تحدث رئيس الجمعية الكويتية للتراث، فهد العبدالجليل، عن أحدث الكتب التوثيقية التي أصدرها، وهو كتاب «الكويت وفلسطين» الذي تشارك فيه تأليفه مع رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنار) د. خالد الشطي، وصدر عن مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني.
وبهذا الصدد، قال العبدالجليل، إن الكتاب يتضمن وثائق تنشر لأول مرة، موضحاً «في هذا الإصدار عرضنا العديد من الوثائق الأصلية من مجموعتي الخاصة، التي تؤكد دعم الكويت لهذه القضية، وتوضح الأسماء والشخصيات الداعمة والمتبرعة من عام 1936، وهي الثورة الكبرى، وقد أرفقت 100 وصل تبرع تقريباً من أهل الكويت لدعم إخوانهم في فلسطين في تلك المحنة، رغم أن الكويت في ذلك الوقت لم تكن دولة غنية، ولم تكن لديها موارد مالية قوية، لكن الله عز وجل سخّرها وسخّر أهلها لمساندة هذه القضية».
وتابع: «كما عرضنا وثائق مهمة تؤكد دعم الكويت لهذه القضية في عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحربي 1967 و1973، كما قمنا بإعداد قوائم وجداول بأسماء المتبرعين، ومنهم قائمة من الأسرة الحاكمة بالكويت».
دعم سخي
أما رئيس «فنار» د. الشطي فذكر في تقديمه أن هذا الكتاب يأتي شاهدا لفترات تاريخية مهمة يوثق فيها مركز فنار ما جاد به أهل الكويت من تبرعات ودعم سخي لأهاليهم في فلسطين، وكل من بذل جهده للدفاع عن أرض فلسطين، و»قد حرصنا على كتابة أسماء المتبرعين الذين حصلنا على وثائق تذكر أسماءهم ومبالغ التبرعات التي تبرعوا بها في ذلك الوقت».
حروف من نور
ومن أجواء الإصدار، حيث كُتب في المقدمة: «منذ تأسيس الكويت قبل أربعة قرون مضت وهي تبذل بسخاء في مجال الخير والإحسان، حتى عرف أهل الكويت بهذه الصفة السامية، سواء في فزعتهم لبعضهم البعض وخدمة مجتمعهم أو في إغاثتهم لمختلف المجتمعات والشعوب في شتى بلدان العالم التي تحل بها النكبات والكوارث. والتاريخ يسطر بحروف من نور ما قدمه ويقدمه أبناء الكويت حكومة وشعباً قديماً، خصوصاً للبلدان العربية، حتى وصل الأمر بها أن تطلق على نفسها في مطلع الخمسينيات من القرن العشرين «الكويت بلاد العرب»، وذلك في أوراقها الرسمية إعلاناً عن مساندة الدول العربية، والوقوف بجانبها في كل قضاياها، وفي الظروف القاسية التي تمر بها، ويأتي على رأسها «القضية الفلسطينية» التي كانت الكويت ولاتزال من أكبر داعميها على كل المستويات وبكل أنواع الدعم».