كشف سفير فرنسا لدى البلاد أوليفييه غوفان، عن زيارة قام بها مسؤولون في مستشفى «غوستاف روسي» الفرنسي لعلاج أمراض السرطان، الأسبوع الماضي، إلى مستشفى جابر، موضحاً أن التواصل بين المستشفى الشهير مع وزارة الصحة الكويتية قائم ومستمر، متوقعاً الوصول إلى نتائج إيجابية قريباً.
وقال السفير غوفان، خلال حفل تعارف مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية في مقر إقامته، أول من أمس، إن «اللآلئ الكويتية كانت تحظى بتقدير كبير من قبل صائغي المجوهرات في الشانزليزيه، في أوائل القرن العشرين، ما ساهم في نجاح العلامة التجارية الفرنسية الشهيرة (كارتييه)».
وشدد على متانة العلاقات بين بلده والكويت، ووصفها بأنها «متجذرة في التاريخ»، وأن «الجغرافيين الفرنسيين رسموا الخرائط الأولى للمنطقة، وبينها الكويت، منذ القرنين السابع عشر والثامن عشر».
ولفت إلى أنه «مع اكتشاف النفط، أصبحت الكويت مورداً رئيسياً للطاقة إلى فرنسا، واحتلت المرتبة الرابعة بين أكبر مورديها في الستينيات».
تضحيات
وذكر السفير الفرنسي أن العلاقة بين البلدين تشكلت منذ زمن بعيد، وتتميز بالالتزام السياسي والعسكري القوي من جانب فرنسا، لافتاً إلى اعتراف حكومة باريس بدولة الكويت بعد شهرين فقط من إعلان استقلالها في 1961. وأشار إلى إرسال قوات فرنسية كجزء من التحالف الدولي خلال حرب الخليج في 1991، وقال إن «مشاركة 18 ألف جندي فرنسي في عملية (داجيت)، تعكس عمق علاقتنا بالكويت، فقد ضحى بعض جنودنا بحياتهم دفاعاً عن سيادة الكويت، وبالتالي فإنهم ختموا صداقتنا بالتضحية، وهذا الالتزام هو الخيط الموجه للصداقة بين بلدينا، وهو التزام يقوم على الثقة والاحترام المتبادل والتضامن الثابت».
30 شركة
إلى ذلك، أكد السفير غوفان التزامه بمواصلة تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين، مشيراً إلى تواجد أكثر من 30 شركة فرنسية في الكويت، معتبراً بلاده«الشريك الاقتصادي الأوروبي الرائد للكويت، عبر قطاعات مثل الدفاع والطاقة والضيافة والرعاية الصحية والبنية التحتية والأغذية الزراعية والسلع الفاخرة».
وأضاف أن الشركات الفرنسية تعرض التميز والخبرة، مؤكداً اهتمامها بمشاريع التنمية ضمن خطة«الكويت الجديدة – رؤية 2035»، حيث تقدم هذه الشركات حلولاً مبتكرة في مجالات الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والنقل والاقتصاد المستدام وإدارة التحديات المتعلقة بالمناخ.
الديوانيات
وأعرب عن طموحه لتعزيز التبادل الأكاديمي وزيادة عدد الطلبة الكويتيين المبتعثين إلى فرنسا، مضيفاً«أنا معجب بالعدد الكبير من المتحدثين بالفرنسية في الكويت، والذين غالبًا ما أكتشفتهم مصادفةً خلال المحادثات، خصوصاً في الديوانيات».
وذكر أن عدد الطلبة الفرنسيين والأوروبيين يتزايد في الكويت للتدريب المكثف على اللغة العربية واللهجة الكويتية، من خلال مؤسسات مثل المركز الفرنسي لأبحاث شبه الجزيرة العربية (CEFREPA)، لافتاً إلى أن تكثيف التبادل الطلابي يبني روابط طويلة الأمد، تثري العلاقة بين بلدينا، وتخلق قصصاً مشتركة وصداقات عميقة ودائمة، مشيراً إلى أن «خريجينا الكويتيين والفرنسيين، هم سفراء نموذجيون للصداقة القوية التي تجمع بلدينا».