الإنترنت: كيف يمكن كشف الأخبار الكاذبة؟

وضع خبراء الرقمنة استراتيجية لرصد الأخبار الكاذبة والمضللة على مواقع التواصل الاجتماعي، فما هي:

لا يخفى على أحد أن التضليل الإعلامي يملأ اليوم مواقع التواصل الاجتماعي. ويتزايد هذا التضليل بشأن مواضيع معينة أكثر من غيرها. فقد بينت الدراسات مثلا أن ثلثي الفيديوهات، المتعلقة باللقاحات، على يوتيوب، تحتوي على تضليل إعلامي.

وقد يكون أثر ذلك التضليل فادحا. فهناك علاقة سببية بين تراجع الإقبال على التلقيح وتزايد المعلومات غير الدقيقة، في المحتوى المضاد للتلقيح على الانترنت، خاصة بين الأطفال. وهذا ما أدى إلى تفشي أمراض قد تكون مميتة مثل الحصبة، على نحو واسع، في السنوات الأخيرة.

وهذا أيضا ما أشارت إليه، ماريا ماكنوت، رئيسة الأكاديمية الأمريكية للعلوم، في 2021، عندما تحدثت عن جائحة كورونا، قائلة إن: “التضليل الإعلامي أسوأ من الوباء”.

وهذه أرقام تدعو للقلق. ولكن هناك جانب إيجابي. فمقابل من ينشرون الأخبار الكاذبة، هناك من يفكرون قبل التعبير بالإعجاب بها أو إعادة نشرها، وهو ما يساعد على إحداث التغيير.

1- توقف

لعل العجلة من أسوأ الخصائص، التي تتميز بها حياتنا العصرية. وهذا بسبب استعمالنا المستمر للهاتف، وبسبب متطالبات العمل، التي لا تنتهي. وهذا ما يعجل الكثير منا يُسبحون في عالم من السرعة المذهلة.

فقد بينت الأبحاث أن الاعتماد على اعتقادنا الفوري أرجح إلى قيادتنا إلى الضلال من التمهل والتفكير في الأمر.

فالخطوة الأولى من طريقة سيفت تقطع هذا التوجه. توقف. لا تشارك المنشور، ولا تعلق عليه. وانتقل إلى الخطوة الثانية.

2- تحقق من المصدر

تظهر المنشورات على صفحاتنا بمواقع التواصل الاجتماعي باستمرار، ولكننا لا نعرف من أنشأها. قد تصلنا من صديق. وربما دفعت إلينا عن طريق الخوارزميات. وربما تابعنا من أنشأها عن قصد، ولكن لم نبحث أبدا في خلفيته.

عندما تشرع في التحقيق، تساءل عن:

– إذا كان مصدر المنشور موقعا إعلاميا، إذا كانت سمعته كبيرة، وكان معروفا بتحري الصدق في الأخبار، والالتزام بالاستقلالية الإعلامية

– إذا كان شخصا، ماهي خبرته في الموضوع، ما هي المصلحة المالية أو التحيز السياسي، لذلك الشخص

– إذا كانت منظمة أو شركة، ما هو هدفها. ما الذي تدعو إليه، أو تبيعه. من أين يأتي تمويلها، ما هي الميول السياسية التي عبرت عنها؟

وعندما يتنهي تحليلك، عليك أن تطرح السؤال، هل تثق في خبرة من أنشأ المنشور بخصوص هذا الموضوع لو قال شيئا تختلف معه فيه؟

وإذا لم تطمئن لمصداقية المصدر بعد المرحلة الثانية، عليك أن تبحث أكثر، ما إذا كان مصدر الخبر، موقعا إخباريا معروفا، نشر الخبر نفسه وتحقق من صحته.

وأعتقد أن غوغل من المواقع الفعالة في البحث عن ذلك. وهناك أيضا غوغل الإخباري لتبحث عن تغطية وسائل الإعلام للموضوع.

ولكنني أفضل أحيانا محرك تقصي الحقائق في غوغل، الذي يبحث عن مواقع تقصي الحقائق تحديدا. وعلينا أن نعرف أن غوغل يقول إنه لا يتحقق من مواقع تقصي الحقائق. ولتتحقق أنت من الأمر، عليك أن تبحث أكثر لتعرف ما إذا كان الموقع ينتمي إلى شبكة تقصي الحقائق الدولية بوينتر.

ما هو هدفك؟ أن تعرف ما إذا كانت هناك مصادر موثوقة نشرت الخبر نفسه مثلما تراه، وإذا كانت المصادر تقول إنها تحققت منه.

4- تتبع الخبر من مصدره وسياقه

يتضمن البحث عن المواقع الأخرى التي نشرت الخبر تتبعا لمصدر الخبر. ولكن البحث هنا مختلف نوعا ما لأنك تريد أن تصل إلى أصل المنشور ومن أنشأه.

فأنت لا تبحث عما إذا كان الخبر كما نشر صحيحا فحسب، وإنما تريد أن تتحقق من أنه لم يخرج من سياقه. فإذا كنت تنظر إلى صورة، هل يتطابق وصفها على مواقع التواصل الاجتماعي مع أصل تعليقها وسياقها وموقعها؟ وإذا كان كلاما منقولا عن متحدث، هل وقع عليه تعديل أو أخرج من سياقه. وإذا سمعت حواره كاملا، هل يبدو لك كأن التعبير خانه في تلك اللحظة.

قد يبدو لك أن اتخاذ كل هذه الخطوات من أجل مشاركة منشور واحد عملا صعبا، ولكنه قد يجنبك الحرج، ويساعدك على عدم نشر الأخبار الكاذبة التي قد تؤدي في أسوأ الحالات إلى الأمراض الخطيرة أو الموت.

فاليوم بإمكان أي شخص أن ينشر مزاعم على مواقع التواصل الاجتماعي. ويمكن لأي كان أن يعيد نشرها فتكتسب شهرة واسعة. فالمسؤولية تقع على عاتق كل واحد فينا بأن يتحقق من مصداقية ما ينشره وما يعيد نشره، وما يعبر عن إعجابه به على الإنترنت.

 

المصدر: BBC
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments