BITCONNED قصة غامضة من عالم العملات المشفرة

انطلق عرض فيلم «Bitconned» حديثا على منصة «نتفليكس» العالمية، وفيه يأخذنا المخرج برايان ستوركيل لقصة غامضة من عالم العملات المشفرة تجذب الصحافيين الاستقصائيين ورواد البورصة الأميركية.

في هذا الفيلم الوثائقي عن الجريمة الحقيقية يستغل ثلاثة رجال سوق العملات المشفرة المتحرر للاحتيال على الملايين من المستثمرين وتمويل أنماط الحياة الفخمة، حيث نتعرف على بطل القصة «راي تراباني» صاحب الشخصية «الغشاشة» غريبة الأطوار، فهذا طموحه منذ الصغر، ثم نلتقي «نثانيال بوبر»، مراسل «New York Times» الذي يكشف عمليات الاحتيال في طفرة العملات المشفرة عام 2017، والتي كانت آنذاك حديثة وغير المنظمة بشكل مثير للقلق.

ونشاهد «جاكوب رينسل»، وهو محارب قديم من أفغانستان يعترف برغبته في جني بعض المال السريع والسهل من سوق العملات المشفرة، مشيرا إلى راتبه العسكري البسيط كدافع رئيسي له تجاه هذا الأمر.

هكذا يتم تأسيس الشخصيات في «Bitconned» ما بين المحتال والمحقق والضحية، لكننا سنقضي وقتا أطول مع المحتال، لأن «تراباني» يتفجر بالكاريزما الماكرة في كل تصرفاته، إذ يتحدث صراحة عن نفسه وخلفيته ودوافعه، ويعترف بأنه متملق، لدرجة أنه يجب عليك عدم تصديق أي كلمة يقولها.

عائلته أيضا قصة أخرى، فجده الراحل كان زعيما للمافيا، وجدته تضحك وهي تقول إنها كانت أكثر شراسة من زوجها، وتؤكد والدته نوعا ما على عمل والدها، وتقول إنها رأت صناديق مليئة بالنقود تمر عبر المنزل.

تأثر «تراباني» بجده، لذا استعد لسماع بعض أصدقاؤه السابقين وهم ينتقدونه، لقد كان طفلا تبنى شخصية مزيفة «من الشارع» على الرغم من نشأته في مدينة أتلانتيك بيتش المشمسة بفلوريدا.

كمراهق، كان «تراباني» مدمنا ويبيع المخدر بتزوير الوصفات الطبية، وعندما تم القبض عليه، كشف عن زملائه في بيع المخدرات لتخفيف التهم الموجهة إليه، ومن ثم توجه وأفراد آخرون من العائلة للاستثمار في أول مشروع تجاري شرعي لهم، وهو خدمة تأجير سيارات رياضية فاخرة بدأها «تراباني» مع شريكه «سهراب شارما».

كان المسعى ناجحا، لكن «تراباني» و«شارما» عاشا نمط حياة فاخرة، حيث أنفقا أكثر بكثير مما كانا يكسبان وفشل المشروع، وبينما كانا واقفين على أنقاض حلمهما المحطم، شم «تراباني» و«شارما» رائحة طفرة العملات المشفرة، وطرحا فكرة تبدو ثورية إلى حد ما، وهي عبارة عن بطاقة تعمل بالعملات المشفرة تتيح للناس إنفاق «Bitcoins» في أي مكان تقبل فيه بطاقات فيزا.

أطلقوا على الشركة اسم «Centra Tech» لكن بدلا من التأسيس الشرعي استخدما كل الحيل الممكنة مثل إنشاء موقع الكتروني ذي مظهر احترافي، واختلاق ملفات شخصية على موقع «لينكد إن» تدعي كونهما خريجا جامعة هارفارد، وإنشاء رئيس تنفيذي مزيف عن طريق البحث في «غوغل» عن «رجل أبيض عجوز» وسرقة صورة عشوائية، وما إلى ذلك.

الفيلم يبين الكثير من الخلل في نفسيات المتعاملين بـ «البيتكوين» والعاملين عليها وتداولها، وهو من الأفلام الوثائقية الشيقة جدا.

 

المصدر: الأنباء
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments