عرضتها فرقة “الخليج العربي” في الدسمة ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت المسرحي
مفرح حجاب
قدمت فرقة “الخليج العربي”، مسرحية “سيناريو وحوار”، على مسرح الدسمة ضمن المسابقة الرسمية للدورة 23 من مهرجان الكويت المسرحي، وقد حضر العرض جمهور كبير من ضيوف المهرجان ومحبي المسرح تقدمهم الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب رئيس المهرجان مساعد الزامل.
مسرحية “سيناريو وحوار”، قام بتأليفها وإخراجها فيصل العبيد، تدور أحداثها حول رجل في منتصف الخمسينيات، جسده يوسف البغلي، يكتب عن شخصية أو مقالة، وهو فاقد للذاكرة ومصاب بما يشبه الزهايمر، وهذا الاختلال النفسي ينتابه كلما شاهد شخصية زوجته، التي تظهر له بين الحين والآخر، ويتوهم انها موجودة حوله ويحاورها، وقد أصيب بهذا الاعتلال النفسي بعد ان فقدها، فهو يحاول استحضار الماضي مع زوجته وهي الشخصية التي جسدتها الفنانة سماح، ليجعلنا نشاهد مباراة في الأداء وبقية عناصر العرض، لاسيما ان النص الذي قام بتأليفه واخراجه العبيد، عامر بالمضامين النفسية والإنسانية أيضا وكان له تأثير كبير على خشبة المسرح، وجمع فيه المخرج كل ألوان الفنون المسرحية، حيث ذهب بنا الى العبثية تارة والرمزية تارة أخرى وسط هذه الكثافة من تحريك الشخصيات على المسرح، والتي ادخلتنا الى عالم مليء بالجمال، لاسيما في مشاهد الرقص مع الدمى، والتي حملت معاني كثيرة وأدهشت المشاهد نتيجة رسم العبيد، الشخصيات بمعايير فنية وكأنه يرسم لوحة تشكيلية، وانتقل العرض بالمتلقي من السرد إلى التعبير الجسدي من خلال حوار رشيق مكثف فيه حالة من التوازن وكان من الأشياء الجميلة في المسرحية.
التمثيل
يعد الثنائي سماح ويوسف البغلي، من أهم العناصر الفنية التي تشارك في المسرح النوعي، وهما يمتلكان ثقافة وخبرة كبيرة في هذا اللون المسرحي، واستطاعا اقناع وامتاع الجمهور من خلال مباراة في التمثيل، نجحت من خلالها الفنانة سماح، في ان تستغل صوتها مع مكونات جسدها في الأداء والتعبير لتكون حاضرة بقوة على الخشبة وتؤكد انها فنانة مسرح من الدرجة الأولى، ورغم توهج يوسف البغلي، في الأداء لكن عليه أن يغير هذه الشخصيات التي أصبح متخصصا فيها، فهو ممثل واعد ويمتلك احترافية كبيرة في التمثيل ويستطيع أن يقدم تنوعا في الشخصيات أفضل من ذلك.
السينوغرافيا
نجح الدكتور فهد المذن، في تحريك الشخصيات على المسرح من خلال الديكور وبؤر الضوء وتناغم الكتل مع حركة الممثلين، بينما كانت الموسيقى التي وضعها وليد سراب في العرض هي احدى الشخصيات الموجودة على المسرح ما منح العرض تميزا من نوع خاص.
الإخراج
استفاد المؤلف والمخرج فيصل العبيد، من خبرته ومشاركته في العديد من الأعمال المسرحية، وكان جريئا وحريصا عندما تخلى عن السينوغرافيا لصالح الدكتور فهد المذن، وهو ما يؤكد انه يرغب في تقديم عمل مميز، الأمر الآخر انه تفوق على نفسه في رسم لوحات العرض بهدوء شديد وتعامل بواقعية مع كل ما كان موجودا على خشبة المسرح.
الجدير بالذكر ان مسرحية “سيناريو وحوار” من تأليف وإخراج فيصل العبيد، تمثيل سماح ويوسف البغلي، وضم الفريق الفني كلا من وليد سراب في الموسيقى، د.فهد المذن في السينوغرافيا، حسين الحسن وعبدالعزيز العبيد في التقنيات، سيد محمد وليد “مساعد مخرج”.