بين الإصلاحي والمحافظ كيف تختلف برامج المرشحين لرئاسة ايران؟

يخوض المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان والمحافظ سعيد جليلي جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية، المقرر إجراؤها في الخامس من يوليو/تموز.

ولم يحصل أي من المرشحين على 50 في المئة من الأصوات بعد فرز أكثر من 24 مليون بطاقة اقتراع في الجولة الأولى.

وقد حصل بزشكيان على أكثر من 10 ملايين صوت، بينما حصد منافسه جليلي أكثر من 9.4 مليون صوت في الجولة الأولى.

ويجادل منافسوه المحافظون بأنه يهدف إلى مواصلة سياسات إدارة حسن روحاني والتي يرونها فاشلة.

وقال: “سأبذل قصارى جهدي لإصلاح نظام الفلترة غير الفعال وإعادة الآلاف من الشركات النشطة في الفضاء الإلكتروني التي توظف ملايين الإيرانيين إلى الدورة الاقتصادية”.

ويسلط بزشكيان الضوء على التركيز القوي على القضايا البيئية، متعهداً بتنفيذ برامج شاملة لحماية البيئة والتنمية المستدامة.

كما يدعو إلى أن تلعب النساء أدوارًا نشطة ومتساوية في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وفي ما يتعلق بالتعامل مع الذين لا يلتزمون بقوانين الحجاب الإلزامي، علق قائلاً: “لم نتمكن من إرشادهم حتى هذا العمر رغم إنفاق الكثير على المراكز الدينية، فهل نعتقد أننا يمكن أن نصلحهم بهذه الأساليب؟”.

شغل مسعود بزشكيان منصب وزير الصحة والتعليم الطبي في حكومة محمد خاتمي الأولى وحل لاحقاً محل محمد فرهادي في الحكومة الإصلاحية الثانية.

وكان نائباً في مجلس الشورى الإيراني لخمس فترات وشغل ذات مرة منصب نائب رئيس البرلمان.

بعد عامين من توليه منصب وزير، عزل مجلس الشورى بزشكيان بسبب التعيينات ومشاكل الأدوية والتعريفات الطبية والرحلات الخارجية.

بعد الانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل عام 2009، والتي قوبلت بحملة قمع عنيفة ودموية على المتظاهرين من قبل الحكومة، انتقد بزشكيان المعروف بصراحته، بشدة، التعامل مع المتظاهرين. واجه هذا الانتقاد رد فعل عنيفا من البرلمانيين المحافظين.

وعطّل خطابه حول معاملة الحكومة للمتظاهرين جلسة البرلمان لفترة وجيزة. في خطابه قال: “عندما يمكنك تجنب التدخل القاسي، لا تضرب. لا تقل إنني القائد، وإذا رفع أي شخص صوته، فسوف أسحقه”.

وسجل بزشكيان للانتخابات الرئاسية في اليوم الأخير من انتخابات عام 2013، لكنه انسحب لاحقاً بسبب تسجيل أكبر هاشمي رفسنجاني. كما سجل في الانتخابات الرئاسية لعام 2021، لكن مجلس صيانة الدستور لم يوافق على مؤهلاته. ومع ذلك، تمت الموافقة على مؤهلاته للانتخابات المبكرة المقبلة لعام 2024 بعد وفاة إبراهيم رئيسي.

ومع ذلك، في خطابه أمام جبهة الإصلاح، وصف بزشكيان نفسه بأنه محافظ إصلاحي وقال: “أنا محافظ، وهذه هي المبادئ التي نريد الإصلاح من أجلها”.

سعيد جليلي: 10 مصافٍ للنفط و13 سلعة أساسية

دخل جليلي إلى السباق الانتخابي بشعار “عالم من الفرص، قفزة لإيران”، حيث وعد ببناء 10 مصافٍ جديدة للنفط وتمويلها من خلال الموارد العامة. وهو يشدد على دعم الريال الإيراني مقابل الدولار ومكافحة التضخم من خلال تقليل الاعتماد على الواردات، على الرغم من عدم وضوح تفاصيل وعوده المتكررة. كما تعهد أيضاً بإنشاء قواعد بيانات مالية لتعزيز الشفافية الاقتصادية ومنع الفساد.

في السياسات الاجتماعية، يبرز جليلي أهمية الحجاب كزيّ النساء الاجتماعي، ودور ربات البيوت، معتبراً أن الحكومات السابقة “تجاهلت” هذه القضايا. وعد برحلات سنوية مجانية للعائلات وسلال طعام تحتوي على 13 صنفاً أساسياً. وتشمل خططه الإسكانية توفير قروض الإسكان، وتخصيص الأراضي للبناء، ومساعدة الأفراد على امتلاك منازل من خلال نقل أراضي الحكومة إلى التعاونيات الإسكانية، بالإضافة إلى بناء مليون منزل على الأقل سنوياً. يهدف أيضاً إلى تحويل محافظة سيستان وبلوشستان المحرومة إلى مركز اقتصادي في جنوب شرق إيران.

في السياسة الخارجية، يحتفظ سعيد جليلي بالنهج الذي اتبعه في أيام مفاوضاته النووية، مركزاً على تعظيم الفرص وتقليل الأخطار، على الرغم من أن النقاد يعتبرون أن الفرص تحولت إلى تهديدات خلال فترة ولايته. يعتقد أن إيران لا يجب أن تقيد علاقاتها الدولية إلى بضع دول تختلف معها أكثر، ويدعو إلى توسيع العلاقات مع الدول غير الغربية.

وكان سعيد جليلي خصماً قوياً للاتفاق النووي الشامل وللمفاوضات مع القوى العالمية بشأن برنامج إيران النووي. وهو يهدف إلى تحويل كل سفارة إيرانية إلى “منصة للتصدير” لتوليد إيرادات من الصرف الأجنبي للبلاد. يعتقد أن السياسة الخارجية يجب أن تكون مرتبطة بالاقتصاد الوطني ويسعى إلى “وضع إيران في سلسلة الإنتاج الاقتصادي العالمي”، على الرغم من أنه لم يحدد كيف سيتغلب على عقبة العقوبات لتحقيق ذلك.

من هو جليلي؟

في سبتمبر/ أيلول 2007، عيّن أحمدي نجاد جليلي أميناً جديداً للمجلس الأعلى للأمن القومي، مما جعله ثالث شخص يشغل هذا المنصب بعد حسن روحاني وعلي لاريجاني.

في ذلك الوقت، كان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي مسؤولاً أيضاً عن مفاوضات إيران النووية مع الغرب.

وبعد أقل من عام، في يوليو/تموز 2008، عين المرشد الأعلى لإيران جليلي كأحد ممثليه في المجلس الأعلى للأمن القومي، وهو المنصب الذي شغله لمدة 16 عاماً.

وكان شعار جليلي الثابت هو “تحويل التهديدات إلى فرص”، لكن الكثيرين يعتقدون أنه خلال السنوات الست من المفاوضات النووية مع الغرب، حوّل الفرص إلى تهديدات، وأنهى فترة ولايته بعدة قرارات من مجلس الأمن الدولي ضد الجمهورية الإسلامية وعقوبات أمريكية وأوروبية غير مسبوقة على إيران.

وخاض جليلي الانتخابات الرئاسية لعام 2013 بشكل مستقل.

وأصبح سجلّه الممتد لست سنوات في المفاوضات النووية أحد نقاط ضعفه الرئيسية في المناظرات الانتخابية في حينه.

 

المصدر: BBC
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments