علاجات التجميل: ما هي مخاطر استخدام حقن البوتوكس على المدى البعيد؟

يُعدّ البوتوكس علاجا شائعا وآمنا، إلى حد كبير، في عالم التجميل، لكن بدا مؤخراً أن استخدام تلك الحقن على المدى البعيد يمكن أن يورث آثارا جانبية.

وفيما تعدّ حُقن البوتوكس طريقة آمنة ومجرَّبة لإخفاء تجاعيد الوجه، إلا أنها تعدّ سُمّاً يعمل على تجميد تقاسيم الوجه عند لحظة ما وتعبيرٍ معيّن.

لكن، رغم هذا وذاك، يعدّ العلاج بحقن البوتوكس تجارة مربحة.

والبوتوكس هو الاسم التجاري لما يعرف علميا باسم “سُم البوتولينيوم العصبي”.

معظم الآثار الجانبية التي تمّ رصدها لاستخدام حقن البوتوكس حتى الآن هي آثار خفيفة وعابرة، وتشمل الشعور بالألم والتورم والكدمات الخفيفة في مكان الحقن، وكذلك الشعور بصداع وبأعراض مشابهة لأعراض الأنفلونزا على مدى الـ 24 ساعة الأولى من الحقن. وفضلاً عما سبق ذِكره من أعراض، يمكن الشعور أيضا بضعف مؤقت وتراخي في عضلات الوجه.

وفي أبريل/نيسان 2024، أصدر المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها تحذيرا، مشيراً إلى أن 22 امرأة تتراوح أعمارهن بين 25 و59 سنة عانَين من آثار ضارة نتيجة حقن البوتوكس، إمّا لأنها مغشوشة أو أنه أسيء استخدامها.

وجرى نقل 11 من هؤلاء النسوة إلى المستشفيات، وعولجت ست منهن بترياق مضاد للسموم خوفاً مما يُعرف طبيا بالتسمم السجقي – إذ قد ينتشر السُم في بعض الحالات من منطقة الحقن مهاجما الجهاز العصبي المركزي – ما يتسبب في إصابة العضلات بالشلل، فضلا عن صعوبة التنفس، وقد تتطور الحالة أحياناً إلى الوفاة.

ووقعت الـ 22 حالة المشار إليها بعد أن تلقّت امرأة حُقن بوتوكس في أماكن غير مرخّصة وبأيدٍ غير مدرّبة.

وفي العام الماضي، 2023، رُصدت 67 حالة تسمم سجقي في المملكة المتحدة، وبتتبُّع الحالات اكتُشف أن السبب كان الحصول على حقن بوتوكس بغرض تخسيس الوزن، وذلك في مستشفى خاص بمدينة إزمير في تركيا.

ولكن ما مدى شيوع مثل هذه الآثار السلبية؟

يقول البروفيسور مُصحبي، أستاذ جراحة التجميل بكليّة لندن الجامعية، إن “سُمّ البوتولينيوم (واسمه العلمي بوتولينيوم توكسين) إذا كان من نوع جيد وجرى وضعه بشكل جيّد فإنه لا يتسبب في آثار جانبية كبيرة، حتى حال انتشاره بمقدار ضئيل حول مكان الحقن”.

وعليه، فإن البوتوكس المغشوش ضارّ قولاً واحداً، ولكن ما مدى الأمان في حال حَقن الجسم بـ سُم البوتولينيوم بشكل منتظم؟

أظهرت دراسة أُجريت في عام 2020 أن عملية حَقن الجسم بالبوتوكس بغرض التجميل تعدّ عملية آمنة. وخلصت هذه الدراسة إلى نُدرة الحالات التي شهدت آثارا خطيرة بسبب الحقن بالبوتوكس، كتلك التي رصدها المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وفي عام 2023، أجريت دراسة بإشراف البروفيسور مُصحبي، وعانت نسبة 69 في المئة من عيّنة الدراسة آثارا سلبية لازمتْهم وقتاً طويلا، كالشعور بالألم، والقلق، والصداع بسبب الحقن بالبوتوكس.

كما كشفت الدراسة عن آثار نفسية وانفعالية سلبية تلحق بالمرضى في حال إجراء عملية حقن البوتوكس بشكل غير صحيح.

آثار طويلة المدى

لا نعرف إلا القليل جدا عن الآثار الصحية لعملية الحقن بالبوتوكس على المدى الطويل؛ ذلك أن معظم الإخصائيين يتابعون حالات المرضى لنحو ستة أشهر فقط.

لكن عددا من الدراسات وجدت أن طول استخدام سُم البوتولينيوم بغرض التجميل يمكن أن يصيب المريض بتغييرات تدوم في تعبيرات الوجه، وقد يصل الأمر إلى العجز عن تحريك عضلات الوجه.

ويوضح البروفيسور مُصحبي ذلك قائلا: “إذا لم تستخدم عضلات بطنك لمدة 10 سنوات، فإنها ستضعُف، وبالمثل عضلات الوجه؛ إذا تم شلّها أو تعطيلها عبر سُم البوتولينيوم (حقن البوتوكس) فإنها بعد فترة لا تعود قوية كما كانت من قبل – وهذا بدوره يجعلك أقلّ قدرة على التعبير بتلك العضلات”.

وقد يقع أحيانا أن يهرب سُمّ البوتوكس من موضع الحَقن القريب من العضلة ويجد طريقه -عبر آلية غير معلومة حتى الآن- إلى الجهاز العصبي المركزي بجسم الإنسان، وهو ما يؤدي إلى تبعات غاية في الخطورة.

أولاً وقبل كل شيء، عليهم البحث بعناية عن مصادر مرخّصة لحقن البوتوكس، وعن أشخاص مدرّبين جيدا على استخدامها، وليس أفضل في هذا الصدد من مرافق الرعاية الصحية.

وفي بيان لبي بي سي، قالت شركة آلرغان للصناعات الدوائية، إنه ينبغي على مستخدمي حقن البوتوكس التحري عن أخصائيين مرخّصين فقط ومدربين جيدا على استخدامها.

وهنا نشير إلى أن البروفيسور مُصحبي أجرى مؤخرا تقييماً لصناعة العلاجات التجميلية باستخدام الحقن في المملكة المتحدة، وخلص إلى أن 68 في المئة من ممارسي تلك العلاجات الذين يشرفون على عمليات الحقن -ومن بينها الحقن بالبوتوكس- ليسوا من الأطباء.

 

المصدر: BBC
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments