طريق العبدلي … “حفر الموت” تتصيّد قائدي المركبات

8 أشخاص توفوا بحوادث مروعة في 2023 وقيادة المطلاع طالبت بإصلاحه من الكيلو 34 إلى 79

  • متطوعون أقدموا على إصلاح وترميم ما أمكن من الطريق
  • توجب طرحه للمناقصة في 2019 على أن ينجز في 2022
  • إحدى “التعاونيات” تبرعت بإصلاحه استجابة لنداءات مغردين
  • عدم طرح العقد رقم 344 ساهم في تردي حالة الطريق

منيف نايف ومحمد غانم

طريق ربما لا تُكتب لمرتاده السلامة حتى يصل إلى نهايته، ذهابا أو إيابا، فبين مجاهل الحفر وأطلال المطبات، ومفاجآت الحصى المتطاير يكمن الموت على جنباته، فكم من مركبة انقلبت رأسا على عقب وخرج قائدها الى الحياة مقعدا أو فاقدا لأحد أعضائه وثمة من التهمته يد المنون على طريق الموت، أو طريق اللاعودة “العبدلي”.
وإذا يقول المثل الروماني “الحصى جزء من الطريق”، في إشارة إلى تنبيه سالكيه من مخاطره والحذر من مهالكه، لم يخطر ببال ذوي الحكمة من القدماء والمحدثين أن يقولوا ” الحفر كذلك جزء من الطريق” لأنهم لم يروا مثل طريق العبدلي من قبل وأشباهه من بعض طرقات الكويت التي استعصت على الإصلاح الجذري حتى الآن.
من يرغمه المسير على أن يسلك طريق العبدلي، فهو في خطر محدق، لاسيما عندما تبدأ “تواير ” مركبته في طي المسافة من الكيلو 34 الى 79 بسبب الحفر الكبيرة في الطريق، أو ما يمكن تسميتها بـ “مصايد الموت”.
وعلى الرغم من ان الطريق شهد حوادث مرورية أليمة خلفت إصابات بليغة وأودت بحياة الكثيرين، الا انه ما زال ” على حطة ايدك” باستثناء إصلاحات ترقيعية كسد مخلب حفرة هنا أوهناك، لكنه يبقى كثوب نال منه الزمن فإن أصلحت خرقة منه بدت لك أخرى.

حوادث مميتة
وفي استقصاء “السياسة” لحال الطريق، اكد مصدر امني ان قيادة المطلاع سبق ان ابلغت جهات الاختصاص بضرورة اصلاح الطريق بالسرعة الممكنة، مشيرة الى أنه شهد حوادث مرورية مروعة ادت الى وفاة نحو 8 اشخاص خلال 2023 وحدها.

جهود المتطوعين
وإزاء تأخر الاستجابة لتلك النداءات المتكررة الى لحظة كتابة هذه السطور، أقدم بعض المتطوعين على القيام بعمل إصلاحات في تلمس السلامة لمرتاديه بسد بعض الحفر ووضع علامات على بعض المناطق الخطرة وترميم أجزاء متكسرة.

نداءات المغردين
في السياق ذاته، طالب مغردون على موقع “أكس” ورواد مواقع التواصل الاجتماعي وزارة الاشغال بضرورة اصلاح الطريق لكي لا يحصد مزيدا من ارواح الأبرياء، تلك التغريدات تفاعلت معها احدى الجمعيات التعاونية، معلنة عن تبنيها اصلاح الطريق.

الكيلو 30
اللافت ـ وفق متابعة “السياسة” ـ أن بداية الطريق من كيلو صفر تجده من اجمل الشوارع والطرقات في الكويت تعلوه جسور جديدة مشيدة ” رائعة ” و ” جميلة ” الا أن المعاناة الحقيقية والمفازة المميتة تبدأ من الكيلو 30 فصاعدا ويزداد الطريق سوءا كلما اقتربنا من منطقة العبدلي.
طريق العبدلي السريع من التقاطع المستقبلي مع الطريق الإقليمي الشمالي إلى نقطة حدود ـ3 كان متوقعاً طرحه في مطلع العام 2019 على أن يتم انجاز المشروع في مطلع سبتمبر 2022 إلا أن شيئا من ذلك لم يحدث.

3 عقود
على خط مواز، أكدت مصادر مطلعة أن طريق العبدلي من الطرق السريعة المهمة والحيوية في البلاد لذلك اولتها الهيئة العامة للطرق والنقل البري أهمية قصوى، مبينة أن ثمة عقدين يجري تنفيذهما واوشكا على الانتهاء الاول عقد 242 والعقد الثاني 243 موضحة أنه كان من المفترض طرح العقد الثالث 244 المكمل للعقدين السابقين لاستكمال الطريق وتطويره وتحديثه بداية من التقاطع المستقبلي مع الطريق الإقليمي الشمالي إلى نقطة الحدود.
وأوضحت أن عدم طرح العقد الثالث والمشار اليه ساهم في تردي حالة الطريق في هذه المنطقة وكثرة الحوادث عليه، مبينة أن العقد يتضمن الربط بين طريق السالمي جنوبا وطريق العبدلي شرقا تقاطع 5 بطول 53 كم وبخمس حارات بكل اتجاه ويشمل العقد 7 تقاطعات وبفترة زمنية 36 شهرا.
واوضحت المصادر أن السبب في عدم طرح العقد يرجع إلى عدم وجود ميزانية وبالإضافة إلى التخبط الذي يواجه مصير الهيئة وحالة عدم الاستقرار الموجودة بسبب سعي الوزراء المتعاقبين لالغاء الهيئة، الامر الذي أدى إلى غياب الرؤية وتعطل الخطط التنموية الخاصة بتطوير وتحديث شبكة الطرق في البلاد.
في ظل هذا الوضع يبقى التساؤل: إلى متى ستظل مشاريع تطوير هذه الطرق تراوح مكانها لدى الهيئة العامة للطرق والنقل البري تارة بحجة عدم وجود مخصصات مالية، وتارة بحجة أنها قيد الدراسة والمناقصات والمكاتب الاستشارية؟

 

المصدر: السياسة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
يسعدنا مشاركتكم في التعليقاتx
()
x