يطلق المركز الثقافي للكتاب، بيروت/ الدار البيضاء، 2025، أحدث روايات الأديبة فاتحة مرشيد تحت عنوان رئيسي: «ليلة مع رباب» يليه عنوان فرعي: «سيرة سيف الراوي».
وتواصل الشاعرة والروائية مرشيد في روايتها الجديدة، المزج بين التأمل الفلسفي والتعبير العاطفي العميق، لتنسج حكاية آسرة عن الشيخوخة وحتمية النهايات، عن مأساة الحب غير المتبادل، وعن ترميم الذات عبر فعل الكتابة.
سيرة ذاتية
السارد في الرواية روائي كتب جميع مؤلفاته تحت اسم مستعار. في أواخر حياته يقرر أن يكتب سيرته الذاتية، كاشفاً للقراء عن هويته الحقيقية والتجربة الشخصية التي شكلت خلفية إبداعه. في رحلة تتأرجح بدين الماضي والحاضر، يصبح الحب غير المتبادل وذكريات الشغف الضائع محوراً يعيد صياغة الألم والأمل في آن.
السرد تتخلله أمثال وحكم فلسفية تحمل في طياتها عمق الحكمة الشعبية المغربية وأثرها على تشكيل الوعي الجماعي
حكم فلسفية
ويتميز هذا النص بتوظيفه الغني للثقافة الشعبية المغربية، حيث تتخلل السرد أمثال وحكم فلسفية تحمل في طياتها عمق الحكمة الشعبية وأثرها على تشكيل الوعي الجماعي. بأسلوب شاعري ينضح بالتأمل والإيحاء، تعيد الكاتبة رسم ملامح العلاقة بين الحقيقة الأدبية والهوية الشخصية، في سياق محكم يمزج بين جمال اللغة وفلسفة الحياة.
وفي الغلاف الخارجي، كُتبت الفقرة التالية: «لا شيء أروع من الحب عندما ينبض قلبان على نفس الإيقاع. لكن أن يكون قلبك مفعماً بعشق من قلبه خالٍ منك، فذاك داء لا دواء له، ووهم لا منطق له… تقضي عمراً في انتظار أن يصاب الآخر بذات السهم الذي أصابك… ووحده القدر يوزع السهام… قصتي هي قصة من اكتوى بنار حب غير متبادل… قضى العمر في محاولة ملء هذا الفراغ المهول بنجاحات ما إن تتحقق حتى تفقد كل وزن. ولأنه لم يراهن أحد عليّ عندما وُلدت، فقد هدّمت بيدٍ ما بنيته بأخرى. أنا سيف ظل أسير غمده، وراوٍ ملأ بقصص الآخرين ثغرة حياته.. فما قيمة حياة بدون حب؟».
الرواية الجديدة «ليلة مع رباب (سيرة سيف الراوي)» دعوة للتأمل في المسافة الفاصلة بين الخيال والواقع، وبين ما نكتبه وما يظل حبيس الظلال.
لمحة ذاتية
يذكر أن فاتحة مرشيد، شاعرة وروائية مغربية، حاصلة على جائزة المغرب للشعر، وأصدرت ما يزيد عن عشرين مؤلفًا موزعة بين الشعر والرواية والقصة.
«ليلة مع رباب (سيرة سيف الراوي)» هي روايتها الثامنة بعد: «لحظات لا غير»، و«مخالب المتعة»، و«الملهمات»، و»الحق في الرحيل»، و«التوأم»، و«انعتاق الرغبة» و«نقطة الانحدار».