كشف فريق علمي دولي عن ظاهرة جيولوجية نادرة في موقع بحر آرال الجاف (أو بحيرة خوارزم)، حيث سجلت الأقمار الصناعية ارتفاعا غير مسبوق في قشرة الأرض بمعدل 7 مليمترات سنويا.
ويقع بحر آرال على الحدود بين كازاخستان شمالا وأوزبكستان جنوبا، وهو بحر داخلي كان يوما واحة زرقاء في قلب آسيا الوسطى. وفي ذروة ازدهاره عام 1960، كانت مساحته تبلغ 68 ألف كم² – أي ضعف مساحة بلجيكا بأكملها – ما جعله أكبر مسطح مائي في المنطقة.
The land beneath the former Aral Sea in Kazakhstan and Uzbekistan is rising and will continue to do so for many decades. Now, scientists have an explanation that involves the sea drying up. https://t.co/CDvdjrdH6U
— Live Science (@LiveScience) April 17, 2025
وفي السابق، صنف بحر آرال على أنه رابع أكبر بحيرة في العالم، لكنه فقد كمية هائلة من الماء، حتى انقسم إلى أجزاء صغيرة في عام 1986.
As the Aral Sea has been drained by irrigation and dried up, the mass loss on the surface has caused Earth’s upper mantle to rise up, lifting the emptied sea bed an average of 7 millimetres per year https://t.co/vUjEpb5cp1
— New Scientist (@newscientist) April 17, 2025
وسجل العلماء ارتفاعا في طبقة الوشاح تحت بحر آرال الجاف بشكل مطرد. وتعود هذه الظاهرة الغريبة إلى كارثة بيئية بدأت في الستينيات، عندما قامت الحكومات بتحويل مجرى نهرين كانا يغذيان بحر آرال، من أجل استخدام المياه في الزراعة. وبسبب هذا التحويل، بدأ البحر بالجفاف تدريجيا.
وباستخدام تقنية رادار متطورة تعرف باسم interferometric synthetic aperture radar، أو باختصار InSAR، تمكن العلماء من رصد تشوهات دقيقة في مساحة تبلغ 500 كم حول مركز البحيرة القديمة. وتشير البيانات إلى أن القشرة الأرضية ارتفعت 4 سنتيمترات خلال أربع سنوات فقط (2016-2020).
ويشرح البروفيسور سايمون لامب من جامعة فيكتوريا بنيوزيلندا هذه الظاهرة بأنها نتيجة لاختفاء وزن هائل يقدر بـ1.1 مليار طن من المياه، ما يعادل وزن 150 هرما بحجم هرم خوفو الأكبر. وكان هذا الوزن الضخم يضغط على طبقات الأرض العميقة، وعند زواله، بدأ الوشاح الأرضي الساخن واللزج يتدفق لتعويض الفراغ، مسببا هذا الانتفاخ التدريجي الذي من المتوقع أن يستمر لعقود قادمة.
لكن هذه الظاهرة الجيولوجية المثيرة ليست سوى الفصل الأخير من مأساة بيئية أوسع. فبعد أن فقدت 90% من مساحتها الأصلية، تحولت منطقة بحر آرال من واحة مزدهرة إلى صحراء قاحلة، مع ما رافق ذلك من كوارث اقتصادية واجتماعية وصحية جعلت العلماء يصفونها بـ”تشرنوبيل الصامت”.
واليوم، لم يبق من البحيرة سوى بضع البرك المائية المتفرقة، بينما يتحول قاعها الجاف إلى مصدر للعواصف الرملية السامة.
نشرت الدراسة مجلة Nature Geoscience.
المصدر: ساينس ألرت
إقرأ المزيد
سردية تاريخية جديدة لسقوط الإمبراطورية الرومانية
توصل علماء إلى أدلة مذهلة تربط بين تغير مناخي مفاجئ وانهيار الإمبراطورية الرومانية، في سردية تاريخية جديدة تدمج بين الجيولوجيا وعلم الآثار.
بحلول نهاية القرن.. صدمة اقتصادية كبرى تنتظر العالم!
كشفت دراسة حديثة عن صدمة اقتصادية كبرى تنتظر العالم، حيث وجدت أن الاحتباس الحراري قد يخفض متوسط دخل الفرد العالمي بنسبة 40% بحلول نهاية القرن.
دراسة تحدد درجة الحرارة “القاتلة”!
كشفت دراسة حديثة من جامعة أوتاوا أن قدرة الإنسان على تنظيم حرارة جسمه في الطقس الحار أقل بكثير مما كان يعتقد سابقا.