مدارس أمريكية تختصر الأيام الدراسية بسبب “أيام الحر”

كانت “غابرييل ويسيلز” تتصفح موقع فيسبوك، يوم الأربعاء، عندما صادفت منشورا من مدرسة أطفالها في مقاطعةٍ بولاية نيويورك، تعلن فيه عن صرف التلاميذ مبكرا يومي الخميس والجمعة بسبب موجة الحرارة الشديدة.

وجاء في المنشور الصادر عن منطقة مدارس “مينيسينك فالي” المركزية: “لقد أمضينا اليوم في مراقبة درجات الحرارة في مبانينا. لقد رأينا أنه على الرغم من استخدام مراوح عالية القدرة للحفاظ على تدفق الهواء في جميع الأوقات، إلا أن درجات الحرارة تظل عند مستوى غير مريح”.

وتم صرف الطلاب في وقت مبكر من المدارس المتوسطة والابتدائية.

في ماساتشوستس، يبدأ الطلاب الملتحقين بمدارس “ورسستر” العامة إجازتهم الصيفية مبكرا، حيث قالت المشرفة “راشيل موناريز” في رسالة إلى مجتمع المدرسة إن العديد من المباني المدرسية القديمة تفتقر إلى تكييف الهواء، مضيفة: “نأسف لأننا أنهينا العام الدراسي بطريقة مفاجئة، لكننا نريد التأكد من سلامة طلابنا وموظفينا، في ظل درجات حرارة مرتفعة بشكل غير عادي”.

ولم توقع حاكمة نيويورك، كاثي هوتشول، بعد على مشروع القانون ليصبح قانونا، والذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في عام 2025.

وفي مقاطعة أورانج، قالت ويسيلز إن مدرسة أطفالها مكيفة فقط في منطقة الكافتيريا (المقصف) والمكاتب الإدارية.

التحقت خبيرة التجميل البالغة من العمر 30 عاما، والتي تمتلك صالونا خاصا بها لتصفيف الشعر، بنفس المنطقة التعليمية التي يرتادها أطفالها. وتقول إنها لا تذكر أنه قد تم السماح للتلاميذ بمغادرة المدرسة مبكرا بسبب درجات الحرارة.

ولا يقتصر الأمر على الولايات المتحدة.

وهذا الأسبوع ليس المرة الأولى التي تغلق فيها المدارس الأمريكية أبوابها بسبب الحرارة الشديدة.

وشهدت المدن الكبرى مثل فيلادلفيا، بالتيمور، شيكاغو، وديترويت قيام المدارس بصرف الطلاب مبكرا، أو إغلاقها بسبب الحرارة الشديدة العام الماضي في ظل نقص تكييف الهواء.

وقال بول تشينوسكي، أستاذ الهندسة المدنية بجامعة كولورادو بولدر، إن المدارس يبلغ عمرها في المتوسط 40 عاما، وتم بناؤها في وقت لم تصل فيه الحرارة الشديدة إلى العديد من الولايات الشمالية، بالطريقة التي ترتفع بها درجات الحرارة في هذه المناطق الآن.

وقال: “بالنسبة لأيام الثلوج، فأنت تستخدم بشكل أساسي فكرة أنه من الخطر للغاية على الناس أن يحاولوا الوصول إلى المدارس.. لكن في الأيام الحارة يمكن الذهاب إلى المدارس، لكن المشكلة تتعلق بما يحدث عندما يبقى الطلبة هناك”.

وقال لبي بي سي نيوز: “هذا العدد (من الأيام) يزيد بسرعة كبيرة”.

وتوصلت دراسة تشينوسكي إلى أن درجات الحرارة الشديدة تبدأ في وقت مبكر وتستمر لفترة أطول، من مايو/ أيار إلى أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، بدلا من أن تصل إلى ذروتها في يوليو/ تموز عندما تكون المدارس خارج أوقات الدراسة.

وقال تشينوسكي إن المدارس التي لا تحتوي على مكيفات الهواء هي بشكل عام تلك التي تغلق أبوابها أو تصرف الطلاب مبكرا.

ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة، فإن المزيد من المدارس التي يتم تكييف الهواء فيها جزئيا فقط – مثل المدرسة التي يرتادها أطفال ويسيلز – أو التي تحتوي على وحدات تكييف الهواء في النوافذ، تقوم بإجراء تغييرات للتكيف مع درجات الحرارة المرتفعة.

ووجد استطلاع أجراه مكتب المساءلة الحكومية الأمريكي في عام 2020 على 100 ألف مدرسة عامة، من الروضة حتى الصف الثاني عشر، في جميع أنحاء البلاد أن ثلث المدارس بحاجة إلى تحديثات لأنظمة تكييف الهواء.

إن قدرة الفصول الدراسية على التعامل مع ارتفاع درجات الحرارة محدودة، ولم تعد قادرة على فتح النوافذ أو الأبواب لتبريد الغرف بسبب المخاوف الأمنية.

وقال: “الحل المتمثل في خلق المزيد من تدفق الهواء عبر المدارس… هذا لم يعد عملياً بعد الآن”.

ويرى البعض أن الإجازة في “أيام الحر” غير ضرورية.

وعلق بعض أولياء الأمور على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي حول صرف طلاب المنطقة من المدارس، وأشاروا إلى الوقت الذي قضوه في الفصول الدراسية الساخنة عندما كانوا في المدرسة.

وقالت تيفاني جاستيس، المؤسس المشارك لمنظمة حقوق الوالدين، Moms for Liberty، إن إغلاق المدارس يضر بالطلاب في وقت يفتقرون فيه بالفعل إلى التعليم الشخصي بعد جائحة كوفيد-19.

وأضافت: “يبدو أن الأشخاص الذين يديرون المدارس سينتهزون أي فرصة لإغلاقها عندما تتاح لهم الفرصة”.

ووصفت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأمريكية الحرارة الشديدة هذا الأسبوع بأنها أول موجة حر كبيرة هذا الموسم.

إنها تؤثر على غالبية مناطق الولايات المتحدة، بما في ذلك مناطق الغرب الأوسط والبحيرات العظمى وشمال شرق ووسط المحيط الأطلسي.

ومن المتوقع أن تنتشر الحرارة من وسط الولايات المتحدة إلى الغرب الأوسط، قبل أن تصل إلى الشمال الشرقي بحلول نهاية الأسبوع.

ويقول العلماء إن الطقس المتطرف أصبح أكثر تواترا بسبب تغير المناخ.

 

المصدر: BBC
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments