دخل نبات سرخسي موسوعة الأرقام القياسية كأكبر كائن حي يضم عددا من الصبغات الجينية.
وبلغ طول الخريطة الجينية للنبات أو “الجينوم” نحو 100 متر عندما تمكن العلماء من فكها وطبعها على الأوراق، وهو ما يفوق ارتفاع ساعة بيغ بن العريقة في لندن.
ويعتبر العلماء هذا الحجم من الجينات مثيرا للجنون والعجب ويفوق بكثير تخيل أي شخص لنبات صغير الحجم يمر الكثيرون إلى جواره دون أن يلحظوه.
وتقول إليا ليتش من الجمعية الملكية للنباتات والحدائق لبي بي سي “إنه أضخم جينوم تم اكتشافه على الإطلاق لأي كائن حي على الأرض”.
وتمتلك الكثير من النباتات خرائط جينية ضخمة ويسعى العلماء لاكتشاف سبب ذلك.
وفي الدراسة التي كشفت الأمر، والتي نشرت في دورية “أي ساينس” الدولية كشف الباحثون أنهم استخرجوا الخريطة الجينية من عينات من النبات جاءت من جزيرة كاليدونيا الجديدة.
واتضح مع البحث أن النبات كسر الرقم القياسي لحجم الجينوم في الكائنات الحية وبلغ عدد الصبغ الجينية له نحو 160 مليار زوج.
ومقارنة مع الجينوم البشري مثلا والذي يبلغ 3 مليار زوج من الأصباغ الجينية يتضح الحجم الهائل لجينوم السرخس المعني.
ويقول أدم كيلوارد من موسوعة غينيس للأرقام القياسية: “فكروا فقط في أن الجينوم الخاص بهذا النبات البسيط يبلغ 50 ضعف الجينوم البشري، وهذه إشارة بسيطة لحجم الجهد الذي ينبغي أن نبذله للبحث في عالم النباتات أكثر لنعرف ما لانعرفه، ونعلم أن أهم الأشياء ليست بالضرورة ما تبدو كذلك”.
وتوجد الخريطة الجينية لكل كائن حي سواء نبات أو حيوان داخل نواه كل خلية حية من خلاياه.
وتوفر هذه الخريطة الجينية المعلومات اللازمة للخلايا لكي تنمو وتمارس مهامها وتصدر الأوامر اللازمة في الجسد تبعا للكروموسومات الناشطة.
وتختلف أحجام الجينومات الخاصة بالكائنات الحية، خاصة في عالم الجيوانات فبعض الأسماك لديها أحجام هائلة من الجينومات مثل السلمندر والذي يمتلك 120 مليار زوج من الصبغ الجينية.
على النقيض، شجر الصنوبر لديه جينوم صغير جدا ولو طبعته مثلا فلن يفوق طولها على الورق 66 سنتيمترا فقط.