غالبية المنتجين على قناعة بأن “وجودها من عدمه واحد”
فالح العنزي
استرجعنا في مايو الماضي من خلال صفحة “فنون السياسة”، أهمية المقدمات الغنائية في الدراما التلفزيونية عندما تكون بصوت مطرب إلى درجة كنا نحفظ تلك المقدمات عن ظهر قلب ونرددها مع كل عرض لحلقات العمل، وهي ظاهرة كانت تتسيد الأعمال الدرامية منذ سبعينات القرن الماضي، ثم استمر الحال وبلغ ذروته في التسعينيات قبل أن يتراجع ويصبح الأمر بـ “القطارة”، ومن بين عشرة مسلسلات بالكاد يكون هناك مقدمة غنائية بصوت مطرب أو مغن.
بلا شك تعتبر المقدمة الغنائية بمثابة وسيلة مساعدة ناجحة في انتشار الأعمال الدرامية وتداولها بين المتابعين والمشاهدين، ومنذ عودة الدراما التلفزيونية بعد العام 1990، توجه غالبية المنتجين نحو الاستعانة بأصوات المطربين، خصوصا بعدما كانت الساحة الغنائية يتسيدها بعض الأصوات الناجحة أمثال عبدالكريم عبدالقادر وعبدالله الرويشد ونوال ومحمد المسباح ومحمد البلوشي وراشد الماجد، ولحق بهم الفنانين أمثال نبيل شعيل وأحمد الحريبي وأحلام الشامسي وغيرهم.
لكن المتابع لدراما العام الحالي 2024 سيكتشف غياب صوت المطرب عن المسلسلات بنسبة 99 في المئة، أما الـ 1 في المئة المتبقية، فهي في مهب الريح والعلم عند الله في حال أراد أحد المنتجين أن يغرد خارج سرب المجموعة واستعان بأحد المطربين لغناء “تتر” مسلسله، حيث أكد غالبية المنتجين أنهم قرروا عدم الاستعانة بمطرب اًو مغن وتوفير الجهد والمال، لأن المقدمة الغنائية لم يعد لها ذات الفاعلية والبريق.
تراجع
يقول الفنان المنتج حسين المنصور، صاحب شركة “سفن ستايل” المنتجة مجموعة من المسلسلات الدرامية التراثية والمعاصرة: ان الاستعانة بمطرب حتى يغني المقدمة الغنائية، خصوصا عندما يكون مشهورا ومعروفا بلا شك سوف يساهم في تحريك عجلة انتشار العمل التلفزيوني، لكني في المقابل مؤمن تماما بأن محتوى المسلسل والفكرة والأداء والتمثيل هي أساس نجاح العمل من عدمه.
ويضيف المنصور: المتابع للدراما في آخر خمس سنوات سيجد أن الاعتماد على الموسيقى التصويرية الحصرية هو من تسيد الأعمال وكان بديلا ناجحا، وهو ما يمكن أن نلجأ له في عملنا الجديد “الخن” للمخرج حسين دشتي.
مواكبة
بدوره أوضح المنتج الفنان باسم عبدالأمير، أنه يواكب كل تطور تشهده الدراما التلفزيونية، واختيار طبيعة وشكل المقدمة الغنائية للمسلسلات يجب أن لا يخرج عن ما هو متداول في السوق الدرامية، وبالتالي كجهة إنتاج يجب أن لا أخالف السائد أو أسير عكس التيار، بينما توجد أعمال كثيرة، خصوصا التراجيدي منها تحتاج إلى صوت مطرب يكون وسيلة تعبير عن طبيعة العمل.
واستدرك عبدالأمير، قائلا: لكن في المقابل توجد أعمال تفرض على المنتج الأداء الجماعي للمجموعة ومشاركة غالبية الممثلين في الأغنية وهذا غالبا ما تفرضه المسلسلات الكوميدية، شخصيا سبق أن تعاونت مع الكثير من المطربين في مسلسلات من إنتاج “المجموعة الفنية”، لكن هذه السنة 2024 من الواضح جليا أن طبيعة أعمالي التي أنتجتها ومنها “خواتي غناتي” لرمضان المقبل، ومسلسلات أخرى لن ألجأ فيها إلى صوت مطرب.
السرعة
وضم الفنان المنتج الإماراتي أحمد الجسمي، صوته إلى صوتي المنصور وعبدالأمير، مؤكداً بأن نسبة كبيرة من المسلسلات لاقت انتشارا كبيرا والسبب المقدمة الغنائية بصوت مطرب، علما بأن التكلفة ربما تكون كبيرة نوعا ما، إلا أن المشكلة تظل قائمة في ظل عدم توفر المقدمة المطلوبة بالسرعة المطلوبة وبالتالي فإن وجود المقدمة الغنائية من عدمه واحد في حال توافر في المسلسل عناصره الرئيسية من ممثلين جيدين وسيناريو يحمل فكرة جديدة ومخرج صاحب رؤية ابتكارية.
يذكر أن من الأعمال المتوقع ان تعرض في رمضان المقبل، مسلسلات “الخن”، “يس عبدالملك”، “رمادي”، “هود الليل”، “بعد غيابك عني”، “مرضي ودحام”، “زوجة واحدة لا تكفي” وغيرها.