تستمر الأسرار والمفاجآت في الكشف عن نفسها في عالم الفضاء اللامتناهي، مما يثير دهشتنا وفضولنا بشكل دائم لاكتشاف المزيد.
وساهم تلسكوب جيمس ويب منذ إطلاقه عام 2021 في توسيع آفاق هذه الاكتشافات، من خلال رصد الفضاء بشكل أدق أظهر العديد من جماليات وغموض الكون، كما ساهم في تعزيز فهمنا للظواهر الفلكية وفتح أفق جديد من التساؤلات المثيرة.
الذيل العظيم
كشفت صور جديدة التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي عن سلسلة غريبة من الغبار على شكل ذيل قطة حول كوكب يشبه حجم المشتري ، ويقع على بعد حوالي 160 سنة ضوئية من الأرض.
ويقع الكوكب الذي يحمل اسم WASP-69bعلى مقربة شديدة من نجمه شديد الحرارة لدرجة أن غلافه الجوي يتبخر باستمرار بمعدل 200000 طن في الثانية.
وتعد الصور التي التقطها جيمس ويب ليست اكتشافًا للكوكب بحد ذاته حيث إنه معروف لدى العلماء منذ عقد من الزمان، بأنه كوكب غازي عملاق يدور بالقرب من نجمه بشكل غير مستقر. وهو قريب جدًا لدرجة أنه يكمل دورة كاملة حول نجمه في أقل من أربعة أيام أرضية، وعند المقارنة فإن عطارد، الكوكب الأقرب إلى شمسنا تستغرق دورته 88 يومًا.
ويكمن الاكتشاف الجديد في صور جيمس ويب التي رصدت الذيل الضخم العظيم لهذا الكوكب، أنه مع هروب الغلاف الجوي للكوكب إلى الفضاء، تقوم الرياح النجمية للنجم المضيف بنحته على شكل ذيل يشبه المذنب الذي يتبع الكوكب لمسافة لا تقل عن 350 ألف ميل أطول بكثير مما كان يعتقد العلماء من قبل.
أفق جديد
أكد العلماء أن قدرتنا الآن على رؤية الصور الدقيقة لكواكب مثل WASP-69b، تساعد في الكشف عن كيفية تأثير الرياح النجمية على الكواكب التي تدور حول نجومها بشكل وثيق، وأن دراسة هذا النوع من فقدان الكتلة الجوية بشكل مباشر أمر محوري لفهم كيفية تطور الكواكب عبر المجرة مع مرور الوقت مع نجومها.
وأشار العلماء إلى أنهم كانوا يعتقدون أن هذا الكوكب يفقد القليل من غلافه الجوي، وتوقعوا وجود ذيل صغير له أو ربما لا شيء على الإطلاق، لكنهم اكتشفوا الآن هذا الذيل الضخم الذي ظهر أنه أطول بسبع مرات على الأقل من الكوكب نفسه.
وأوضح العلماء أن كتلة WASP-69b حوالي 90 مرة كتلة الأرض، وأنه يحتوي على مخزون كبير من المواد، ورغم فقدان هذه الكمية الهائلة من الكتلة إلا أنه ليس معرضًا لخطر فقدان غلافه الجوي بالكامل خلال عمر النجم.