كونا – بحفظ الله ورعايته، يغادر صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، والوفد الرسمي المرافق لسموه أرض الوطن، اليوم الثلاثاء، متوجهاً إلى مملكة البحرين الشقيقة، وذلك في زيارة دولة.
ويعقد صاحب السمو محادثات مع أخيه ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، تهدف إلى تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين.
وتعد هذه الزيارة، ثالث زيارات الدولة التي يقوم بها صاحب السمو أمير البلاد إلى الخارج منذ توليه مقاليد الحكم، بعد الزيارتين التاريخيتين إلى المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان الشقيقتين.
شراكة تزداد صلابة
ولطالما وصفت العلاقات بين الكويت والبحرين بأنها قوية ومتينة وتزداد رسوخاً يوماً بعد آخر، بفضل الرؤية الحكيمة لقيادتي البلدين، كما تتسم أيضاً بطبيعة فريدة لكون الأسرتين الحاكمتين فيهما تربطهما وشائج النسب والقربى، وهو ما ينعكس أيضاً على مستوى العائلات في البلدين الشقيقين.
ويعود تاريخ العلاقات الكويتية – البحرينية إلى مئات السنين، وتتميز بمجموعة من السمات أهمها:
– توافق رؤى ومواقف القيادة السياسية في البلدين تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
– اعتماد منهج العقلانية والحكمة والتمسك بمبدأ الحوار.
– تعزيز التعاون الثنائي في كل المجالات بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين.
زيارات رسمية
وتسهم الزيارات الرسمية الأخوية المتبادلة في تعزيز تلك العلاقات. وكان آخرها زيارة الملك حمد بن عيسى إلى الكويت لتقديم واجب العزاء في وفاة الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيّب الله ثراه.
شراكة اقتصادية
وينعكس عمق العلاقات السياسية بين البلدين إيجاباً على علاقاتهما التجارية والاقتصادية، في ظل وجود شراكة اقتصادية بين العديد من المؤسسات البحرينية والكويتية، فيما أضافت اجتماعات اللجنة العليا المشتركة الكويتية – البحرينية بُعداً جديداً للعلاقات الأخوية في مجالات عديدة، فضلاً عن توقيع اتفاقية بيئية يسعى البلدان من خلالها للحفاظ على مواردهما الطبيعية.
8 وثائق للتعاون
وشهد البلدان في السنوات الأخيرة عدداً من المحطات المهمة في مسيرة علاقاتهما المتميزة، منها توقيعهما في أبريل العام 2019 ثماني وثائق للتعاون في مجالات عديدة، ضمن أعمال الدورة العاشرة للجنة العليا المشتركة التي عقدت في المنامة بمشاركة مسؤولي القطاعات الحكومية والقطاع الخاص في البلدين.
وتتعلق تلك المذكرات بمجالات التجارة الالكترونية والشؤون الجمركية، وتبادل المعلومات والأخبار وحماية البيئة والثقافة والفنون والزراعة والثروة البحرية وتطوير العلاقات التجارية.
تعزيز العمل الأمني
وحرصاً من البلدين على تعزيز التعاون الأمني وتبادل الخبرات في هذا المجال، فقد وقعا في يوليو 2023 على هامش الاجتماع الأول للجنة الأمنية المشتركة بين وزارتي الداخلية في البلدين في المنامة، مذكرة تفاهم تستهدف تعزيز العمل الأمني المشترك انطلاقاً من روابط الاخوة التاريخية.
وتطرق الاجتماع إلى عدد من المبادرات والبرامج التي تنفذها وزارة الداخلية البحرينية في تعزيز الأمن المجتمعي، منها برنامج مكافحة العنف والإدمان (معاً) ودورة في حماية الناشئة والشباب من خلال التطوير المستمر وإطلاق مناهج جديدة وبرنامج (تعافي) الذي تنفذه إدارة مكافحة المخدرات ومشروع العقوبات البديلة وبرنامج السجون المفتوحة.
اتفاقيات في مجال التعليم
كما يرتبط البلدان باتفاقيات في مجال التعليم لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب المتميزة، فيما تستقطب جامعاتهما عددا من طلبة البلدين الذين يدرسون في تخصصات مختلفة.
مواقف مُشرّفة
تجلت مواقف البحرين المبدئية والمشرفة تجاه قضايا الكويت بأبهى صورها إبان محنتها عام 1990 خلال غزو النظام العراقي، حينما وقفت قيادة وشعباً مع الحق الكويتي، فسارعت إلى إدانة الغزو ووضعت كل إمكاناتها في خدمة قضية الكويت العادلة. وساهمت في حرب تحرير الكويت في فبراير 1991، واحتضنت عدداً كبيراً من مواطنيها أثناء فترة الاحتلال وقدمت لهم كل التسهيلات.
مجموعة القتال السابعة
في بداية عام 2003 الذي شهد أحداث حرب تحرير العراق، توجهت مجموعة القتال السابعة البحرينية الى الكويت، للمشاركة في الحفاظ على أمنها أثناء دخول القوات الأميركية إلى العراق لخلع النظام العراقي البائد.
تسهيلات ديبلوماسية
كان للكويت مواقف مشرفة تتذكرها البحرين قبل حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، حين قدمت الكويت كل التسهيلات لإعداد وتدريب الكادر الديبلوماسي والقنصلي لبعثات المملكة في الخارج، وفتحت سفاراتها للمبتعثين البحرينيين لتأسيس البعثات الديبلوماسية.
دعم الاستقرار الاقتصادي
تجلّت مواقف الكويت المشرفة تجاه مملكة البحرين في دعم الكويت قيادة وحكومة وشعباً للقيادة السياسية والحكومة في البحرين، في مواجهة تهديد أمنها خلال أحداث فبراير 2011، فضلاً عن مساهمات الكويت في دعم الاستقرار الاقتصادي في البحرين.