي ينتقل من القمر إلى عينك ينحرف عبر بلورات الجليد وينتهي بزاوية 22 درجة من حيث بدأ، وهذا يشكل هالة متوهجة حول القمر.
ويحدث ذلك عندما ينتقل الضوء من أحد جوانب الشكل السداسي إلى أحد الأطراف المسطحة للعمود أو العكس، ما يؤدي إلى انحناء الضوء أكثر لإنشاء هالة أكبر.
الهالات ليست فريدة من نوعها بالنسبة للقمر، يمكن أن تحدث أيضًا حول الشمس، على الرغم من أنه قد يكون من الصعب اكتشافها لأن الشمس مشرقة جدًا.