«ذا نيد الدوحة»… خيال شرقي بلمسة عالمية

في قلب العاصمة القطرية (الدوحة)، المُفعمة بالحياة والتطوُّر، يقع فندق «ذا نيد الدوحة»، الذي يُعد تحفة معمارية تمزج بين التصميم البسيط الحديث والتفاصيل الإسلامية التقليدية.

يعود تاريخ المبنى إلى سبعينيات القرن الماضي، حيث كان مقراً لوزارة الداخلية القطرية، مما يُضفي عليه طابعاً تاريخياً يميزه عن غيره، ويجعله تجربة لا تُنسى.

كما يعتبر «ذا نيد الدوحة» مثالاً حياً على التقاء التاريخ بالحداثة، حيث يوفر للزوار تجربة فندقية فاخرة تعكس جمال وروح الدوحة، فلم أكن أتوقع أن أعيش تجربة بهذا القدر من التميُّز، والتي جاءت بدعوة كريمة من إدارة الفندق برفقة وفد إعلامي من مختلف الدول. وكان اختياري لهذه الرحلة نابعاً من فضول قديم حول هذا المبنى العريق، الذي كان في يوم ما مقراً لوزارة الداخلية القطرية، قبل أن يتحوَّل إلى تحفة فندقية تحكي الكثير من حكايات الدوحة القديمة.

يمزج بين التصميم البسيط الحديث والتفاصيل الإسلامية التقليدية

ومنذ لحظة وصولي إلى قطر المحبة، أسرني تصميم الفندق، الذي يمزج بين روح السبعينيات وتفاصيل العمارة الإسلامية الساحرة، فالبهو الرئيسي بدا كلوحة فنية، تسكنها الإضاءة الخافتة والموسيقى الهادئة، وكأنها تدعوك للدخول إلى عالم آخر من الراحة والرقي.

أما غرفتي، فكانت فصلاً آخر من الحكاية، حيث اخترت غرفة «ميديوم بالاس فيو»، بإطلالتها البانورامية على القصر الأميري وحديقة البدع. أثارني أثاثها الأنيق وتفاصيلها الدقيقة، من السرير الملكي إلى المكتب الخشبي المصقول، كل شيء فيها يعكس ذوقاً رفيعاً وحرفية عالية.

الحكاية طويلة، والحديث عن عظمة المبنى وفخامته يحتاج إلى الكثير من الحلقات، لكن في هذه السطور سنروي قصة الفخامة والعظمة باختصار لفندق يُعد واحة الدوحة، وأحد أماكنها ليست الفندقية فقط، بل التاريخية كذلك، وقد صُمِّم المبنى في الأصل من قِبل المهندس المعماري اللبناني الشهير ويليام صيدناوي في ستينيات القرن الماضي، ويضم الآن مساحات مخصصة للأعضاء، و90 غرفة نوم وجناحاً، وسبعة مطاعم وصالات، إضافة إلى نادٍ صحي، ومنتجع صحي، وصالة ألعاب رياضية، ومساحات خاصة للمناسبات.

وبالشراكة مع المهندس المعماري الشهير ديفيد تشيبرفيلد، تم تجديد المبنى، بهدف الحفاظ على هيكل مبنى وزارة الداخلية القديم، ليمتد نيد الدوحة على خمسة طوابق بتصميمات داخلية من تصميم سوهو هاوس ديزاين، وقد استلهم الفريق من نيد لندن لإنشاء ردهة في الطابق الأرضي مع مسرح للعروض الحية في قلبها، وتُحيط بها مطاعم وصالات.

في الخارج، تم إنشاء حديقة خضراء أشبه بواحة في المدينة، مع نوافير مائية، ومساحة للمنحوتات المعاصرة، وعريشة خرسانية لتوفير ظل مشمس.

الفندق الذي يضم 89 غرفة وجناحاً، يتميز بتصميم يجمع بين سحر السبعينيات واللمسات العصرية، وتتنوع الغرف من «كوزي» بمساحة 32-37 متراً مربعاً، إلى «ميديوم بارك فيو» و«ميديوم بالاس فيو»، التي توفر إطلالات خلابة على حديقة البدع والقصر الأميري، وتحتوي كل غرفة على سرير إمبراطوري ومكتب عمل، مع شُرفات في بعض الغرف للاستمتاع بالمناظر الخارجية، وطلات خلابة على شاطئ الخليج العربي.

ويقدم «ذا نيد الدوحة» تجربة طهي فريدة، من خلال سبعة مطاعم متنوعة، حيث حرصت إدارة الفندق على توفير مطاعم عالمية تقدِّم المأكولات الشهية لأطباق عربية وأميركية وإيطالية وغيرها، يتصدَّرها مطعم «الحديقة» اللبناني، الذي يقدِّم المأكولات الشامية بأسلوب المشاركة العائلية، ويتميز بمكانه القريب من المسبح، وطلته الخلابة على الخليج العربي، وتنوُّع أطباقه الشهية. ولعل ما يميزه عن غيره من مطاعم الفندق، توفير خدمة «الشيشة»، بإدارة متخصصة في تقديمها بجميع نكهاتها.

ومن «الحديقة» إلى «ميليز لاونج»، لمُحبي المأكولات الأوروبية الحديثة والبريطانية الكلاسيكية والتي يقدِّمها المطعم في أجواء مريحة، ولا يفوتكم مطعم «كايا»، المُستوحى من منطقة آسيا والمحيط الهادئ، والمتخصص في السوشي وأطباق الروباتا المشوية.

وللباحثين عن الهدوء ستجدهم في مطعم «نيكل لاونج»، وهو المكان المثالي للمشروبات والوجبات الخفيفة مع موسيقى حيَّة. ويقدِّم مطعم «تشكونيز» تجربة إيطالية أصيلة مع البيتزا المشوية على الحطب والمأكولات البحرية والمعكرونة اليدوية الصنع.

أما «إلكتريك داينر»، فهو مطعم أميركي يقدِّم البرغر والهوت دوغ والسَّلطات والكوكتيلات، وأخيراً، وليس آخراً، مطعم «ماليبو كيتشن»، المُستوحى من كاليفورنيا، والذي يقدِّم السَّلطات الصحية والعصائر الطازجة.

الفندق يوفر مجموعة من المرافق الترفيهية والرياضية… ويضم «سبا» للمساج

يوفر الفندق مجموعة من المرافق الترفيهية والصحية، بما في ذلك منتجع صحي (سبا)، الذي يقدِّم علاجات متنوعة للاسترخاء وتجديد النشاط، إضافة إلى مركز لياقة بدنية مجهز بأحدث المُعدات الرياضية، ومسبح خارجي يتيح للضيوف الاستمتاع بالسباحة في أجواء مريحة.

ويتميز الفندق بموقعه الاستراتيجي بالقرب من معالم الدوحة البارزة، مثل: متحف الفن الإسلامي، وسوق واقف، وكورنيش الدوحة، مما يمنح الضيوف فرصة مثالية لاستكشاف الثقافة القطرية الغنية.

وعلى جدران «ذا نيد الدوحة» يوجد أكثر من 350 عملاً فنياً من أعمال فنانين محليين وإقليميين، وتضم وتغطي الرسم والتصوير الفوتوغرافي والنحت والرسم والنسيج والأعمال التركيبية.

لم يكن «ذا نيد» مجرَّد مكان للإقامة، بل كان وجهة بحد ذاته، في النهار، جرَّبت المسبح الخارجي المُحاط بأشجار النخيل، حيث بدا وكأن الوقت يتباطأ على إيقاع نسيم الدوحة الخفيف. وفي المساء، كان لي موعد مع تجربة طهي لا تُنسى، حيث قُمت بصناعة البيتزا الخاصة بي برفقة الوفد الإعلامي تحت إشراف شيف عالمي، وسط أجواء دافئة تحاكي المطاعم الإيطالية الشهيرة بصناعة البيتزا.

الخدمات في الفندق كانت على أعلى مستوى، فكل شيء في الغرفة موجود، والموظفون يتعاملون بلطف واحترافية، وكأنهم يعرفون مُسبقاً ما الذي تحتاجه لتشعر بأنك في بيتك، لا في فندق.

أما أكثر ما ميَّز هذه التجربة، فهو الربط الذكي بين هوية المكان وتاريخ المدينة.

وقبل إنهاء الحكاية، فقد شعرت بأنني لم أزر فندقاً فقط، بل دخلت في نسيج الدوحة نفسها، بتاريخها، وثقافتها، وحتى مستقبلها.. لذا فإن «ذا نيد الدوحة» هو الاختيار الأمثل لتجربة لا تُنسى.

دينورا شاميرزايفا، مديرة إدارة التسويق والاتصالات في فندق ذا نيد الدوحة

باقة ورد إلى دينورا وأليسا وفريق «كاتش»

باقة ورد نهديها أولاً إلى الجميلة دينورا شاميرزايفا، مديرة إدارة التسويق والاتصالات في فندق ذا نيد الدوحة، على حُسن الاستقبال وكرم الضيافة والعمل على توفير كل وسائل الراحة للفريق الإعلامي، والباقة الأخرى نهديها إلى مديرة المبيعات والتسويق في الفندق أليسا غوه، ولكل فريق وكالة «كاتش» للعلاقات العامة والوفد الإعلامي المميز.

يوسف حيدر مدير، مطاعم «ذا نيد الدوحة»،

«الحديقة»… الأطباق الشامية الشهية بنكهات شرقية

من مطاعم «ذا نيد الدوحة»، التي لا تكتمل الحكاية إلا بزيارتها، مطعم «الحديقة»، الذي يقع في الهواء الطَّلق و«الفيو» الرائع على الخليج العربي، حيث يقدِّم الأطباق الشامية ومقبلاتها المشهورة ومشوياتها المميزة تحت إدارة يوسف حيدر.

ويتميز المطعم بأطباقه الشامية الغنية بنكهات الشرق، وجلساته الخارجية، التي بدت كأنها امتداد لروح الدوحة القديمة، الممزوجة بأناقة الحداثة. وينفرد المطعم دون غيره بتوفير خدمة «الأرجيلة»، لمدخني الشيشة وبنكهات مختلفة.

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments