«العاصفة» و«الغريب والنقيب» في «الكويت للمسرح الثنائي»

تتواصل عروض الدورة الأولى من مهرجان الكويت للمسرح الثنائي، حيث عُرضت على خشبة مسرح الشامية مسرحيتا «العاصفة» و«الغريب والنقيب».

وعن «الغريب والنقيب» تحدث مخرج العمل مؤسس فرقة بوكس السعودية فهد الدوسري، وأعرب عن سعادته بالمشاركة في مهرجان الكويت للمسرح الثنائي، مشيداً بالقائمين عليه.

وقال: «أشكر إدارة المهرجان على إفساح المجال لنا للمشاركة، وعلى الدعم والحفاوة، وهذا ليس بغريب على أهل الكويت»، مضيفاً: «وخلال المهرجان شعرنا بالفرح لخوض تجربة جميلة والتنافس في مهرجان الكويت».

وحول الترتيب للعمل، أوضح الدوسري أن «المسرحية جاءت بالمصادفة فقد كان هناك مهرجان مسرحي في السعودية، ولم نكن قد رتبنا للمشاركة فيه، لكن ثمة ظروفاً دفعتنا لتنفيذ العمل والتحضير له بشكل سريع جداً. لأن إحدى الفرق المسرحية اعتذرت عن عدم المشاركة في مهرجان مسرحي، وقد تم ترشيحنا بدلاً منها، ولم يكن لدينا متسع من الوقت، (3 أسابيع فقط)، فبدأنا بالبحث عن عمل ووقع اختيارنا على هذا النص».

واستطرد في الحديث عن ظروف تجهيز العمل، قائلاً: «قمنا بسرعة بإعداد النص وإجراء بعض الترتيبات وأثناء البروفات قمنا بوضع السينوغرافيا وبعض الأمور الأخرى. وأكملنا الاستعدادات تحت ضغط الوقت، وكنا نسابق الزمن، وشاركنا في المهرجان المقرر، وهو مهرجان إثراء المسرحي، ونالت المسرحية استحسان الجمهور، وبعد هذا النجاح قمنا بتطوير العمل وشاركنا في مهرجان المسرح الحر، وحققنا جوائز، ثم شاركنا في مهرجانات بمصر وتونس، وعقب ذلك قدمنا 3 عروض خاصة في السعودية بمناسبة يوم المسرح العالمي بجامعة الأميرة نورة في الرياض ثم شاركنا في ملتقى الدمام».

يُذكر أن العمل من إخراج فهد الدوسري، وتأليف أسامة زايد، وإضاءة ومؤثرات صوتية حمد المويجد، وتمثيل كميل العلي ومحمد آل محسن.

أما عن مسرحية العاصفة فقد دارت أحداثها حول عاملين في محل خياطة يشعران بالملل لانقطاع الكهرباء منذ أشهر، حينها يتحدثان عن الفواتير المتراكمة عليهما، وفي محاولة من الهرب من الواقع، يقرران أن يعيشا دور القبطان ومساعده، ويتخيلان وجود ركاب معهما على متن السفينة، مقسمين إلى طبقات.

ومع تصاعد الأحداث، تواجه السفينة – الوهمية – عاصفة هوجاء، ويكتشف القبطان أن المحرك قد تعطل وليس هناك محرك آخر بديل، إلى جانب عدم توفّر قارب نجاة بحسب ما أخبره مساعده بذلك. هنا يدعو القبطان ركاب السفينة إلى ضرورة التحلي بالصبر والتكاتف لعبور هذه الأزمة، ويطلب منهم المساعدة، خصوصاً من ركاب الطبقة العليا لكنهم يرفضون الأمر، إذ يكتشف لاحقاً أن مساعده منحاز إليهم ولا يكترث إلى ركاب الطبقة السفلى، عندما يطلب أن يتم التخلص منهم للتخفيف من الحمولة، مما يخلق خلافات كبيرة بينهما.

وحمل النص في مضمونه العديد من الدلالات الرمزية، منها قضية الإخلاص في العمل والذي جسده القبطان، والبطانة الفاسدة التي تجسدت في شخصية المساعد.

والجميل في هذا العرض كان استخدام السينوغرافيا البسيطة والأكسسوارات التي كانت تشير إلى محل الخياطة في الأساس من المكواة والمروحة الكهربائية ومجسمات الملابس المعلقة في السقف وغيرها، ومن خلالها رمزت لاحقاً إلى السفينة وما تحتويه من المرساة والعاصفة والشخوص التي تتحرك، وهنا تظهر إجادة المخرج عدي في الاستعانة بالرمزية في تقديم رؤيته، حيث ساعده في ذلك براعة الممثلين.

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments