كان من المفترض هذا الأسبوع أن يعود الأطفال في قطاع غزة، وبينهم صغار عائلة قديح، إلى المدارس، ولكنهم بدلا من ذلك يتعثرون في أكوام من الركام جمعوها من مبنى مدمر كي يبيعوها لتستخدم في بناء القبور، التي صارت الآن سكنهم في جنوب قطاع غزة.
وقال عز الدين قديح، الذي يبلغ من العمر 14 عاما، بعدما قام وإخوته الثلاثة أصغرهم 4 سنوات بسحب كمية من قطع الخرسانة: «أي طفل في سننا ببلدان أخرى يدرس ويتعلم… ولكننا لسنا كذلك. نقوم بعمل يفوق قدراتنا. نحن مجبرون على أن نفعل ذلك من أجل لقمة العيش.» .
ومع دخول قطاع غزة عامه الدراسي الثاني، دون دراسة، ينشغل معظم الأطفال بمساعدة أسرهم في الكفاح اليومي من أجل البقاء على قيد الحياة وسط الحملة الإسرائيلية المدمرة.
ويسير الأطفال حفاة على طرق ترابية، غير ممهدة، كي يجلبوا الماء في أوعية من البلاستيك من نقاط التوزيع إلى عائلاتهم التي تعيش في خيام تعج بالفلسطينيين النازحين من ديارهم، وينتظر آخرون أمام المطابخ الخيرية وقد حملوا أوعية ليحضروا الطعام.
ويحذر العاملون في المجال الإنساني من إن الحرمان الممتد من التعليم يهدد أطفال غزة على المدى الطويل.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، تيس إنجرام، إن الأطفال الصغار يعانون فيما يتعلق بنموهم المعرفي والاجتماعي والعاطفي، أما الأطفال الأكبر سنا، فهم معرضون على نحو أوسع لخطر الانجرار لى العمل أو الزواج المبكر.
وأضافت: «كلما طال غياب الطفل عن المدرسة، زاد خطر التخلف الدائم عنها، وعدم العودة إليها.» لقد خسر أطفال غزة، الذين يبلغ عددهم حوالي 625 ألفا في سن الدراسة، عاما كاملا من التعليم.
وفي ظل تعثر المفاوضات من أجل وقف العدوان الإسرائيلي، لا يعرف أحد متى سيمكنهم العودة إلى الفصول الدراسية.
وأفادت مجموعة التعليم العالمية – مجموعة من منظمات الإغاثة التي تقودها اليونيسف ومنظمة إنقاذ الطفولة- بأن أكثر من 90% من المباني المدرسية في قطاع غزة تضررت بشدة جراء القصف الإسرائيلي.
كانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تقوم بإدارة العديد من هذه المدارس.
وقد أتى الدمار الكامل على حوالي 85% من هذه المدارس، حيث تحتاج إلى عملية إعادة بناء واسعة، وهو ما يعني أن الأمر قد يستغرق سنوات قبل أن تصبح صالحة للاستخدام مجددا. كما أصاب الخراب جامعات غزة.