يهدف لقب «عاصمة الثقافة الأوروبية» إلى إثارة الفضول لدى السياح وتسليط الأضواء على الآثار القديمة وإظهار مقطع عرضي من ثراء الثقافات وتنوعها، والتركيز على الأماكن، التي تختفي خلف بريق المدن الكبرى.
ويمنح الاتحاد الأوروبي لقب «عاصمة الثقافة الأوروبية» للمدن بانتظام، لكي تظل محط اهتمام السياح حتى بعد عام المهرجان، وتم منح هذا اللقب لحوالي 70 مدينة منذ أن حملت مدينة أثينا لقب أول عاصمة للثقافة الأوروبية في عام 1985.
ويحمل لقب عاصمة الثقافة الأوروبية لهذا العام 2024 ثلاث مدن، ألا وهي: تارتو في إستونيا، وبودو في النرويج، ومنطقة باد إيشل سالزكامرجوت في النمسا، وستشهد هذه المدن العديد من الفعاليات والأحداث الثقافية المهمة.
ترفع منطقة تعدين الملح القديمة في النمسا شعار «الثقافة هي الملح الجديد» لعام المهرجان، ويضم برنامج المهرجان 500 فعالية موزعة على 23 مجتمعاً، بطبيعة الحال لا يتلاءم مصطلح «عاصمة الثقافة» في بعض الأحيان على هذه المنطقة، التي تزخر بالعديد من نقاط الجذب السياحي مثل «هالشتات» الواقعة على بحيرة هالشتات، والتي تجتذب آلاف الزوار يومياً، وبالتالي فإنها لا تحتاج إلى تعزيز العلاقات العامة.
ولا تخرج مدينة تارتو من عباءة مدينة «تالين» الكبرى، ولكنها ستعمل على توسيع نظرة السياح إلى الجزء الجنوبي من إستونيا، نظراً لأن المنطقة المحيطة بها تندمج فعلياً في الاحتفالات، الي تشمل أكثر من ألف فعالية.
وتروج مدينة تارتو لنفسها من خلال وجود أقدم جامعة في منطقة البلطيق، وتضم المدينة 100 ألف نسمة وتمتاز بأجواء ديناميكية للغاية، كما أنها تشتهر بوسط المدينة التاريخي والكثير من الشركات الناشئة بها.
يحتفل الناس في مدينة بودو النرويجية باعتبارها أول عاصمة للثقافة الأوروبية شمال الدائرة القطبية الشمالية، وتقع هذه المدينة في إقليم «سالتن» في شمال غرب النرويج ويعيش بها 54 ألف نسمة فقط، وظهرت آثار هذه الاحتفالات على المنطقة بأكملها، وترغب المدينة في استغلال كل قوتها لاغتنام الفرصة الفريدة لتقديم نفسها في دائرة الضوء العالمية.
ومن أبرز الفعاليات في البرنامج السنوي سباق التزلج «مارسيالونجا للتزلج في القطب الشمالي»، الذي سيقام في مارس بالإضافة إلى ما يعرف باسم «جنون منتصف الصيف»، والذي يكون مصاحباً للانقلاب الصيفي ويشهد الكثير من فعاليات الألعاب النارية والموسيقى والرقص والمسرح، حيث يتم تنشيط جميع الحواس.