بأصوات ورسومات جذابة، تفتل «كازينوهات» القمار على المنصات الإلكترونية، حبائلها، لإيقاع المراهقين وجرّهم نحو مستنقع الإدمان والخسارة المادية.
وفي مقابل هذا الخطر، تعالت صرخات مختصين في التكنولوجيا والشريعة والقانون، للتحذير من هذه المنصات الإلكترونية التي توافر كل أنواع ألعاب القمار وآلاته الافتراضية.
وفيما أكدت آراء قانونية أن «المواقع الإلكترونية لهذه الكازينوهات على الإنترنت، تعمل بموجب تراخيص من هيئات خارجية، ولا تخضع لرقابة الحكومة الكويتية»، حذرت تحليلات تقنية من لجوء المراهقين لتقينات فك الحجب للوصول إلى جحور المَيسر المخربة.
وفضلاً عن خطورة الخسائر المادية نتيجة اللهو بهذه الألعاب، ثمة مخاطر تتمثل في «سرقة المعلومات البنكية، والوقوع تحت طائلة المساءلة القانونية، في ظل تجريم هذا النوع من اللعب في كثير من الدول».
وإمعاناً في توفير أجواء التشويق، فإن «خدمات هذه الألعاب متوافرة على مدار الساعة، وثمة سهولة في الدخول إليها، الأمر الذي يعني زيادة فرص النصب والاحتيال»، ما دعا جمعيات معنية بحماية الطفولة إلى دعوة الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات ووزارة التجارة للاضطلاع بدورهما.
شرعياً، حسمت آراء فقهية الإجماع على أن «الميسر محرم في الإسلام بنص القرآن العظيم، فهو أكل لأموال الناس بالباطل، ومن فواحش وكبائر الذنوب».
محمد ذعار: تراخيصها من هيئات خارجية
أكد رئيس جمعية النزاهة الوطنية الكويتية المحامي محمد ذعار العتيبي، أن «المواقع الإلكترونية لهذه الكازينوهات على الإنترنت، تعمل بموجب تراخيص من هيئات خارجية، ولا تخضع لرقابة الحكومة الكويتية».
وقال لـ «الراي» إن «الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات تقوم بحظر هذه الألعاب تماماً، إذا تم رصد أي مخالفات لأي نوعية من هذه الألعاب. ولا يتمكن المستخدمون من الوصول إلى تلك المنصات بالطرق الشرعية».
وأضاف «في حالة إذا كانت شركة البرمجيات المنتجة لهذه اللعبة هي إحدى الشركات الكويتية، أو لها مقرات على أراضي الكويت، فإنه يجب مخاطبة الشركة بحظر نشر وتوزيع اللعبة داخل الكويت، ومخاطبة الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالها».
حاي الحاي: مُحرّم بنص القرآن وفيه مفاسد كبيرة
شرعياً، قال الداعية حاي الحاي إن «القمار (أو الميسر) محرّم في الإسلام بنص القرآن العظيم، فهو أكل لأموال الناس بالباطل، وهو من فواحش وكبائر الذنوب، فقد وصفه القرآن الكريم برجس من عمل الشيطان وأمر باجتنابه».
وبيّن أن «صور القمار كثيرة، وتتفق في أن الفائز يحصل على مبالغ مالية أو جوائز إلكترونية افتراضية»، محذراً من أن «فيه مفاسد خطيرة، كالغش والمكر والكذب، كما أنه يورث العداوة والبغضاء والصد عن ذِكر الله والعدوان».
«الانغماس في هذه الألعاب هروب من واقع تصعب السيطرة عليه»
شروق الصايغ: إدمان ونصب
قالت عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية لتقنية المعلومات شروق الصايغ إن «أنشطة التطبيقات الرقمية التي تتضمن لعب القمار، من المواضيع الحساسة والمثيرة للجدل، إذ توافر هذه التطبيقات سهولة الوصول إلى ألعاب القمار بمجرد نقرة زر، ما يجعل الأشخاص عرضة للإدمان وتبذير المال».
وأضافت الصايغ لـ«الراي»، أنه «يمكن للمستخدمين المشاركة في ألعاب متنوعة مثل البوكر، الروليت، البلاك جاك، وآلات القمار الافتراضية، وغالباً ما تكون مصممة برسومات جذابة وأصوات مغرية لتعزيز الإحساس بالواقعية والإثارة».
ولفتت إلى أن «المخاطر تكمن في جوانب عدة، أولها الخطر القانوني، حيث لا تزال القوانين في كثير من البلدان تحظر أو تقيّد القمار عبر الإنترنت، بالإضافة إلى ذلك، يوجد خطر الخصوصية والأمان، إذ يمكن أن تكون هذه التطبيقات هدفاً للمحتالين الذين يسعون لسرقة البيانات الشخصية والمالية للمستخدمين، ثم يأتي الخطر المالي، حيث توجد فرصة كبيرة لخسارة مبالغ ضخمة من المال بسرعة نظراً لسهولة اللعب وتوافره على مدار الساعة».
وأوضحت أن «الخطر الأكبر ربما يكون الخطر النفسي والاجتماعي، فالإدمان على القمار يمكن أن يؤدي إلى تدمير الحياة الشخصية والمهنية للفرد، ويصبح الانغماس في هذه الألعاب هروباً من واقع تصعب السيطرة عليه، مع ارتفاع فرص التعرض للنصب والاحتيال، ما يتطلب من المستخدمين توخي الحذر الشديد، قبل الوقوع فريسة لهذه المواقع».
جمعية حماية الطفل تحذّر من… التساهل
زايد الزيد: على الدولة أن تستنفر بكل مؤسساتها
بلقيس النجار: مسؤولية أولياء الأمور
عبدالله الرضوان: المراقبة من هيئة «الاتصالات»
فاطمة الخليفة: على «التجارة» التحرّك
لمياء الماجد: توعية الأهل بخطورة الأمر
يحيى الدخيل: حظر هذه التطبيقات
قرعت الجمعية الوطنية لحماية الطفل أجراس الخطر، محذرة من التساهل مع هذا الملف الذي اعتبرته أنه «غاية في الخطورة»، مطالبة «الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات بمراقبة تلك التطبيقات وحظرها».
فقد قال نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية زايد الزيد، إن «التساهل في تداول مثل هذه التطبيقات الإلكترونية المدمرة والخطيرة، من أسوأ ما يمكن تصوره، لذلك يجب أن تستنفر الدولة بكل مؤسساتها ذات العلاقة والمجتمع بكل جمعياته الأهلية للتصدي لهذا الخطر المحدق».
وفي ذات السياق، قالت عضو مجلس إدارة الجمعية بلقيس النجار، إن «مسؤولية أولياء الأمور تتمثل في توعية الأبناء من خطر التطبيقات الإلكترونية، لمضارها الأخلاقية والصحية والاجتماعية، ولكن مؤسسات الدولة المعنية أيضاً يجب أن يكون لها دور في مراقبة هذه التطبيقات الهدامة من مصادرها».
كما دعا عضو مجلس إدارة الجمعية عبدالله الرضوان «الهيئة العامة للاتصالات وتقنية المعلومات لمراقبة تلك التطبيقات، وحظر الأشياء المضرة فيها ومنع استخدامها داخل الكويت».
أما عضو مجلس إدارة الجمعية فاطمة الخليفة، فقالت إن «هذا الموضوع في غاية الخطورة، ويجب على أولياء الأمور الاهتمام به، وعلى وزارة التجارة التحرك لمنع هذه المنصات».
بدورها، قالت عضو مجلس إدارة الجمعية لمياء الماجد «يجب منع هذا النوع من الألعاب الإلكترونية، وتوعية الأهل بخطورة هذه الممارسات ومتابعة تصرفات الأطفال»، مطالبة الجهات المعنية بالعمل على تحديد من يقوم باستهداف الأجيال الجديدة عبر هذه الألعاب المشبوهة.
من جانبه، قال عضو الجمعية العمومية يحيى الدخيل، «إذا كانت هذه التطبيقات محرمة على الكبار، فهي على الأطفال أشد خطورة وتحريماً»، مشيراً إلى انه «يجب منع وحظر مثل هذه التطبقات».
وعبّر عن أمله في أن «تتضمن المناهج التربوية مادة أسبوعية للتحذير من هذه البرامج والتطبيقات وخطورة الانجراف وراء الدعوات والدعايات التي تظهر وتدعو لمثل هذه التطبيقات وغيرها من تطبيقات التعارف التي قد ينجذب إليها الشباب والأطفال بدافع الاستكشاف».