التعزية في المقبرة بالمصافحة أو السلام من بعيد… الخيار لأهل المتوفى

في سعيها لتوضيح بعض الأمور الشرعية الخاصة بما يفعله زوار المقابر، سواء لتشييع المتوفين أو زيارة الموتى، استفتت إدارة الجنائز في بلدية الكويت، إدارة الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في أكثر المظاهر التي رصدتها أثناء وجود الزوار في المقابر.

التعزية

أول تلك القضايا، تقديم واجب العزاء في المقبرة بعد تشييع ودفن الموتى، حيث طلب مدير إدارة الجنائز فيصل العوضي تزويد الإدارة بفتوى شرعية، عن مدى جواز السلام والتعزية في صالة العزاء من دون مصافحة، أي بالسلام إشارة باليد فقط، مع التلفظ بالسلام والتعزية من وراء الحاجز.

وفي الرد أشار الوكيل المساعد لقطاع الإفتاء والبحوث الشرعية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تركي المطيري، إلى أن «التعزية ليس لها كيفية معينة يجب الالتزام بها، فالتعزية تحصل بأي طريقة تتحقق بها تسلية المصاب ومواساته، والمصافحة عند التعزية مشروعة، وأما السلام فالأصل فيه أن يكون باللفظ، ويكره السلام بإشارة اليد من دون تلفظ لمن لا عذر له، وإلا فهو مشروع».

وعليه، تركت إدارة شؤون الجنائز الخيار أمام ذوي المتوفى أو المعزين في المقابر، لتلقي وتقديم واجب العزاء بالمصافحة أو بالسلام اللفظي من بعيد.

غسل الميت

واستفسر العوضي، عن مدى جواز غسل الجنائز التي تصل إلى المقبرة من خارج البلاد، وقد تم غسلها وتكفينها، مشيراً إلى أنه قد يكون خرج من الميت نجس يسير أو كثير أثناء نقله، مما أثر على الجسد والكفن.

وأفتت الهيئة بأنه «إذا غُسل الميت وكفن، فلا يعاد غسله مرة أخرى، ولو خرجت منه نجاسة، وذلك لأن الفرض قد سقط بالغسل الأول، والميت قد انقطع تكليفه بالموت، فلا تنتقض طهارته، وإنما تُغسل عنه النجاسة».

صلاة الجنازة

واستفتى العوضي حول حكم الصلاة على الميت في المغيسل، قبل الصلاة عليه مع الإمام الراتب والجماعة في المسجد، لظروف المغسلين أو انشغالهم.

وبيّن الوكيل المطيري، أن «صلاة الجنازة فرض كفاية، إذا صلاها البعض سقط الوجوب عن بقية المسلمين، وقد نص الفقهاء على أن الصلاة على الموتى جماعة واحدة أفضل من الصلاة عليهم منفردين، وعليه فالأولى أن ينتظر هؤلاء الرجال والنساء لحين إقامة صلاة الجنازة مع الإمام الراتب جماعةً».

محظور… إقامة أكشاك الأكل والشرب داخل المغيسلات

طلبت إدارة شؤون الجنائز، فتوى شرعية حول مدى جواز توفير أكشاك خدمية للمأكولات والمشروبات الخفيفة داخل المغيسلات في المقابر، لخدمة أهالي المتوفين الذين يطول انتظارهم لتشييع جنائزهم لمدة طويلة وللعاملين في المقبرة، وتعتبر من الخدمات التي توفرها وتقدمها لعامة رواد المقابر، أسوة بالأكشاك المتوفرة بالمستشفيات والأماكن التي يكثر فيها انتظار المراجعين والحضور.

وردت إدارة الإفتاء في الأوقاف بأنه «إذا كان توفير هذه الأكشاك للمأكولات والمشروبات الخفيفة داخل المغيسلات في ضمن المقابر، فلا يجوز إقامتها فيها، وذلك لحرمة الموتى».

 

المصدر: الراي
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments