الغطاء الجليدي في البحيرات العظمى في أدنى مستوى له منذ 50 عامًا

يعد تغير المناخ والاحتباس الحراري قضيتين بيئيتين هامتين تواجهان العالم اليوم، حيث يرتبط تغير المناخ بزيادة درجات الحرارة في الأرض نتيجة لزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، مثل ثاني أكسيد الكربون، في الجو.

يؤدي هذا التغير إلى ذوبان الجليد في المناطق القطبية والجبال، مما يرفع من مستوى البحار والمحيطات.

وهذا يعني تهديداً جدياً للمدن الساحلية والمناطق المنخفضة، وتدهور النظم البيئية الهشة وفقدان التنوع البيولوجي.

أدنى مستوى منذ 50 عامًا

أدت البداية الدافئة لموسم الشتاء إلى ترك منطقة البحيرات العظمى خالية من الجليد تقريبًا وبها أدنى غطاء جليدي منذ 50 عامًا على الأقل.

أكد مختبر أبحاث بيئة البحيرات الكبرى أن يوم رأس السنة الجديدة، كان 0.35% فقط من البحيرات العظمى مغطى بالجليد، وهو أدنى مستوى مسجل لهذا التاريخ، وأقل بكثير من المتوسط التاريخي الذي يبلغ حوالي 10% لهذه النقطة في الشتاء.

وأوضح تقرير المختبر أن الجليد المفقود في منطقة البحيرات العظمى هذا العام سيؤدي إلى مزيد من التغيرات، بدءًا من تضاؤل كتل الثلوج في الغرب إلى الجفاف المستمر للثلوج في الشمال الشرقي، وكلها أصبحت أكثر شيوعًا بسبب ارتفاع درجات الحرارة بسبب أزمة المناخ.

يذكر أنه منذ بدء حفظ السجلات في عام 1973، وجد الباحثون أن البحيرات العظمى تشهد انخفاضًا هائلاً في الجليد، مع انخفاض ذروة التغطية بحوالي 5٪ كل عقد.

ويقول كيسلر عالم الفيزياء في المركز الوطني الأمريكي للمحيطات والغلاف الجوي، إن درجة حرارة الهواء مهمة عندما يتعلق الأمر بالغطاء الجليدي في البحيرات العظمى، حيث إن هناك حاجة إلى الهواء البارد لتبريد الماء حتى تتجمد البحيرات، ولكن مع ارتفاع درجة حرارة المناخ بسرعة، تظهر السجلات أن درجات الحرارة الأكثر دفئًا من المتوسط في المنطقة تؤدي إلى ذوبان فرص تشكل الجليد في البحيرات العظمى.

فوائد قليلة وأضرار كثيرة

أكد كيسلر أن ذوبان الجليد قد يكون له فوائد قليلة على الجانب الاقتصادي، حيث تفسح المياه الخالية من الجليد المجال لمرور المزيد من سفن الشحن، وبما أن شحن البضائع يمثل تبادلاً يعادل مليارات الدولارات شهريًا، فبالتالي فإن الغطاء الجليدي الأقل مفيد لهم.

وأضاف كيسلر أنه في كثير من الأحيان، تتعطل سفن الشحن عندما يكون الجليد مرتفعا، ويتعين على خفر السواحل الأمريكي أن ينقذهم في مهمة تصنف ضخمة ومكلفة.

كما أن هناك فائدة اقتصادية أخرى عندما تتجمد البحيرات، حيث تستفيد المدن الساحلية من خلال الأنشطة الترفيهية مثل مسابقات صيد الأسماك على الجليد أو ألعاب هوكي الجليد.

وشدد كيلر على أن الخسائر تتجاوز الفوائد لدرجة كبيرة، حيث يحمي الغطاء الجليدي شواطئ البحيرات وبدونه يمكن أن تسبب الأمواج العالية فيضانات شديدة وتآكل السواحل والأضرار، كما أن ندرة الغطاء الجليدي قد تؤدي أيضًا إلى عواصف ثلجية أكثر شدة مثل تلك التي أصابت بوفالو ونيويورك والمدن المحيطة بها بالشلل في عام 2022.

اقرأ أيضاً:

لمحبي مراقبة النجوم.. أهم الظواهر الفلكية لعام 2024

5 اكتشافات أثرية متوقعة في 2024

“الحطام الفضائي”.. مؤتمر سعودي لضمان الاستخدام المستدام للفضاء

 

المصدر: العلم
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments