قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال إن اعتماد مدينة صباح السالم الجامعية «مدينة صحية» من قبل منظمة الصحة العالمية يعد إنجازاً تاريخياً جديداً لجامعة الكويت.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الوزير الجلال خلال احتفالية تسليم شهادات اعتماد مدينة صباح السالم الجامعية ومنطقتي الدسمة والعيون كمدن صحية، بحضور وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي والمدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور أسد حفيظ.
وأشاد الجلال خلال الاحتفالية التي أقيمت في قاعة الدانة بمدينة صباح السالم بجهود الجامعة في احتضان مبادرة المدن الصحية مما أثمر تسجيل هذا «الإنجاز» لا سيما أن الصحة والتعليم ركيزتان أساسيتان لبناء مجتمع مزدھر ومستدام.
ونوه بالتعاون الوثيق بين قطاعات الدولة لتحقيق الأهداف المشتركة وخاصة في جامعة الكويت التي تجاوزت كونها مؤسسة تعليمية إلى نموذج يحتذى في الاھتمام بالصحة الشاملة لطلابھا ومنتسبيھا.
وأشار إلى الرؤية الوطنية الرامية إلى تحويل المؤسسات التعليمية إلى مراكز تعليمية متطورة تعنى بصحة وسلامة المجتمع «إيماناً منا بأن الشباب ھم عماد المستقبل وأن استثمارنا في صحتهم هو استثمار في ازدھار الكويت وتطورها».
وأعرب عن تفاؤله بهذه «المبادرة البناءة» الرامية إلى تعزيز الوعي بالقيم الصحية وتعكس روح العمل الجماعي والتخطيط السليم والتنفيذ الدقيق للمبادرات الصحية والبيئية وتفعيل الشراكة البناءة مع وزارة الصحة ممثلة في مكتب المدن الصحية ومنظمة الصحة العالمية تحقيقا للأھداف المنشودة لرؤية دولة الكويت 2035 التي تضع الإنسان في قلب عملية التنمية.
ومن جانبه قال مدير جامعة الكويت بالإنابة الدكتور أسامة السعيد إن الجامعة سعت إلى تعزيز مفاهيم الشراكة المجتمعية مما أثمر حصول مدينة صباح السالم الجامعية على الاعتماد العالمي لتكون مدينة تعليمية متكاملة ومنظومة أكاديمية وصحية شاملة.
وأوضح أن المدينة الجامعية تحتضن في الفترة من الساعة السابعة صباحا إلى الرابعة عصرا يوميا نحو 50 ألف طالب وطالبة إضافة إلى أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية وتشهد حركة سلسة لنحو 50 ألف سيارة.
وأضاف أن المدينة الجامعية حازت 110 نقاط تحتاجها منظمة الصحة العالمية لاعتمادها مدينة صحية مثمنا الجهود المبذولة من قبل وزارة الصحة والأفراد والجهات التي عملت على هذه المبادرة.
وتخلل الحفل عرض مرئي بعنوان «جامعة الكويت.. حقائق وأرقام» عكس استعدادات وجهود (الجامعة) في مختلف المجالات إضافة إلى معرض للطلبة المبتعثين للدراسة في الجامعة لعرض ثقافات دولهم وذلك بمشاركة نحو 30 جهة من داخل الجامعة وخارجها.
كما تم تكريم المشاركين في مبادرة المدن الصحية نظير جهودهم في تحقيق هذا النجاح.
«الصحة»
وقال وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي إن جامعة الكويت أصبحت أول جامعة معززة للصحة محليا وذلك بعد حصول مدينة صباح السالم الجامعية على اعتماد منظمة الصحة العالمية كمدينة صحية.
وأوضح أنه بحصول منطقتي الدسمة والعيون على شهادة الاعتماد من قبل منظمة الصحة العالمية أصبح لدينا سبع مدن صحية من أصل 18 منطقة مسجلة في الشبكة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية.
وأضاف «نطمح لأن يصل عدد المدن المعتمدة في دولة الكويت إلى عشر مناطق بنهاية العام وذلك بعد اجتياز مناطق قرطبة والدعية والشعب التقييم الأولي للمنظمة العالمية»، مشيدا بجهود القائمين على جامعة الكويت وتفانيهم مع مكتب المدن الصحية بوزارة الصحة مما أثمر هذا «الانجاز».
وأعرب عن سعادته بإشادة منظمة الصحة العالمية بجهود العاملين على مبادرة المدن الصحية في دولة الكويت وشراكاتهم المجتمعية الفاعلة وعلى رأسهم المحافظين واللجان العاملة في منطقتي العيون والدسمة الذين اجتهدوا للعمل وفق معايير المنظمة وقد «توج هذا العمل المخلص بالاعتماد ورفع اسم الكويت بين الأمم».
وحول مفهوم «المدن الصحية»، قال العوضي إنه برنامج أطلقته منظمة الصحة العالمية عام 1986 ويهدف إلى تعزيز وتحسين صحة المجتمع وهو بمثابة منصة تعاونية بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني لبناء شراكات فاعلة لحياة أفضل.
ومن جهته، هنأ المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الدكتور أسد حفيظ مدينة صباح السالم الجامعية بحصولها على شهادة المدينة الصحية، قائلاً إن «التزامكم بإنشاء مجتمع صحي ومزدهر مثال يحتذى وخير دليل على الإيمان الراسخ بتعزيز الصحة والرفاهية داخل مجتمعها».
وأوضح حفيظ أنه وخلال زيارات تقييم المعايير في مدينة صباح السالم الجامعية لوحظ أنها تدمج الصحة في عملياتها اليومية الأمر يعزز نجاحها المؤسسي ويحسن صحة الطلاب والموظفين والعمال ويعزز الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع.
وأضاف أن «الجامعة الصحية» تتبنى فهما ونهجا شاملين للصحة في جميع أنحائها ويتمثل هدفها في تنمية بيئة تعليمية وثقافة تنظيمية تعزز الصحة والرفاهية والاستدامة وتمكين الأفراد من تحقيق إمكاناتهم الكاملة وهذا الأمر ينطوي على موائمة أولويات الصحة العامة وتأمين قيادة قوية وإشراك مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة ودمج مشاريع الصحة البارزة مع التنمية التنظيمية المنهجية”.
وأشار إلى أن إدارة المدن الصحية في وزارة الصحة بالتعاون مع المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط قدمت مفهوم الجامعات الصحية للمرة الأولى في مدينة صباح السالم الجامعية ومنذ ذلك الحين تم القيام بالعديد من المبادرات الأخرى في المنطقة وإطلاقها بناء على معايير برنامج المدن الصحية.
وأشاد في هذا الصدد بـ«الالتزام الكبير» الذي أبدته دولة الكويت بتحسين الصحة من خلال التعاون القوي بين الحكومة والشركاء الأكاديميين والمجتمع المدني بما يضمن أن تظل صحة ورفاهية سكانها على رأس الأولويات.
وأفاد حفيظ بأن مبادرة المدينة الصحية تهدف إلى دعم المدن في معالجة العوامل الاجتماعية المحددة للصحة والعدالة وتحسين نوعية الحياة لاسيما أن الصحة تتأثر بعوامل مختلفة في البيئات التي يدرس فيها الناس ويعملون ويعيشون ومن المهم الاستثمار في هذه البيئات لتحسين النتائج الصحية.