عرضتها فرقة مسرح الخليج العربي ضمن فعاليات مهرجان “الكويت للمونودراما”
مفرح حجاب
قدمت فرقة مسرح الخليج العربي عرض “المضحكاني”، ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان “الكويت الدولي للمونودراما”، على مسرح المتحف الوطني وسط حضور كبير من الجمهور ومحبي المسرح كان في مقدمتهم الإعلامي الكبير محمد الويس، ورئيس مجلس فرقة مسرح الخليج ميثم بدر، ورئيس ومؤسس المهرجان جمال اللهو.
“المضحكاني” من تأليف وإخراج وتمثيل مشعل العيدان، تناول حكاية المونولوجست “سعود” ومعاناته مع هذا الفن، فهو يريد أن يكون مشهورا ويحاول اقناع والده بأن فن المونولوج يقدم رسالة، لكن والده يرفض لأن كل أب يحلم بأن يتعلم ابنه أشياء تعزز اسمه امام المجتمع ويرفع رأس والديه، لكن المونولوجست الموهوب “سعود” حاول ان يسرد قصص المونولوج من البدايات، فتناول شخصيات فنية أجادها بشكل مذهل، مثل شخصية الإعلامي محمد الويس والفنان المصري محمود شكوكو وغيرهما من فناني المونولوج، ليؤكد للجميع موهبته في هذا الفن، ودافع “سعود” عن فنه بشكل كبير ونجح في تلوين أدائه وتجسيده الكثير من الشخصيات الفنية وكان يحكي معاناته وسعى لأن يجسد أبرز الشخصيات العربية التي تميزت في فن المونولوج إلى ان اصبح لديه ثقة في كل ما يقدمه للجمهور.
نجح الفنان العيدان، في توظيف قدراته الفنية ليقدم للجمهور حالة فنية نادرا ما شاهدها على الخشبة، فهو جسد فن المونولوج من بدايته وحتى “ستاند أب كوميدي”، وشكل في ادائه حالة درامية كوميدية ما جعل ايقاع العرض المسرحي في تصاعد دائم مع تغييره الشخصيات خلال وقت قصير، وكان العيدان، ذكيا في تغيير ملامحه وبعض الأزياء والاكسسوارات ليكون اكثر اقناعا للمتلقي، وحاول أن يرسم هوية لكل الشخصيات التي قدمها في لوحات مسرحية كوميدية متوازنة ليعلن عن نفسه كممثل موهوب.
واضح أن مشعل العيدان، أجرى الكثير من البروفات لهذا العرض الذي تحدث فيه بلهجات عربية عدة ورسم الشخصيات التي قدمها وحدد اطارها وأراد تقديم دلالات على ان فن المونولوج له رسالة اجتماعية مهمة، ورغم اندثار هذا الفن الا ان هذا العرض حرك الشوق له بداخل المتلقي والشغف لمشاهدة اعمال جديدة من هذا اللون الذي حل محله فن “الراب وستاند أب كوميدي” وغيرهما من الفنون، فمن شاهد “المضحكاني” سيعبر عن تعاطفه مع قضية “سعود” ويحاول اقناع والده باستغلال موهبته الفنية.
يبقى ان الفنان العيدان، وظف أزياءه وشكله الخارجي بشكل متلائم مع الإيقاع الكوميدي الذي تبناه العرض، وجعل كل القاعة تصفق له كثيرا ما يؤكد ان هذا الفن هو فن مسرحي راسخ، لكن يحتاج الى ممثل واع وقادر على التفوق لأنه لا يجسد شخصية واحدة بل مجموعة شخصيات وقادر على اقناع المشاهد بما يجسده، وهذا جهد كبير يحتاج إلى توازن نفسي وايقاع في الأداء والحركة والكلام على خشبة المسرح.
العرض رغم كم الجماليات الفنية التي يتبناها، الا أن الإشارة الى دور واهمية المونولوج، كانت هي الأبرز في النجاح، فقد اعتدنا ان تقدم فرقة مسرح الخليج العربي، مسرحيات تليق بتاريخها ورموزها، ومن حضر العرض سيجد ان كل اعضائها يعملون من أجل خروج العمل في افضل صورة، بالإضافة الى حرص الفرقة على معايير الجودة المسرحية، ما يجعل اعمالها تحصد الكثير من الجوائز، وتمثل عروضها المسرحية الكويت في الخارج.