شهدت فترة ستينيات وسبعينيات القرن الماضي مشاركة 24 من رواد الفضاء في رحلات “أبولو” التي أطلقتها وكالة ناسا الأمريكية بهدف استكشاف القمر.
والآن، بعد مرور ما يزيد على 50 عاما، تحتدم المنافسة من جديد من أجل إعادة إرسال البشر إلى سطح القمر.
وتعتزم شركات خاصة إرسال مركبات علمية إلى القمر في عام 2024، من بينها شركة تعرف باسم “بيريغرين”، واجهت مشكلة بعد وقت قصير من إطلاق مركبتها، وبينما وصلت مركبتها الثانية إلى سطح القمر، كُسر واحد من أعمدتها أثناء الهبوط.
وكانت وكالة “ناسا” قد وضعت خطة تهدف إلى إطلاق مهمة أطلقت عليها “أرتميس 2″، وهي أول رحلة استكشافية تحمل رواد فضاء إلى القمر منذ رحلة “أبولو 17″، في وقت لاحق من العام الجاري، بيد أن الموعد تأجل إلى عام 2025، وتقول “ناسا” إنها تحتاج إلى مزيد من الوقت للاستعداد.
باز ألدرين (أبولو 11)
في 21 يوليو/تموز 1969، خرج الطيار المقاتل السابق إدوين “باز” ألدرين من مركبة الهبوط على سطح القمر وأصبح ثاني شخص تطأ قدماه سطح القمر، بعد أن سبقه قبل 20 دقيقة تقريبا، قائده نيل أرمسترونغ، الذي اشتهر بأنه أول شخص يطأ سطح القمر.
كانت كلمات ألدرين الأولى: “منظر جميل”.
وسأل أرمسترونغ “أليس كذلك؟ إنه منظر رائع هنا”.
أجاب ألدرين: “عزلة رائعة”.
بيد أن ألدرين ظل فخورا بإنجازه، وبعد سنوات عديدة، عندما ادّعى رجل أن أبولو 11 كانت كذبة متقنة، وجه ألدرين، البالغ من العمر 72 عاما في ذلك الوقت، لكمه إلى وجه الرجل.
وبعد وفاة نيل أرمسترونغ عام 2012، قال ألدرين: “أعلم أن ملايين آخرين من جميع أنحاء العالم يشاطروني الحداد على وفاة بطل أمريكي حقيقي وأفضل قائد عرفته على الإطلاق”.
وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهها في حياته لاحقا، لم يفقد ألدرين مطلقا تعطشه للمغامرة، وشارك في رحلات استكشافية إلى القطبين الشمالي والجنوبي، وكانت آخر تلك الرحلات وهو في عمر 86 عاما.
ظل ألدرين مدافعا عن برنامج الفضاء، لا سيما الحاجة إلى استكشاف المريخ.
وأصبح اسم ألدرين معروفا للأجيال الجديدة باعتباره مصدر إلهام لفيلم “باز لايتيير Buzz Lightyear ” ضمن سلسلة أفلام “قصة لعبة Toy story”.
تزوج ألدرين في يناير/كانون الثاني عام 2023، للمرة الرابعة، وهو يبلغ من العمر 93 عاما.
تشارلز ديوك (أبولو 16)
لا يوجد سوى أربعة أشخاص فقط على قيد الحياة ساروا على سطح القمر، من بينهم تشارلز ديوك عندما كان يبلغ من العمر 36 عاما، لذلك يعد أصغر رائد فضاء تطأ قدمه سطح القمر.
وفي مقابلة لاحقة مع بي بي سي، تحدث عن “تضاريس مذهلة”.
وقال: “جمال رائع… تناقض حاد بين سواد الفضاء وأفق القمر… لن أنساه أبدا، المنظر دراماتيكي للغاية”.
وقال ديوك لبي بي سي في وقت لاحق: “كنت أحبس أنفاسي في اللحظة الأخيرة أو نحو ذلك”.
وفي عام 2022، قال ديوك لبي بي سي إنه متحمس لمهمة أرتميس التابعة لوكالة ناسا، لكنه حذر من أن المهمة لن تكون سهلة على الجيل الجديد من رواد الفضاء.
وأضاف: “اختاروا موقعا بالقرب من القطب الجنوبي للهبوط، لأنه إذا كان هناك أي جليد على القمر، فسيكون موجودا في تلك المنطقة. لذلك سيكون الأمر صعبا، لأن الجو بالغ الصعوبة حقا هناك، لكننا سننجح في ذلك”.
ويعيش تشارلز ديوك الآن على مشارف سان أنطونيو، في تكساس، مع زوجته دوروثي، التي تزوجها منذ 60 عاما.
فريد هايز (أبولو 13)
كان فريد هايز أحد أفراد طاقم “أبولو 13” الذين نجوا بأعجوبة من كارثة في عام 1970 بعد أن أدى انفجار على متن المركبة إلى إلغاء المهمة، وكانت المركبة على بعد ما يزيد على 200 ألف ميل (321 ألف كيلومتر) من الأرض.
وشاهد العالم كله بتوتر محاولة وكالة ناسا إعادة المركبة الفضائية المتضررة وطاقمها بأمان، وبمجرد عودتهم، أصبح هايز وزملاؤه جيمس لوفيل وجاك سويغيرت من المشاهير.
وقال هايز لمقدم البرنامج الحواري، جوني كارسون، الذي استضاف الطاقم في برنامج “تونايت شو”: “أشعر أنني ربما فاتني شيء ما أثناء وجودي هناك”.
عمل هايز لاحقا كطيار اختبار على النموذج الأولي لمكوك الفضاء “إنتربرايز”.
ومثل العديد من زملائه الذين شاركوا في برنامج أبولو الفضائي، واصل هايز، بعد تركه وكالة ناسا، العمل في مجال الطيران حتى تقاعده.
جيمس لوفيل (أبولو 8، أبولو 13)
صنع لوفيل وبورمان وأندرس التاريخ عندما قاموا بأول رحلة للقمر على متن مركبة “أبولو 8″، واختبروا وحدة القيادة/الخدمة وأنظمة دعم الحياة الخاصة بالمهمة استعدادا لهبوط مركبة أبولو 11 لاحقا.
استطاعت مركبتهم بالفعل إتمام 10 مدارات حول القمر قبل العودة إلى الأرض، وكان من المفترض لاحقا أن يكون لوفيل خامس شخص يمشي على سطح القمر كقائد لمركبة “أبولو 13″، لكن ذلك لم يحدث إطلاقا.