دأبت دار الآثار الإسلامية على إثراء المشهد الثقافي والفني المحلي بفعاليات قيّمة، سواء محاضرات ثقافية تناقش قضايا مهمة جداً يعانيها أفراد المجتمع أو تركز على قضايا تاريخية، أو أمسيات فنية ترسم البهجة وتدخل السرور في نفوس الحضور، فدار الآثار تحرص على مخاطبة كل شرائح المجتمع وفئاته، وتخاطب العقول، وترتقي بطرق التفكير لتقديم فعاليات يقل نظيرها، لذلك تشهد حضوراً راقياً وكثيفاً لفعالياتها.
كما أن الدار أصبحت مزاراً لكثير من رعايا الدول الأجنبية، لكونها الحاضن الثقافي الأشهر في الكويت، حيث يتوافد إليها الكثير من الراغبين للاطلاع على الثقافة الكويتية والعربية العالمية.
وخلافاً لهذه الحالة المتفردة، تأتي بعض القرارات المتشددة فتئد كل هذه المساعي المضيئة، وتعرقل نشاط الدار، في خطوة مستغربة، حيث إنه كان من الأجدر دعم الدار وتشجيعها، وتذليل كل العقبات التي تواجهها للاستمرار في تقديم فعالياتها.
قرار مستغرب
وبحسب المراقب المالي الجديد في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي يشترط توقيع عقد بين الجهة المنظمة للحفل والفرقة الموسيقية، فإنه يسبق التوقيع استخراج ضمان مصرفي بمبلغ 300 دينار.
وتعليقاً على الموضوع، قال رئيس ديوانية الموسيقى بدار الآثار، المهندس صباح الريس، إنه منذ 28 عاماً لم تقدم أي فرقة موسيقية شاركت في مواسم دار الآثار أي ضمان مصرفي، لكن هذه الأيام جاء مراقب مالي جديد في المجلس يريد فرض رأيه بالقوة، حيث يشترط ضماناً مالياً بقيمة 300 دينار للفرقة التي تود المشاركة في الموسم الثقافي.
وتابع: «ما يثير الاستغراب أن الفرق هي التي يجب أن تحصل على الضمان، لأنها تقيم البروفات وتجلب معداتها وآلاتها، ثم تقيم الحفل وتنتظر فترة لصرف أجرها المادي، ويتأخر دفع المستحقات ويستغرق أسابيع أو عدة أشهر، وأحيانا مدة تزيد على السنة».
عقد «الإذعان»
وأضاف: «لما قرأت عقد «الإذعان» شعرت أنه عقد إنشاءات، إذ يوجد به كلمات مشابهة لعقود الإنشاء يستخدمها مقاولو البناء، لذلك لا يجوز تطبيق عقود مقاولي البناء على الفرق الموسيقية، وهو عقد إنشاءات كما هو واضح في المواد 20,16,14,13,11,10,8».
وحذر الريس من استمرار هذه القرارات، «لأنه سيتم إلغاء كل الفعاليات الموسيقية بسبب هذه الإجراءات، وبهذه الطريقة لن نستطيع إقامة أي فعالية موسيقية بما فيها فعالية اليوم الأحد المقرر تقديمها، وللأسف أقول إن فعالية يوم الأربعاء الماضي، التي قدمها الفنان ماجد الهاجري، بحسب إفادة الإدارة المالية في المجلس، اعتبار الأمسية كأنها لم تكن لعدم تقديم الفنان الضمان المصرفي الذي ينص عليه عقد الإذعان».