تشير دراسة بريطانية إلى أن دماء المصابين بكوفيد طويل الأمد تحتوي على أدلة لاستمرار الالتهاب، ما قد يساعد في فهم الحالة وكيفية علاجها.
وخلصت الدراسة إلى أن وجود بروتينات معينة يزيد من خطر ظهور أعراض محددة، مثل الإجهاد الدائم، لدى المرضى بدرجة تتطلب العلاج في المستشفى.
ومن غير الواضح ما إذا كانت الحالات الخفيفة من كوفيد لها نفس التأثير على الجسم.
ولا يزال إجراء الفحوص أمرا لم يتحقق بعد، لكن النتائج قد تؤدي إلى إجراء تحاليل مستقبلية.
وظهر لدى المصابون بكوفيد طويل الأمد ما يشير إلى على وجود نمط مستمر ونشط من البروتينات الالتهابية في دمائهم.
وقال الباحثون إن وجود هذه المواد الكيميائية في الدم، والتي عادة ما تكون علامة على مقاومة الجسم للعدوى، كان أمرا غير عادي عندما حدثت العدوى الأولية قبل وقت طويل.
كانت تريسي إيفانز، 59 عاما، من بريدلينغتون، نيويورك، تعمل في مجال الرعاية قبل أن تصاب بكوفيد أوائل عام 2021.
وأمضت إيفانز ثلاثة أشهر في المستشفى وستة أسابيع في العناية المركزة.
وقالت “كنت على وشك الموت، لأنهم كانوا سيغلقون أجهزة التنفس الصناعي”.
ولم تتمكن تريسي من العمل منذ ذلك الحين بسبب استمرار الأعراض، بما في ذلك التعب الشديد وضباب الدماغ.
وقالت “أي مجهود يشعرني بضيق التنفس”.
“أشعر بالتعب من مجرد الاستحمام أو ارتداء ملابسي. لا أستطيع ترتيب السرير دون أن يظن الناس أنني شاركت في ماراثون”.
“أنا أتألم طوال الوقت – أتألم باستمرار.”
وعندما كتبت تريسي أعراضها لعرضها على الطبيب، ملأت الأعراض صفحة كاملة.
وقالت “في بعض الأحيان، مع ضباب الدماغ، تشعر وكأنك مصاب بالخرف”.
وخلص الباحثون الذين أجروا الدراسة، في دورية نيتشر إميونولوجي Nature Immunology، أيضًا أن بعض البروتينات الموجودة في دم المصابين بكوفيد طويل الأمد يمكن أن تكون مرتبطة بأعراضهم المحددة.
وقال الباحثون إن هذا يمكن أن يساعد في تقسيم مرضى كوفيد الطويل الأمد إلى مجموعات فرعية مختلفة ويكون مفيدًا في تصميم التجارب السريرية، خاصة بالنسبة للعلاجات التي تستهدف الاستجابات المناعية والالتهابات.
وقالت الدكتورة فيليسيتي ليو، المتخصصة في الأبحاث السريرية في إمبريال كوليدج لندن، إن النتائج تشير إلى أن الالتهاب “يمكن أن يكون سمة شائعة لمرض كوفيد طويل الأمد بعد دخول المستشفى، بغض النظر عن نوع الأعراض”.
وقد يفتح ذلك الباب أمام تجربة الأدوية الموجودة ضد كوفيد طويل الأمد، مثل تلك المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وهي حالة تتعلق بالمناعة الذاتية تسبب التهاب المفاصل.
وأضاف: “نأمل أن يفتح عملنا الطريق أمام تطوير اختبارات وعلاجات محددة للأنواع المختلفة من مرض كوفيد الطويل الأمد، ونعتقد أن نهج العلاج “له صورة واحدة تناسب الجميع” قد لا ينجح”.
استهداف الالتهاب
وسيواصل الباحثون البحث عن علامات الالتهاب مع تحسن الأعراض واختفاءها، كما يفعلون مع معظم الأشخاص المصابين بكوفيد طويل الأمد.
وقالت الدكتورة ليو إنها تأمل أن تؤدي الدراسة أيضًا إلى تحديد علاجات جديدة للأعراض طويلة الأمد لأمراض أخرى وجد أنها تؤثر على الأشخاص بنفس الطريقة.
وقالت البروفيسور إليانور رايلي، أستاذة علم المناعة والأمراض المعدية بجامعة إدنبرة، إن البيانات “يجب أن تؤدي إلى وجود سلسلة من التجارب السريرية لعلاج مرض كوفيد طويل الأمد” باستخدام العديد من الأدوية المرخصة التي تستهدف الالتهاب.
وقالت إن نتائج الدراسة فتحت آفاقا جديدة للتحقيق في التهاب الدماغ والنخاع العضلي، أو متلازمة التعب المزمن، (ME / CFS) غير المفهومة جيدا، لأن العديد من الأعراض تبدو متداخلة.