أسفرت عدة هجمات يوم الأحد الماضي في جمهورية داغستان ذات الأغلبية المسلمة شمال القوقاز الروسية عن مقتل ما لا يقل عن 20 شخص بينهم 15 ضابط شرطة والعديد من المدنيين بما في ذلك كاهن أرثوذكسي. كما قُتل خمسة مسلحين على الأقل.
وتم نقل ما لا يقل عن ستة عشر شخصًا آخرين إلى المستشفيات مصابين بجروح، وذلك جراء استهداف كنيستين ومعبدين يهوديين في مدن دربنت، التي تضم مجتمعًا يهوديًا قديمًا، وفي العاصمة مخاتشكالا خلال عيد العنصرة الذي يحتفل به المسيحيون الأرثوذكس.
بي بي سي لتقصي الحقائق رصدت تسلسل الهجمات وتحققت من هويات بعض الذين قاموا بهذه الهجمات.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Twitter. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Twitter وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Twitter مشاركة, 1
المحتوى غير متاح
Twitter اطلع على المزيد فيبي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية.
وأظهر فيديو من ديربنت وجوه بعض المهاجمين. ويبدو أن اثنين أصيبا واستولى المسلحون على سيارة للشرطة.
ولقي شرطي خارج الكنيسة مصرعه، وتم ذبح كاهن بالكنيسة يدعى الأب نيكولاي بحسب السلطات المحلية، وكان يبلغ من العمر 66 عامًا، والذي كان راعيًا للكنيسة لأكثر من 40 عامًا.
بعد حوالي نصف ساعة، في الساعة 18:30، أطلقت مجموعة آخرى من المسلحين النار على ضباط الشرطة الذين يحرسون كاتدرائية السيدة العذراء مريم في شارع جروموف في مخاتشكالا، عاصمة داغستان ولقي حارس الكنيسة، مصرعه جراء الهجوم.
وأظهرت لقطات فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصا يرتدون ملابس داكنة يطلقون النار على سيارات الشرطة. ويجوبون الشوارع ويسمع إطلاق نار.
كما أظهر فيديو آخر استيلاء مهاجمين مسلحين على سيارة من أحد المدنيين في أحد الفيديوهات التي تأكدنا من صحتها.
وفي الوقت نفسه، في الساعة 18:30 أيضًا، قامت مجموعة من الأشخاص المجهولين بإلقاء متفجرات على كنيس مخاتشكالا في شارع يرموشكين حسب الفيديوهات التي تحققنا منها.
واستمر إطلاق النار في ديربنت ومخاتشكالا حتى مساء يوم الأحد كما أظهر تحليل فيديوهات إطلاق النار التي تم تداولها عن الاشتباكات.
وذكرت وزارة الداخلية في داغستان أن مسلحين مجهولين أطلقوا النار على ضباط الشرطة في ساحة قرية سيرجوكالينسكي، مما أدى إلى إصابة أحدهم. وتقع هذه البلدة على بعد 37 ميلاً شمال غرب ديربنت.
هوية الجناة
من خلال استخدام برامج التعرف على الوجوه تم تحديد هوية عدد من المهاجمين الذين ظهرت وجوههم في الفيديوهات أو تم الإعلان عن هويتهم من قبل السلطات.
وكانت السلطات الروسية قد قالت إن خمسة مهاجمين قد قتلوا. وأظهرت قنوات روسية على تطبيق تيليغرام أشخاصا على الأرض وحولهم دماء قالوا إنها صورا للمهاجمين بعد قتلهم. وأضافت السلطات أنها لاتزال تتعقب جناة آخرين، ولكن لم تحدد السلطات العدد الكلي للمهاجمين.
من بين المهاجمين الذين لقوا مصرعهم عثمان وعادل عمروف، وهم أبناء ماغوميد عمروف، رئيس منطقة سيرجوكالينسكي شمالي داغستان حيث شاركا في الهجوم الذي وقع في مخاتشكالا..
وبحسب وسائل الاعلام الروسية فإن عثمان عمروف كان على علاقة بخلية تابعة لتنظيم داعش في تركيا، وكان يعمل في أعمال البناء في داغستان، ويمتلك مقهى في إزبرباش. ولم يتسن لبي بي سي التأكد من هذه المعلومات.
كما شارك معهم في الهجوم على منطقة مخاتشكالا ابن عمهم عبد الصمد أحمدزيف البالغ من العمر 32 عامًا، وقُتل عندما حاولت الشرطة القبض عليه. كان أمادزيف عضوًا في داعش سابقًا، ولم يعرف ما إذا كانت الجماعة قد أعادت تجنيده أم لا بحسب الإعلام الروسي، ولم يتسن لبي بي سي التأكد من هذه المعلومات.
طالما ما كانت هناك تصريحات تحذر من انتشار التطرف الديني في ساحات الرياضات القتالية في الشمال والقوقاز، وخاصة في داغستان وإنغوشيتيا.
وفي عام 2014، كشف نائب وزير الرياضة في داغستان زينال سالوتدينوف عن مخاوفه من أن التطرف يصيب صالات الألعاب الرياضية وقاعات الرياضة في البلاد.
المهاجم الخامس هو على زاكريجيف وكان يبلغ من العمر 35 عاما وهو ابن شقيق آخر لعمروف رئيس منطقة سيرجوكالينسكي
كان يشغل منصب رئيس فرع الحزب في نفس المنطقة، وقد ترك هذا المنصب عام2021 لكنه ظل عضوا في الحزب.
المسؤول عن الهجمات
ومن المعروف أن تنظيم الدولة الإسلامية يؤجل الإعلان عن المسؤولية إذا كان هو الفاعل حتى يصبح وضع جميع المهاجمين واضحًا.
وكان قادة تنظيم الدولة الإسلامية قد حثوا مؤيديهم على تنفيذ هجمات في جميع أنحاء العالم، وحددوا أماكن العبادة الدينية كأهداف رئيسية “انتقامًا لغزة”، ل “تسلط الضوء على طبيعة الحرب الدينية” بين المسلمين وغير المسلمين، وفقًا للتنظيم.
وذكر رئيس المنطقة سيرغي مليكوف في رسالة بالفيديو في أعقاب الهجمات أن “هذه الهجمات مرتبطة بالحرب في أوكرانيا” ولكن لم يقدم أي أدلة على هذا الادعاء.
هجمات سابقة
وفي 29 أكتوبر الماضي، اقتحم متظاهرون مطار مخاتشكالا ردًا على دعوات معادية للسامية على وسائل التواصل الاجتماعي لمنع وصول طائرة ركاب من إسرائيل. وأظهر مقطع فيديو تم التقاطه في المطار الحشد يلوح بالأعلام الفلسطينية ويحطمون الأبواب ويحاولون قلب سيارة للشرطة حيث أصيب أكثر من 20 شخصا، بينهم عدد من ضباط الشرطة.