سيتذكر الكثير منا ممن هم في سن معينة مشهد آلان بارتريدج بينما يقدم عرضا لمدير تنفيذي تلفزيوني، في محاولة للحصول على موافقة لإنتاج مسلسل جديد.
يقترح مقدم البرامج التلفزيونية البريطاني الخيالي بإلحاح برامج مثل “المصارع الياباني (السومو) في المدينة”، و”في ضيافة الشباب” مع كريس يوبانكس، و”قرد التنس”، وفي نهاية المطاف تم رفض جميع المقترحات بشكل غير مفاجئ.
ربما كان بارتريدج، الذي يجسد دوره الممثل الكوميدي ستيف كوجان، سيحظى بفرصة أفضل لو سمح لنظام ذكاء اصطناعي باختيار الأفكار.
قد يبدو ذلك في البداية فكرة خيالية للغاية، لكن عددا من شركات الإنتاج التلفزيوني أعلنت بالفعل أنها تستخدم الذكاء الاصطناعي لمساعدتها على ابتكار برامج جديدة.
قمنا بتسجيل الدخول إلى روبوت محادثة بالذكاء الاصطناعي، وكتبنا: “نحاول التفكير في برنامج تلفزيوني جديد، يعتمد على المتسابقين. ربما يمكنهم تعلم مهارة جديدة مثل الرقص، أو ربما يحاولون التنافس للحصول على بيئة أكثر استدامة.. هل يمكنك مساعدتنا ببعض الأفكار؟”.
ولكن ما رأي خبراء قطاع التلفزيون في استخدام الذكاء الاصطناعي في ابتكار محتوى مستقبلي؟
سألنا دان وايتهيد، وهو مستشار أول في كيه 7 ميديا، وهي شركة أبحاث مقرها مانشستر تقدم تقارير عن الأعمال التلفزيونية.
ويضيف: “هل يمكن لشيء من هذا القبيل (تشات بوت) أو (تشات جي بي تي) إنتاج أفكار لبرنامج تلفزيوني؟ بالطبع، ولكن في الحقيقة لم يكن هناك نقص في أفكار البرامج التلفزيونية. المشكلة الكبيرة لمعظم شركات الإنتاج هي عدم اليقين: ما هي الأفكارالأفضل؟ وأيها التي تستحق فعلا الاستثمار فيها؟”.
يقول وايتهيد إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يمنح الناس ثقة زائفة، إذ يمنحهم إحساسا بأنهم – إذا تمكنوا من خلال الوصول إلى مليارات نقاط البيانات – توصلوا إلى هذه الأفكار الأفضل.
ويوضح وايتهيد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يستخدم بشكل أفضل وبطريقة أكثر دقة في الخلفية.
ويستدرك: “يمكن للنظام بعد ذلك إخبار فريق الإنتاج بعدد المرات التي تظهر فيها تلك الأجسام، وإعطاء رؤى سلوكية حولها، والقيام عموما بشيء من شأنه أن يستهلك ساعات من وقت الإنتاج البشري”.
أما إيلين فان دير فيلدن، الرئيس التنفيذي لشركة الإنتاج التلفزيوني “بارتيكل 6” ومقرها لندن، فهي أكثر إيجابية حول استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في ابتكار أفكار لبرامج جديدة وكتابة النصوص.
وتقول فيلدن إن شركتها قدمت نسختين من سيناريو لأحد العملاء، واحدة تم تحريرها من قبل البشر، والآخرى عن طريق الذكاء الصناعي، وتؤكد أن العميل اختار “ما أنتجه الذكاء الصناعي”.
وتضيف أيضاً أن الذكاء الاصطناعي لا يحل محل الوظائف في التلفزيون، أو على الأقل ليس جميعها، وتوضح: “يبدو الأمر كما لو كان المحاسبون يعتقدون أنهم سيصبحون عاطلين عن العمل مع ظهور برامج إكسيل”.
وتستدرك قائلة: “ما زلت بحاجة إلى مدير مبدع، لكن هذه أداة يجب على صانعي البرامج استخدامها. وسوف تمكننا من الوصول إلى المستوى التالي من إمكاناتنا الكاملة”.
مع ذلك مازلنا نريد معرفة ما إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي مساعدتنا في إنتاج برنامج تلفزيوني ناجح. أو ماذا عن مسلسل درامي ؟
مع ذلك سألنا روبوت الدردشة عن أفكار لبرنامج تلفزيوني جديد حول فضيحة مكتب البريد. وقدم لنا سلسلة من ستة أجزاء تسمى”الثقة المفقودة”، وتجمع بين العناصر الدرامية والوثائقية، لجعل المشاهدين يندمجون عاطفيا، مع تقديم رؤى واقعية حول القضايا الأكبر.
لم يعجب ذلك وايتهيد الذي وصفه قائلا بأنه “وصف عام لبرنامج حول هذا الموضوع”.
وأضاف أن برنامج “آي تي في” الناجح حول هذا الموضوع “السيد بيتس في مواجهة مؤسسة البريد”، لم يكن من الممكن أن يقترحه الذكاء الاصطناعي.
ويوضح: “في الواقع، جاءت معظم العروض الناجحة المكتوبة وغير المكتوبة، لأن شخصا ما قام بتجربة فكرة أو مجموعة أفكار لم يكن أحد متأكدا من نجاحها، وقام بعمليات التعديل والتبديل، لا أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سيقوم بتلك المهمة الأساسية”.
ومع ذلك، تعتقد السيدة فان دير فيلدن أن ذلك يمكن أن يحصل قريبا، وتوضح: “يساعدنا الذكاء الاصطناعي في البرامج النصية وموضوعات عروض الأطفال. الشيء الوحيد الذي لم يفعله بعد، هو الخروج بتنسيق تلفزيون رائع، شيء مثل برنامج “الخونة”، لكنه سيفعل ذلك قريبا، فقط أمهله ستة أشهر”.