اكتشف العلماء السر وراء لون التوت الأزرق، رغم ندرته في الطبيعة وقلة المركبات العضوية التي تمنح الكائنات الحية هذا اللون.
ويتميز التوت بلون أزرق لا يتشابه فيه مع أي ثمرات أخرى، وهو السبب في إطلاق هذا الاسم عليه.
وقد يعتقد البعض أن السبب في هذا اللون هو قشر الفاكهة، ولكن حل اللغز يكمن في شيء آخر، وفق موقع “لايف ساينس”.
سر اللون الأزرق
في دراسة حديثة منشورة في مجلة Science Advances، وجد الباحثون أن اللون الأزرق في التوت يعود إلى الغلاف الشمعي به.
وقالوا إن هناك بلورات صغيرة مرتبة بشكل عشوائي في الغلاف الشمعي للفاكهة تشتت الضوء، مما يعطي التوت الأزرق مظهره النيلي المميز.
ويظهر اللون الأزرق في بعض الكائنات الأخرى مثل الجريس الأزرق والفراشات والضفادع الاستوائية.
ولكن تلك الكائنات تعتمد على ما يسمى “الخداع الذكي” لإنتاج هذا الطيف من أجل التخفي من الأعداء.
وحتى الصخور والمعادن الزرقاء، مثل الياقوت الأزرق واللازورد، يصعب الحصول عليها بسهولة في الطبيعة.
غموض اللون
وفق ما تشير إليه الدراسة فالحصول على اللون الأزرق من التوت صعب، لأن اللون لا يوجد في عصير الفاكهة.
ولهذا السبب استنتج العلماء وجود غموض حول لون التوت الأزرق، وفق الباحث الرئيسي روكس ميدلتون، من جامعة بريستول في المملكة المتحدة.
وتحتوي الطبقات الداخلية من التوت على أصباغ قوية تسمى الأنثوسيانين تعطي لونًا أرجوانيًا محمرًا.
وهذا اللون الداخلي مختلف تمامًا عن لون القشرة الخارجية الأزرق.
وتغطى ثمرة التوت بطبقة شمعية تعمل كواق مقاوم للماء وحاجز ضد العدوى.
وذهبت ترجيحات العلماء إلى أن اللون يرتبط بتلك الطبقة الرقيقة من الشمع.
وبعد أن أخذوا عينة من الشمع وأعادوا بلورتها على قطعة من الورق المقوى، ظهر لون نيلي خفيف والذي يميز التوت الأزرق.
وعندما نظروا عن كثب إلى هذه الطبقة، وجدوا توزيعًا عشوائيًا للهياكل البلورية داخل الشمع والتي تشتت الضوء الأزرق والأشعة فوق البنفسجية لإنتاج اللون المميز للفاكهة.
أهمية اكتشاف لون التوت الأزرق
ويرى ميدلتون أن الطبيعة استخدمت حيلة رائعة لإعطاء ثمرة التوت هذه اللون الأزرق المميز.
ويفتح هذا الاكتشاف فرصًا مثيرة للطلاءات والملونات الزرقاء المستدامة والمتوافقة حيويًا.
وقال الباحثون في دراستهم إلى أن اللون بعد استخلاصه يمكن استخدامه في دهانات السيارات وأجهزة الاستشعار وغيرها.
من ناحية أخرى، يؤكد العلماء أن هذه الملونات ربما يكون لها استخدامات أخرى أوسع وأكثر إفادة لم يتم اكتشافها بعد.
اقرأ ايضاً :
ما نعرفه منصة “سعوديبيديا” التي تم إطلاقها اليوم
إنجاز سعودي ضخم.. 9 أرقام قياسية جديدة لـ “التحلية” في موسوعة “غينيس”