في اليوم الـ222 من العدوان الإسرائيلي على غزة استشهد 60 فلسطينيا وأصيب 80 في 5 مجازر ارتكبها الاحتلال في القطاع خلال 24 ساعة، ليصل عدد الشهداء إلى 35 ألفا و233 والجرحى إلى 79 ألفا و141.
كما شهدت محاور التوغل في القطاع اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال، وكبدت المقاومة تلك القوات العديد من الخسائر في الأرواح والآليات.
وبينما أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها قتلت 12 جنديا إسرائيليا في عملية مركبة اعترف جيش الاحتلال بإصابة 23 عسكريا خلال الـ24 ساعة الماضية في معارك غزة.
سياسيا، ظهرت على السطح خلافات بين وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، حيث ذكر غالانت أنه طالب نتنياهو بإيجاد بديل لسلطة حماس في غزة ولم يُستجب له، مؤكدا في الوقت ذاته معارضته حكما عسكريا في القطاع.
وردا عليه أكد نتنياهو عدم دخول أي جهة مدنية لإدارة شؤون غزة، مشددا على استبعاد السلطة الفلسطينية من القطاع في فترة ما بعد الحرب.
عمليات جديدة للمقاومة
استهدفت المقاومة الفلسطينية الأربعاء الجيش الإسرائيلي بعمليات جديدة في جباليا ورفح وكبدته خسائر إضافية، في حين أوقع القصف الإسرائيلي عشرات الشهداء والجرحى في مناطق عدة بقطاع غزة.
كما أفادت مصادر إسرائيلية بمقتل وجرح 20 جنديا في تفجير مبنى مفخخ بمخيم جباليا.
وأعلنت فصائل المقاومة عن سلسلة عمليات تم تنفيذ بعضها بشكل مشترك وشملت كمائن وقنص جنود واستهداف آليات متوغلة في مخيم جباليا بشمال القطاع وشرق رفح جنوبا، مما أسفر عن قتلى وجرحى من الجنود الإسرائيليين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 23 عسكريا أصيبوا خلال الساعات الـ24 الماضية في معارك غزة، وبذلك يرتفع عدد الجنود الإسرائيليين المصابين إلى 120 منذ يوم الجمعة الماضي.
إسرائيل ترفض قرارا أمميا
رفضت الحكومة الإسرائيلية بالإجماع الأربعاء قرارا صادرا عن الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل 5 أيام يشجع على الاعتراف بالدولة الفلسطينية ويدعم منح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “لن نسمح لهم بإقامة دولة إرهابية يمكنهم من خلالها مهاجمتنا بشكل أكبر، ولن يمنعنا أحد من ممارسة حقنا الأساسي في الدفاع عن أنفسنا، لا الجمعية العامة للأمم المتحدة ولا أي هيئة أخرى”.
وبحسب مكتب نتنياهو، فإن الحكومة قررت رفض قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 10 مايو/أيار الجاري برفع وضع السلطة الفلسطينية ومنحها امتيازات إضافية، والتي عادة ما تكون مخصصة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
هجمات حوثية جديدة
أعلنت جماعة الحوثي اليمنية الأربعاء أنها أصابت بصواريخ سفينة حربية أميركية وسفينة أخرى متوجهة إلى إسرائيل في البحر الأحمر.
وقال المتحدث العسكري للجماعة يحيى سريع في بيان إن القوات البحرية التابعة للجماعة استهدفت المدمرة الأميركية “ميسون” وسفينة “ديستني” في البحر الأحمر بصواريخ بحرية، وكانت الإصابة دقيقة.
وأكد أن قواتهم مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية نصرة للشعب الفلسطيني ودفاعا عن اليمن، وأن هذه العمليات لن تتوقف إلا برفع الحصار ووقف العدوان على قطاع غزة.
حراك الجامعات يتواصل
يتواصل الحراك الطلابي الرافض للحرب على غزة في أنحاء العالم، حيث بدأ اعتصام جديد في جامعة كيوتو باليابان، كما وسع طلاب جامعة كامبردج نطاق مخيم اعتصامهم، فيما استدعت جامعة بيرن السويسرية قوات الشرطة لفض اعتصام الطلاب.
وطالب المحتجون في جامعة كيوتو بإنهاء أي نوع من التعاون مع إسرائيل، ولا سيما الأبحاث العسكرية المشتركة.
وأقام الطلاب مخيمات للاعتصام في الجامعة، وقدموا مذكرة إلى إدارتها يحثون فيها رئيس الجامعة ناغاهيرو ميناتو على إدانة العنف ضد المدنيين الفلسطينيين علنا.
من ناحية أخرى، تحركت الشرطة السويسرية فجر الأربعاء لفض اعتصام الطلاب في جامعة بيرن، وفقا لما أعلنته إدارة الجامعة.
وكان نحو 30 طالبا معتصمين في الجامعة عندما تدخلت الشرطة لطردهم قرابة الساعة الخامسة فجرا بالتوقيت المحلي (الثالثة بتوقيت غرينتش)، وقد غادروا وهم يرددون شعارات مؤيدة للشعب الفلسطيني، وفقا لوكالة “كيستون إيه تي إس” للأنباء.
تصعيد بجنوب لبنان
أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بإطلاق 60 صاروخا الأربعاء من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى وإصبع الجليل، في حين نعى حزب الله اللبناني أحد مقاتليه قائلا إنه “استشهد بغارة إسرائيلية”.
من جانب آخر، قال حزب الله إنه استهدف مقر قيادة الفرقة 91 في ثكنة برانيت بصواريخ بركان وحقق إصابة مباشرة ودمر جزءا منه.
وأضاف الحزب أن مقاتليه قصفوا بعشرات صواريخ الكاتيوشا والصواريخ الثقيلة والقذائف المدفعية مقر وحدة المراقبة الجوية في قاعدة ميرون، وأصابوا تجهيزاتها وعطلوا أجزاء منها بشكل كامل.
في المقابل، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنه “تمت تصفية قيادي ميداني بارز في وحدة جبهة الجنوب التابعة لحزب الله بمنطقة صور”.
وكان مصدر أمني لبناني قال لمراسل الجزيرة إن مسيّرة إسرائيلية أطلقت صواريخ عدة باتجاه السيارة التي كان يستقلها القيادي في منطقة الحوش بمدينة صور، مما أدى إلى احتراقها وإصابة من كان داخلها.
غالانت يتحدى نتنياهو
طالب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء بخطة لما بعد الحرب على غزة ورفض إرساء حكم عسكري بالقطاع، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه لن يقبل بأن تحل السلطات الفلسطينية مكان حركة حماس في إدارة القطاع، ففي خطاب غير مسبوق خرج غالانت ليطالب رئيس الحكومة بخطة واضحة لإدارة غزة بعد الحرب.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي في مؤتمر صحفي بتل أبيب إنه سيعارض أي حكم عسكري إسرائيلي للقطاع لأنه سيكون دمويا ومكلفا وسيستمر أعواما، ودعا نتنياهو إلى إعلان أن إسرائيل لن تسيطر مدنيا على قطاع غزة وإيجاد بديل لحركة حماس.
وتزامن خطاب غالانت مع تصريحات لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال فيها إنه يتعين على إسرائيل وضع خطة واضحة ومحددة لمستقبل قطاع غزة، مضيفا أنه لا يمكن أن يُترك فراغ في غزة لتملأه الفوضى، حسب تعبيره.
في المقابل، قال نتنياهو في رده على تصريحات غالانت إن القضاء على حماس دون ذرائع هو الشرط الأول لليوم الثاني للحرب، وإنه ليس مستعدا للاستعاضة عن حكم حماس بالسلطة الفلسطينية، حسب تعبيره.
وقد سارع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى التنديد بتصريحات وزير الدفاع، وطالب باستبداله لتحقيق أهداف الحرب.
كما طالب وزير المالية بتسلئيل سموتيرتش نتنياهو بأن يخير غالانت بين تنفيذ سياسة الحكومة أو الاستقالة، قائلا إن وزير الدفاع أعلن فعليا دعمه إقامة دولة فلسطينية كمكافأة لحماس وما وصفه بالإرهاب.
في ذكرى النكبة.. دعوة لتجريم إسرائيل
قالت حركة حماس في بيان أصدرته بمناسبة الذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية إن “عدوان الاحتلال الصهيوني المستمر منذ 76 عاما وجرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا في قطاع غزة منذ أكثر من 7 أشهر تشكل وصمة عار على جبين كل الصامتين والمتقاعسين عن فضحها وتجريمها والعمل على وقفها”، ودعت الحركة إلى تجريم إسرائيل وإنهاء الاحتلال.
وقالت حماس إن معركة طوفان الأقصى أكدت “مشروعية نضال شعبنا وعدالة قضيتنا وأعادت لها حضورها العالمي، باعتبارها قضية تحرر وطني عادلة لنيل الحرية والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس”، وفق البيان.