مسك ختام حفلات مهرجان “فبراير الكويت 2024” بمسرح “الأرينا”
مفرح حجاب
اختتم الفنان الكبير عبدالله الرويشد، منفردا حفلات مهرجان “فبراير الكويت 2024” بمسرح “الأرينا” وسط حضور زاد على خمسة الآف من الجمهور، الذي حرص على التواجد في آخر الليالي الغنائية، التي امتدت الى ما بعد الثانية صباحا، وسط فرح وتفاعل وانسجام مع كل ما قدمه “بو خالد” من أغنيات، امتزجت فيها المشاعر وحلقت في أجواء فبراير، الذي تحتفل فيه الكويت بأعيادها الوطنية لتكون بالفعل “مسك الختام”.
في ليلة الفنان الرويشد، بدا مسرح “الأرينا” بحلة جديدة وفاحت فيه رائحة العطور، لتؤكد أننا أمام حفل استثنائي في كل تفاصيله، كما رسم علم الكويت لوحات جميلة في أرجائه وارتفع مع كل أغنية وخيمت المشاعر الوطنية عندما يذكر اسم الكويت، ليرفرف في القاعة شامخا في أيدي الجمهور، الذي غصت به قاعة المسرح، حيث حرصت إدارة الحفل على توزيع أعلام الكويت على كل الحضور، ليكون الاحتفال أشمل وأسمى وتكون الكويت هي من تجمعنا في لحظات السعادة ويكون الفرح عنوانها دائما.
“بيتنا الكبير”
خرج الرويشد، في الليلة الختامية لحفلات فبراير الكويت، عن المألوف وأراد أن يقدم شيئا جديدا ويفاجئ الجمهور ليس فقط بعدد من أغنياته الجديدة، بل أراد ان يتضمن الحفل عبق الكويت والحنين إلى الماضي والموروث الفني، الذي تزخر به الديرة وتفتخر، وهو ألوان من الفنون الشعبية، حيث شاركته فرقة قدمت مجموعة استعراضات صاحبت أغنياته، وقد حرص من خلالها ان يجلس ويعزف على العود، ليعود بالحضور الى أجواء الجلسات الغنائية، التي يحبها الجمهور عامة.
اعتلى الرويشد، المسرح بصحبة المايسترو أمير عبدالمجيد، وفرقته الموسيقية، واستهل حفلته بكلمة قال فيها: “أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات الى مقام سيدي حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، بمناسبة تولي سموه مقاليد الحكم في البلاد، وبمناسبة أعياد الكويت الوطنية”، ثم انطلق مع مجموعة من الأغنيات الوطنية ضمت “بيتنا الكبير، عاشت لنا الكويت، أنا كويتي”، ليشعل حماسة الحضور في أرجاء المسرح وترفرف أعلام الكويت عالية في كل مكان، بعدها غنى “ما عليه، الجمرة”، وسط حالة من تفاعل الحضور والغناء معه، ثم أراد أن ينتقل الى حالة مختلفة من الغناء عبر أغنية “يخون الود”، ليحرك جنبات القاعة وكلما وصل الى جملة “لعبتيها معايا صح” تشتعل القاعة بالتصفيق له، ليتبعها بأغنية “بأي حال من الأحوال”، لتهدأ أجواء المسرح، ويستمر الرويشد، في الحوار والتفاعل مع الجمهور في كل أغنية يشدو بها، ليمتلك المسرح ويجعل الجميع يردد معه “اللي نساك انساه”، حيث عزف الجمهور في الأغنية بصوته كلمات الأغنية وشكل حالة خاصة مع فارس الليلة الختامية.
امتطى الفنان الكبير الرويشد، صهوة الرومانسية ليبث روح جديدة في قاعة المسرح، ويجسد من خلال صوته مشاعر جميلة تعيد الذكريات لكل الحضور من خلال مجموعة من أجمل أغنياته ومنها “أي معزة، تذكريني، أعفيني، أبيك”، وغيرها، ليؤكد معها انه يعبر عن الجمهور في كل أعماله.
زاد الرويشد، حالة المتعة والفرح والانسجام في القاعة ولم يعط فرصة للجمهور أن يهدأ أو يلتقط أنفاسه، فقدم أغنية “عويشق”، التي رفعت حالة الحماسة الى اعلى درجاتها في القاعة، وتوقف أكثر من مرة ليعطي فرصة للجمهور ليردد معه “عويشق الله يعينه”، ثم عاد الى الرومانسية ثانية، لكي ينصت الجمهور بصمت وتأمل في جماليات الكلمات التي يغنيها فارس الحفل الغنائي، حيث قدم “وحشت الدار، لمني بشوق”.
يؤكد الفنان الرويشد، في كل حفل يحييه انه رقم صعب في تاريخ الأغنية الكويتية والخليجية، وان جمهوره في مكانة مختلفة ويرتقي دوما بكلماته وألحانه التي يقدمها له.
“دنيا الوله”
في الوصلة الثانية للحفل والتي بدأها الفنان عبدالله الرويشد، بشكل جميل ورافقته مجموعة من الاستعراضيين قدموا بعض الرقصات الشعبية على إيقاع مجموعة من الأغنيات التي شدا بها، حيث شكلت هذه الأغاني مع الفرقة الشعبية لوحات جميلة أعادت الى الأذهان عبق الماضي وفنون الأجداد، خصوصا عندما غنى “يا طالبين الود، يا قوى صبري”، ثم انطلق الرويشد، مع الرومانسية التي يبرع فيها، وقدم أغنية “تصور”، ليحلق مع الحضور في سماء الطرب وينثر الدفء في القاعة.
ووجه “بو خالد”، تحية الى أحد الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لتشتعل القاعة بالتصفيق، بعدها قدم مجموعة من الأغنيات التي يحبها الجمهور من بينها “لا تلومونه، وطن عمري، احساس العالم، أنا تبع قلبي، عين جرحي، العيون، كله على شانك”، وأراد قبل ان يختم وصلته الغنائية والمهرجان ككل، أن يشعل حماسة القاعة من جديد فقدم “دنيا الوله، عطرك”، ويختتم الليلة مع أغنية “ما في أحد مرتاح”، وليكون الفنان عبدالله الرويشد، أحيا ليلة غنائية شاملة بكل ما تعنيه الكلمة وجعل الجمهور الذي كان متعطشا لغنائه يرتوي بمشاعر امتزجت فيها حالة الفرح بالرومانسية، بالإضافة الى انه أعاد أجواء الماضي الجميل، من خلال اللوحات الاستعراضية في ليلة مختلفة عن الليالي التي سبقتها ويكون ختام حفلات فبراير الكويت مسكاً.
أعرب الفنان الرويشد، عن سعادته باحتفالات الكويت بالأعياد الوطنية ومشاركته فيها من خلال مهرجان “فبراير الكويت”، وقال: “الكويت تستاهل منا جميعا كل خير ودائما نستمتع بحضور الجمهور الكويتي لهذه الحفلات”.
وفي رده على مشاركته في “موسم الرياض” من خلال ليلة عبدالكريم عبدالقادر، قال الرويشد: “كل الشكر للمملكة العربية السعودية وهيئة الترفيه ومعالي المستشار تركي آل الشيخ، ومشاركتي واجب والفنان عبدالكريم عبدالقادر، من الفنانين الكبار الذين لهم بصمة في الأغنية الكويتية والخليجية”.
“العهد الجديد”
في حفل الفنان نبيل شعيل وفرقة “ميامي” الخميس الماضي، كان الجمهور على موعد مع ليلة كلها طرب ووناسة وأجواء حماسية لم تهدأ فيها قاعة المسرح على الإطلاق، وظل الغناء والتصفيق حتى الأغنية الأخيرة، حيث كان الجمهور في هذه الليلة من أعمار مختلفة وشكل هذا التنوع حالة رسمت في قاعة المسرح لوحات الانسجام والطرب.
قبل العاشرة مساء بدقائق، اعتلى “بلبل الخليج ونبض الكويت” الفنان نبيل شعيل، المسرح بصحبة المايسترو مدحت خميس، ليقابله الجمهور بعاصفة من التصفيق والتحية، حيث قال: “كل عام والكويت بخير وقيادتها وشعبها بخير”، ليستهل وصلته بالأغنية الوطنية الجديدة “العهد الجديد”، التي تألق فيها ورفع العقال لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ثم انتقل الى أغنية “بسمع كلامي”، وأراد “بو شعيل”، ان يشعل قاعة المسرح ويجعل الجمهور يعيش معه أجواء الطرب فقدم “ميدلي” ضم أغنيات “الرايق، اللي ماله أول، ما نساك”، ثم سأل الجمهور: مستأنسين؟، لتشتعل القاعة تصفيقا وتحية له، بعدها خيمت الأجواء الرومانسية على المسرح وقدم “بو شعيل”، مجموعة من الأغنيات من بينها “الله يا خوفي عليك، أبي انساكم، منطقي، دلوعة”، وسط تفاعل الحضور، الذي كان في حالة انسجام كبيرة، لاسيما أن أغنيات “بو شعيل”، لها طابع خاص لدى الجمهور، ثم انتقل إلى قمة الغزل مع أغنية “انورت يا حلاها”، ليردد معه الحضور الأغنية، ثم قدم “ميدلي” ثان، يضم مجموعة من الأعمال، التي تحمل ذكريات جميلة مع الجمهور منها “سكة سفر، لايق، صادني في غرامه، يا شمس، دور فيها”، ليشعل قاعة الأرينا حماسة قبل ان ينهي وصلته الغنائية من خلال الأغنيات الوطنية “يا بلادي، يا دار”، لينهي “نبض الكويت” وصلته الغنائية بتحية كبيرة من القاعة.
وفي لقائه مع الإعلاميين قبل الحفل، أعرب الفنان الكبير نبيل شعيل، عن سعادته بهذه الأجواء الجميلة في الكويت، وقال: “المستقبل الجميل للكويت واضح والقادم أفضل، والكويت ستكون من أهم البلاد السياحية”، متمنيا أن يليق الحفل بالجمهور الكويتي.
“أحلى الحلوين”
في الوصلة الغنائية لفرقة “ميامي”، كانت الأوضاع مختلفة داخل المسرح تماما، فالجميع مستعد والمنظمون في القاعة كانوا في أعلى درجات اليقظة للحفاظ على النظام داخل المسرح، لأن طبيعة أغنيات الفرقة تحمل ايقاعات والبعض يبالغ في التفاعل مع الأغاني وأدائها.
اعتلى أعضاء الفرقة طارق ومشعل وخالد، المسرح حاملين معهم علم الكويت، وانطلقت الفرقة مع أغنيات “باك تون، أحلى الحلوين، ودي”، ثم تغير الوضع تماما بعدما قدمت أغنيات “أسمر سلبني الروح، غرامك شي عجيب”، لتحرك جنبات المسرح ويعيش الجمهور حالة من الانسجام والتفاعل، بعدها قدمت الفرقة “بستانس”، وهي الأغنية الجديدة التي تعاونت فيها مع الفنان يوسف العماني، الذي صاغ كلماتها وألحانها، ثم غنت “وطني حبيبي، ويا عمري انا”، وبالرغم من الجهود التي بذلت من أجل الحفاظ على هدوء القاعة وعدم الافراط في حماسة الجمهور، كانت الغلبة لأغنيات وايقاعات “ميامي”، حيث عاش الجمهور أعلى درجات الحماسة والتفاعل وقضى وصلة غنائية رائعة مع الفرقة، لاسيما عندما غنت “عاشوا، فيكم طرب، جمال جمالو، يا حلوكم، الحمد لله وشفناكم، الليلة”، بعدها فاجأت الفرقة الجمهور بتقديم مجموعة من الأغنيات القديمة، التي حظيت هي الأخرى بتفاعل كبير منها “شلون انساك، صبوحة، حبيبي اللي” وبذلك تكون “ميامي”، قدمت حفلا ممتعا ضمن فعاليات مهرجان “فبراير الكويت”.
في كواليس الحفل وخلال لقاء مع الإعلاميين، أكد أعضاء “ميامي”، ان الفرقة تعمل على تقديم أعمال متميزة، وانهم سعداء بتواجدهم في حفلات العديد من دول الخليج، وعن وجود “ديو” يجمعهم مع الفنانة نانسي عجرم، بعد وجودهم معها في حفل بالسعودية، أكد الفنان مشعل ليلي، انهم يرحبون بالتعاون مع كل الفنانين في حال وجود فكرة جيدة.