أنوار كابول… فرح

عندما يحلّ الليل في كابول تخترق أضواء بعض المصابيح الصغيرة واللافتات الظلام وسحابة التلوّث الكثيفة. لكن في بعض زوايا الشوارع تبرز قاعات زفاف ضخمة، في مؤشر نادر للبذخ في العاصمة الأفغانية.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقرير نشرته أمس، إن الظلام غالباً ما يحل في المدينة التي يزيد عدد سكانها على 6 ملايين نسمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وهي مشكلة يعالجها الأثرياء عبر المولدات الباهظة الثمن أو الألواح الشمسية.

وباستثناء عدد قليل من الباعة المتجوّلين، تكون الشوارع خالية في مشهد يتناقض مع ضجيج النهار. فالجميع يلتزمون منازلهم لحماية أنفسهم من البرد وقلة الأنشطة الليلية.

والأضواء الوحيدة الساطعة منبعثة من قاعات الزفاف في وسط المدينة، التي تشكل متنفساً من تشدّد حركة «طالبان»، لأنّ الزواج أمر أساسي في الثقافة المحلية.

الموسيقى مسموحة فقط من الجناح المخصص للنساء، اللواتي يجلسن في مكان منفصل عن الرجال.

ويقول محمد واصل قومي، وهو مدير فندق «إمبريال كونتيننتال» المشابهة أجواؤه للكازينوهات في لاس فيغاس «في أفغانستان، تُعدّ حفلة الزفاف أهم محطة في حياة الفتيات والفتيان على السواء: تحدث مرة واحدة فقط لأنّ عمليات الطلاق ليست كثيرة هنا».

ويضيف «إنها بداية حياة جديدة، ينبغي أن تكون الأضواء في كل مكان مع القليل من الترف!».

داخل مجمعّه المؤلف من أربع صالات تبلغ القدرة الاستيعابية لبعضها سبعة آلاف شخص، تبرز زهور بلاستيكية، وأرائك على شكل عرش، في حين يطغى اللون الذهبي وأضواء النيون على الجدران.

ويقول قومي (32 عاماً) إنه يدفع ما بين نحو 25 ألف دولار شهرياً و30 ألفاً مقابل كهرباء البلدية، وهي متاحة فقط لبضع ساعات في اليوم، يُضاف إلى هذا المبلغ نحو 14 ألف دولار لمولداته.

ولتغطية تكاليفه، يتقاضى ما يصل إلى نحو 20 ألف دولار لقاء حفلة الزفاف، في بلد يعيش 85 في المئة من سكانه على أقل من دولار يومياً.

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments