أجرت جامعة إسيكس البريطانية أكبر دراسة علمية على مستوى العالم ترصد تأثير الصدمات النفسية على المخ في مرحلة الطفولة، ووُصفت الدراسة بأنها تبشر بأمل جديد لمن عانوا في صغرهم من تلك الصدمات.
واستعانت الدراسة بتقنيات الذكاء الاصطناعي بغية إعادة إجراء فحوص على المخ لمئات الأشخاص الذين عانوا من سوء معاملة أو تعرضوا لألم نفسي حاد في مرحلة الطفولة.
وخلصت الدراسة إلى أن حدوث الصدمة يغير الطريقة التي يتطور بها مخ الشخص في مرحلة الشباب، كما تؤثر على مجالات مثل حل المشكلات والإحساس العاطفي.
وكانت دراسات أصغر قد أظهرت سابقا أن حدوث الصدمة يسبب تغيرا في مخ الطفل، بيد أن الدراسة الأخيرة استعانت بالذكاء الاصطناعي بغية اكتشاف أنماط جديدة في البيانات وفهم أفضل للحالة.
وقالت كلابوندي إن الذاكرة وعملية اتخاذ القرار تتأثران أيضا.
“أعاني من تشوه”
وقالت: “قبل أن أعرف ذلك، طرحوني على الأرض، وجلس شخص على صدري وتعرضت للختان”.
وأضافت فاليري :”كان ذلك بالنسبة لي بداية صدمة مدى الحياة، عانيت لسنوات من الألم الجسدي والعاطفي والخزي”.
كما لاحظت أن تفاعلها مع المواقف يختلف عن تفاعل الآخرين، وكانت لا تعرف سبب ذلك، وقالت إن هذه الدراسة “أشبه بالفوز بجائزة كبرى، إنها منطقية للغاية”.
وقالت كاري، التي تعرضت لاعتداء جنسي عندما كانت طفلة، إنها لا تملك كلمات تصف ما تعنيه (الدراسة) بالنسبة لها.
وأضافت: “عانيت على مدار سنوات من العلاقات السلبية وكنت أسأل نفسي دوما: لماذا أنا؟”
وقالت كاري: “أعرف الآن أن الخطأ لم يكن خطأي”.
وتحمل كاري وفاليري عضوية مجموعة “سفراء إسيكس للصدمة”، وهي مجموعة تدعم الناجين من الصدمات وتقدم خدمات الرعاية الصحية.
وتركز العديد من علاجات الصدمة على مساعدة الأشخاص في تفادي تأثيرها وعلاج ما يعانونه من أفكار تسبب لهم الخوف. بيد أن كلابوندي رصدت، من خلال دراستها، أن الناجين الذين لا تظهر عليهم أي أعراض واضحة لاضطراب ما بعد الصدمة ما زالوا يعانون من تأثير ما تعرضوا له.
وأضافت: “إنها (العلاجات) بحاجة أيضا إلى النظر في كيفية تأثير الصدمة على الجسم والشعور بالذات والعلاقات”.
وقالت كلابوندي: “الدراسة تعطي أملا بشأن مساعدة العلاج الصحيح في علاج التأثير على المخ”.