محمد دشيش
على غير العادة وقبل موعد جمع الفقع، بدأت تباشير الفقع السعودي تنزل الى سوق الفقع بالشويخ، على أمل أن تصل باقي أنواعه من بلدان عربية اخرى خلال الـ10 أيام القادمة. وخلال جولة «الأنباء» في السوق شاهدنا 4 محلات باشرت ببيع الفقع من اصل 25 محلا، وقد تراوحت أسعار الفقع المعروض بين 20 و50 دينارا للكيلو ذي الحبة الصغيرة والوسط، كما رصدنا اكبر حبتي فقع هذا العام، ووصل سعرهما الى 100 دينار، والتقينا عددا من رواده من المواطنين وكذلك البائعين، وقد تبين ان السوق هذا العام أكثر تنظيما وتنسيقا من الأعوام السابقة وجميع المحلات موحدة وتم بنيانها من «الكيربي» وجميعها مرخصة وعليها رقابة شديدة من الجهات المعنية، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، التقت «الأنباء» مع مشعل العجمي الذي قال ان موسم الفقع هو موسم ينتظره جميع الكويتيين بجميع أطيافهم لحبهم لهذه النبتة الموسمية، ورغم ارتفاع أسعارها إلا أن الجميع يتسابقون لشراء أجود أنواع الفقع، إما للأكل او للإهداء، وأتمنى أن تصل كميات كبيرة من الفقع في القريب العاجل وأن تكون أسعاره في متناول الجميع لأن الأسعار حاليا مبالغ بها والسبب قلة الفقع المعروض بالسوق، وان شاء الله تعالى هذه بداية جيدة وتباشير خير.
سعر غير معقول
والتقينا أيضا مع أم فارس الشمري التي أتت لإلقاء نظرة على السوق والأسعار، حيث قالت: فوجئنا بارتفاع الأسعار وأنها تبدأ من 20 وتصل إلى 50 دينارا، وهذا سعر غير معقول ومبالغ فيه وصار الكيلو قريبا من سعر الخروف وننتظر بالأيام القريبة أن تنزل كميات كبيرة من العراق وسورية مثل كل عام حتى تنزل معها أسعار جميع الأنواع المعروضة للبيع.
وأضافت أم فارس: في كل عام مع أول الموسم تكون الأسعار مرتفعة جدا وننتظر لأن يصل الكيلو إلى 10 دنانير واقل لشراء كميات من الفقع لما له من فوائد كثيرة ولمذاقه اللذيذ، والفقع هو «نبات الرعد»، وللأسف دولة الكويت تفتقد هذا النبات في صحرائها والسبب صغر صحاري الكويت وندرة الأمطار وبذكريات الماضي عند الذهاب سابقا خلف منطقة «المطلاع» كنا نجد كميات كبيرة من الفقع، اما حاليا فإنه لا يتواجد إلا في صحاري الدول الكبيرة المجاورة لنا مثل (العراق، المملكة العربية السعودية، الأردن، سورية)، وإن شاء الله يتوافر بكميات كبيرة ووفيرة خلال الأيام القادمة ليصبح في متناول الجميع، فكلما زاد المعروض من الفقع كلما قل سعره.
الفقع العراقي والسوري
كما التقينا مع ناصر العنزي الذي قال لـ«الأنباء»: «الفقع او الكمأ» نبتة صحراوية موسمية ولها العديد من الفوائد، وفي بداية كل موسم يكون الفقع السعودي متوافرا اولا بأسعار مرتفعة حتى من مكان المصدر وبعدها يبدأ بالنزول تدريجيا، والسوق الكويتي بالنسبة لسوق المملكة العربية السعودية يعتبر سوقا صغيرا جدا فالكويت تستورده من أسواق السعودية عبر تجار من الطرفين وهذا أحد الأسباب الرئيسية بارتفاع سعره إضافة إلى قلة الكميات المعروضة.
وعن أنواع الفقع المفضلة لديه، قال العنزي: «الزبيدي» و«الخلاص»، ويوجد الجزائري والتونسي والمصري، مشيرا إلى أنه لم يشتر اليوم لأن الأسعار جنونية فسعر «الزبيدي» المفضل لديه ذي الحجم الكبير بـ40 دينارا.
لا يمكن الشراء بهذا السعر، ولكن خلال أسبوعين او ثلاثة أسابيع سيدخل الفقع العراقي والسوري وتكون أسعاره أقل بـ70% وبنوعيات جيدة، وهذا يحدث كل عام.
100 دينار للكيلو
أما اشهر بائع فقع في السوق منذ عام 1970 عبدالنبي ابو مشعل، والذي يطلق عليه «حوت السوق» فقال: كل عام وأنتم بخير وسنة خير ونعمة ورحمة للكويت وشعبها، يطلقون علي «الحوت»، وانا اعمل في هذا المجال من سنة 1970 وأمضيت بهذا العمل 54 عاما، وانا خبرة في مجال الفقع وفي هذا اليوم أنا آخذ اكبر «بسطتين» على الشارع ويصل إيجارهما في الموسم 13 ألف دينار وخلال أيام اشتريت فقع مما يقارب 10 آلاف دينار ونحن بأول الموسم ولا يوجد الا السعودي.
وأضاف عبدالنبي: صحيح أن الأسعار قد تكون مرتفعة قليلا، ولكن الخير قادم ولا بد من نزول الأسعار.
وبسؤال «الأنباء» عن مستوى الأسعار لديه قال: لدي ثلاثة مستويات للأسعار، فأنا امتلك اكبر نوع «فقع» في الكويت، وهو من النوع «الزبيدي» والكيلو يقدر بـ100 دينار، وهذا للزبائن الخاصين، اما المستوى الثاني من الحجم الكبير «زبيدي» أيضا فيتراوح سعر الكيلو بين 25 و40 دينارا، كما يوجد لدينا «الخلاص» وهو مرغوب جدا ويباع بالكيلو او «الفلين».
وعن نسبة الزبائن الذين يرتادون على سوق الفقع هذه الأيام قال: انا ذكرت شرائي للفقع بقيمة تقدر 10 آلاف دينار لكني لم ابع بقيمة 3 آلاف حتى الآن لان الموسم في بدايته و«بداية الخير قطرة»، وايضا لان السوق لم يصبح جاهزا حتى الآن، وسوق الفقع لهذه السنة مختلف بسبب تعليمات وأوامر البلدية، ويشترط ان يكون البنيان «كيربي» وموحد اللون ومجهزا بكل عناصر السلامة.
أنواع مستوردة
وكذلك التقينا مع البائع السيد عباس الذي قال: «مساء الخير.. تباشير الخير هلت» واليوم نزل السعودي وهو المتواجد ومنه (الزبيدي، والخلاص، والشهبة)، لكن أسعاره مرتفعة، ونبشر الزبائن من محبي الفقع بأنه خلال الأيام القادمة سيتنوع المعروض وستتواجد العديد من الأنواع المستوردة برا او جوا وسيكون في متناول الجميع والأسعار اليوم تتراوح بين 20 و30 و50 دينارا للكيلو، والبيع ليس كالأعوام السابقة الى هذه اللحظة، ونتأمل خيرا.
الزبيدي أولاً
كذلك تحدث ابو عبدالرحمن وقال: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. أتمنى عاما جديدا مليئا بالإنجازات للكويت ولشعبها الكريم، لقد وصلت النبتة الصحراوية المحببة لدى الكثير من الناس، وبدايتها كانت جميلة وتوحي بأن القادم اجمل، حيث دخلت البلاد كميات كبيرة من الفقع وان شاء الله هذه الكميات تتوافر خلال الأسبوعين القادمين وستكون الأسعار اقل من هذه الأسعار العالية، وعن أكثر الأنواع طلبا لدى الناس؟
قال بكل تأكيد «الزبيدي» يعقبه «الخلاص»، فالزبيدي يكون دائما ابيض وحجم حبته كبير ورائحته زكية وله مذاق جميل، لكن سعره يبقى مرتفعا من بداية الموسم الى نهايته وان نزل في حالات استثنائية يكون نزوله قليلا.
واكثر الناس يقدمونه بصورة «هدية» لأقاربهم، اما النوع الثاني «الخلاص» فهو متوسط الحجم وايضا له رائحة جميلة وهو اكثر توافرا في الصحاري من «الزبيدي»، وقيمته اقل من قيمة «الزبيدي»، وبعدهما تأتي العديد من أنواع الفقع مثل «الشهبة والفقع العراقي والسوري والجزائري».
أول الموسم
والتقينا مع محمد العازمي الذي قال: الفقع جميل بكل حالاته، والأجمل من اكل الفقع هو لقط الفقع، واليوم سوق الفقع بالشويخ نشاهد به كميات قليلة وأسعارها مرتفعة، والسبب أننا في أول الموسم والأيام القادمة ستصل كميات اكثر ان شاء الله، وستكون الأسعار مناسبة للجميع.
وأضاف العازمي «من وجهة نظري ان سوق الفقع هذا العام اكثر تنظيما من الأعوام السابقة، ونتمنى ان يكون هذا التنظيم مناسبا مع توافر كميات كبيرة من الفقع ومن عدة بلدان، كما نتمنى ان تكون الأسعار مناسبة وترضي الجميع».
وقال العازمي انه في كل موسم يشتري كمية من الفقع لتخزينها واستهلاكها طوال العام، وفي كل عطلة ربيع يذهب الى المملكة العربية السعودية للقط الفقع من أراضيها ونطمع بالأعوام المقبلة ان يرزقنا الله بالمطر والخير ونلقط الفقع في صحاري الكويت.