وبهذه المناسبة، قال المغامر يوسف الشطي إن الرحلة كانت طويلة، استغرقت منه شهرين، والذي يميزها هو صعوده من غير أوكسجين، لأن معظم المغامرين يصعدون الجبل مع الأوكسجين، ليسهل لهم عملية الوصول، وليكونوا بصحة وسلامة، لافتاً إلى أنه أول عربي في التاريخ يقرر الصعود من غير أوكسجين، ومؤكداً أنه لم يحس بالرهبة أبداً في أي لحظة من تسلقه.
وحول خبراته السابقة في تسلُّق الجبال، قال الشطي إن الذي ميز إنجازه، أنه لم تكن لديه خبرات سابقة، لكنه تسلَّق سابقاً جبل أمادابلام في نيبال، وقام بإنزال علم الكويت من قمة الجبل، مبيناً أنه أكبر علم في العالم، وكان إنجازاً في موسوعة غينيس للأرقام القياسية عام 2019.
وعن الحافز والهدف من الفيلم، أوضح أن ذلك لتسليط الضوء على تضحيات شهداء الكويت الأبرار، لذلك قرر أن يقوم بشيء خارج المألوف، حتى يلفت انتباه الناس لقصصهم، مُهدياً الفيلم إلى أرواح شهداء الكويت الأبرار.
واستذكر الشطي أحد إنجازاته، وهو حصوله على شهادة غينيس العالمية في أسرع سباحة لعبور جون بحري فئة الرجال مسافة 21 كيلومتراً عام 2023، حيث كرَّمه سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.
وبيَّن أن تجهيزه من ناحية التدريبات كان بسيطاً، عبارة عن ممارسة رياضة الركض، وتمارين تقوية ومقاومة فقط.
وذكر أنه صاحبه في الرحلة شخصان مختصان؛ أحدهما على معرفة بجبل إيفرست، والشخص الآخر كندي موثق أفلام وثائقية.
وكشف الشطي عن أنه يخطط في نهاية أبريل لتحقيق رقم عالمي في ركض الماراثون بلبس عسكري كامل.
حرص «سينسكيب»
من جانبه، قال ضابط اتصال أول في شركة السينما الكويتية علي كمال إن «سينسكيب» تحرص على عرض مثل هذه الأفلام الوثائقية، التي تُبرز الاجتهاد الشخصي الكبير من المغامر يوسف الشطي، من خلال تسلقه قمة جبل إيفرست من غير أوكسجين أو أي مساعدات، معتبراً ذلك إنجازاً يسجَّل له في تاريخه وتاريخ الكويت، مؤكداً أن الفيلم يتجاوز كونه مجرَّد «وثائقي» عن تسلُّق الجبال، فهو يعكس روح المغامرة والتحدي، ويشجع الشباب على السعي لتحقيق أحلامهم رغم العقبات، لافتاً إلى أن الفيلم سيُعرض ابتداءً من اليوم (الخميس).
عام كامل
بدوره، ذكر مخرج الفيلم أحمد القطان أن العمل استغرق عاماً كاملاً، وتم تصوير معظم مشاهده في جبال إيفرست، وجزء منه بالكويت، ليجمع بين الجانب البصري الملهم والجانب الإنساني العميق، حيث تضمَّن الفيلم مقابلات موسعة مع عائلة يوسف الشطي من والدَيه وخاله، إضافة إلى اثنين من الأطباء المشرفين على حالته الصحية، لإبراز التحديات النفسية والجسدية التي يواجهها أي متسلِّق في هذه الرحلة الاستثنائية.
وأكد القطان أن الفيلم حرص على تقديم صورة قريبة من شخصية الشطي، وتفاصيل مراحل تطوره وتجهيزاته لصعود الجبل، مع إبراز إنجازاته المحلية والعالمية، لافتاً إلى أنه تم دعم السرد البصري بمشاهد درامية، ومعلومات علمية دقيقة، لخلق محتوى ثري ومفيد للمشاهدين، خصوصاً المهتمين بعالم التسلق والتحمُّل البدني.
وأوضح القطان أن فريق العمل ضم الكاتب علي أبوالملح، إضافة إلى مصور كندي الجنسية رافق يوسف خلال رحلته في إيفرست، لتوثيق لحظات حقيقية من قلب المغامرة، كما تم تصميم موسيقى تصويرية خاصة بالفيلم تأليف وعزف د. محمد الزنكوي، لتكون جزءاً من التجربة الشعورية التي يقدمها العمل.
أغنية «غاية»
بدوره، قال الشاعر يوسف الشطي، مؤلف وملحن أغنية «غاية»، التي قام غناها الفنان نبيل شعيل في ختام الفيلم، إن الأغنية ذات طابع وطني، وقد حرص فيها على الحديث عن الأجداد والرخاء الذي «نعيشه في هذا الزمن»، مؤكداً أن الفضل يعود للأجداد، فهم الذين عاشوا تحت سقف واحد على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم وأعرافهم وطبيعة عملهم يحملون أمام أعينهم الكويت فقط لا شيء آخر، ومن ثم تطرَّقت القصيدة إلى الوطن، وقد مزج فيها ما بين الفصيح والعامي.
أما والد ووالدة المغامر الشطي، فقد عبَّرا عن فخرهما بابنهما، موضحين أنه أقدم على تسلُّق القمة من غير أوكسجين، لافتين إلى المخاوف التي أحاطت بهما قبل مغادرته في هذه الرحلة، لكنه حقق رقماً قياسياً عالمياً جديداً باسم الكويت، متمنين أن يحقق شباب الكويت الإنجازات، ليرفعوا اسم بلدهم عالياً في المحافل المحلية والعالمية.