“برلين السينمائي” يجمع النجوم وسط صراعات وجدل سياسي

المهرجان يُكرم مارتن سكورسيزي… ويشهد عودة عبدالرحمن سيساكو

يجمع مهرجان برلين السينمائي الدولي “برليناله”، في دورته الـ 74 اعتباراً من الخميس، مجموعة من الأسماء الكبيرة في صناعة الفن السابع، كالنجمين غايل غارسيا برنال، وروني مارا، ويمنح المخرج مارتن سكورسيزي، جائزة فخرية، ويشهد عودة المخرجين عبدالرحمن سيساكو، برونو دومون، هونغ سو، ويسعى إلى تحقيق توازن سياسي صعب، حيث تخيّم الأحداث الراهنة على المهرجان، الذي يرغب في أن يكون “مساحة للحوار والاندماج” في عالم حافل بالصراعات.
ويندرج في هذا الإطار قرار إلغاء الدعوات الموجهة إلى 5 سياسيين من حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف، لحضور افتتاح المهرجان، بعدما تظاهر مئات الآلاف في ألمانيا في الأسابيع الأخيرة تنديدا بأفكاره الراديكالية، وقد أثار الإعلان عن توجيه دعوات إلى هذا الحزب احتجاجات في الأوساط السينمائية والثقافية الألمانية.
وأعرب منظّمو المهرجان عن قلقهم إزاء “تصاعد معاداة السامية، والمشاعر المعادية للمسلمين وخطاب الكراهية، وغيرها من المواقف التمييزية والمخالِفة للديمقراطية في ألمانيا”، أما الحزب فاستهجن ما وصفه بتعمد “الإقصاء”.
وتنطلق الدورة الـ74 من مهرجان برلين في سياق متوتر، بعد 4 أشهر من الحرب في غزة، وقد أبدت فيها ألمانيا دعماً واضحاً لإسرائيل، وهو ما قابله فنانون من بينهم الكاتبة الفائزة بجائزة “نوبل” آني إرنو، بمقاطعة المؤسسات الثقافية الألمانية المتهمة بحجب الأصوات الفلسطينية اعتبارا من منتصف يناير الماضي.
وأكد مهرجان برلين السينمائي، أنه لم يتلق أية “إشارات” إلى مشاركة مخرجي الأفلام المدرجة بمسابقته في هذه المقاطعة. ويتردد صدى الإشكاليات المحيطة من خلال بعض الأعمال، ومنها فيلم ألماني بالمسابقة الرسمية يتناول مقاومة النازية، وقراءة سينمائية جديدة لمسرحية Rhinoceros للكاتب أوجين يونيسكو، في فيلم للمخرج الإسرائيلي عاموس غيتاي، من بطولة إيرين جاكوب.
وينتظر أن “تحتل الجغرافيا السياسية مكانة مهمة في دورة برلين هذه السنة”، وتوقعت تقارير صحافية أن يترك مديرو المهرجان منصبيهما، من دون أن يتمكنا من إيجاد التوازن بين “السينما السياسية أو سينما الفن والتجريب، وأفلام هوليوود الجماهيرية”، التي يسعى مهرجان برلين إلى استقطابها مجدداً.
ويشهد البساط الأحمر للمهرجان حضور مجموعة من نجوم هوليوود، كالمخرج الأميركي الكبير مارتن سكورسيزي، الذي يٌكرّم بمنحه دباً ذهبياً فخرياً عن مجمل مسيرته المهنية، إضافة إلى عدد من الممثلين البازين، في مقدمهم الإيرلندي كيليان ميرفي، أحد المرشحين لجائزة أوسكار عن دوره في Oppenheimer، وهو يؤدي بطولة فيلم افتتاح المهرجان Small Things Like This.
وينتظر أيضاً مشاركة المكسيكي غايل غارسيا برنال بطل فيلم Another End المدرج ضمن برنامج المهرجان، روني مارا الحائزة جائزة التمثيل في مهرجان “كان” العام 2015 عن فيلم Carole، والتي ستؤدي دور أودري هيبيرن السنة المقبلة في فيلم عن سيرتها، وكذلك عمر سي، أما المخرج الكوري الجنوبي هونغ سو، فيجتمع مجدداً مع إيزابيل هوبير، التي تولت بطولة فيلمه In Another Country العام 2012.
وتترأس الممثلة المكسيكية الكينية لوبيتا نيونغو لجنة التحكيم، التي تختار الفيلم الذي سينال جائزة الدب الذهبي في 24 فبراير، وهي أول شخص من ذوي الأصول الأفريقية يتولى هذا المنصب في “برلين”، ويتنافس 20 فيلماً على هذه الجائزة التي نالها العام الفائت الوثائقي الفرنسي On the Adamant للفرنسي نيكولا فيليبير.
أما المخرج الموريتاني عبدالرحمن سيساكو، الذي لم يصور أي فيلم منذ نجاح “تمبكتو”، وحصوله على جائزة “سيزار” لأفضل مخرج العام 2015، فيعود لمهرجان برلين بفيلم Black Tea، عن قصة حب في الجالية الأفريقية في كانتون.
ويتضمن البرنامج فيلم Dahomey عن استعادة بنين كنوز أبومي الملكية التي تم الاستيلاء عليها في مرحلة الاستعمار، وهو وثائقي للفرنسية السنغالية ماتي ديوب (الفائزة بالجائزة الكبرى في مهرجان كان 2019 عن فيلم Atlantics).
وتحضر تونس بفيلم “ماء العين”، أول شريط روائي طويل للمخرجة مريم جعبر. وبعد مرور عامين على خوضه مسابقة مهرجان “كان” بفيلم France، يعود برونو دومون بفيلم The Empire، وهو نوع من “حرب النجوم” بنكهة شمال فرنسا، حيث صُوّر.
ويشارك في الفيلم الممثل الفرنسي فابريس لوكيني، والممثلات البارزات أناماريا فارتولوميه، والجزائرية لينا خودري، وكاميّ كوتان.

 

المصدر: السياسة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
0
يسعدنا مشاركتكم في التعليقاتx
()
x