محمد الدشيش
موسم «الفحم» حاله حال الكثير من المستلزمات الموسمية، حيث يزداد الإقبال على شراء الفحم في موسم الشتاء لكثرة المخيمات وانخفاض درجات الحرارة، فمعظم الناس يستخدمون الفحم إما للتدفئة أو لتجهيز بعض المأكولات، حيث تكاد مجالس البر لا تخلو من وجود الفحم وإشعال النار، ولكن الوضع هذا الموسم تغير كثيرا، حيث إن الجو مازال معتدلا ولم نشهد برودة شديدة للطقس، الأمر الذي أثر على سوق الفحم وأصبح الكثير من الناس لا يستخدمون الفحم إلا للضرورة، فمن كان يستخدم 7 أكياس في الأسبوع أصبح يستخدم كيسا واحدا فقط، ولمتابعة هذا الأمر كانت لـ «الأنباء» جولة على سوق الفحم لمعرفة تأثر السوق بحالة الجو، وفيما يلي التفاصيل:
البداية كانت مع أم حسن العلي، التي قالت لـ «الأنباء»: لأول مرة منذ سنوات يمر موسم الشتاء ونصل لنهاية السنة دون أن يأتي البرد ولو لأيام، ونحن نشتري الفحم لكي نشعر بأجواء الشتاء حتى اذا لم نشعر بالبرد الشديد، وفي السابق كنا نستخدم من 5 الى 7 أكياس فحم وزن الكيس 10 كيلوغرمات خلال الأسبوع، اما الآن فنكتفي بكيس والكيس الثاني يكون للشوي.
وأضافت: ان متعة الشتاء تكون مع برودة الطقس، وانا من هواة «كشتات البر» في كل عام، ولكن هذا العام لم نشعر بالبرد ونحن في أواخر أيام المربعانية، حتى بائعي الفحم لا نرى عندهم من يشتري، ونتمنى خلال الأيام القادمة ان يتغير الطقس وتزداد برودته لكي نشعر بأجواء الشتاء وتحلى كشتات البر، فغياب البرد أثر على الكثير من المجالات الاقتصادية وحركة الأسواق كالملابس الشتوية والبطانيات والفحم وغيرها، وجميعها قل الطلب عليها بسبب عدم وجود البرد الشديد.
نسينا البرد
والتقينا أيضا مع محمد الشاهين الذي قال: هذه السنة تبدو وكأننا نسينا البرد ولم نشعر بأجوائه، ونحن في آخر ايام المربعانية، وكل عام في مثل هذا الوقت نستخدم جميع انواع التدفئة من دفايات وإشعال النار والفحم ولبس انواع الملابس الشتوية، ولكن هذا العام اختفت اغلب مظاهر الشتاء بسبب غياب برودة الطقس.
وزاد: ان وسائل التدفئة بالكويت كثيرة، ولكن انا افضل الفحم والحطب واشتري منه في كل عام كميات كبيرة، لكن هذه السنة لم اشتر حتى 20% من نسبة شرائي في كل عام، ونحن الآن في السوق الرئيسي للفحم اللي صار له اكثر من 60 سنة، وهذا مكانه وفي كل عام لا تجد موقفا امام المحلات اما الآن فالشوارع فاضية ولا يوجد طلب على الفحم واغلب اللي يشترون الفحم اما للشوي او للشيشة.
وعند سؤال «الأنباء» عن الاسعار هل زادت عن كل سنة، قال: جميع المستلزمات ارتفعت اسعارها وليس الفحم فقط.
هواة الكشتات
والتقينا كذلك مع عدنان الخطيب فقال: انا من هواة الكشتات الاسبوعية، وكنت في كل عام اشتري 3 انواع من الفحم والحطب للشوي وللتدفئة والشيشة، ولكن في هذا العام لم احتج الى الفحم كثيرا، ففي السابق كان البرد يزداد من بداية شهر 12 وتصل درجة الحرارة الى الصفر أحيانا، اما الآن وصلنا شهر يناير ولاتزال درجة الحرارة اكثر من 20 درجة بالنهار وتصل الى 15 درجة في المساء والليل، وكنت في السابق آخذ 4 خياش من الفحم أما الآن فآخذ خيشة واحدة فقط وتكون للشوي.
وتحدث الخطيب عن ان افضل انواع الفحم لديه، موضحا أن الفحم الافريقي هو الأفضل وسعره مناسب والجودة عالية، على الرغم من وجود اكثر من 15 نوعا من الفحم، الا انه يفضل هذا الفحم.
انخفاض المبيعات
أما رجب عبدالقادر، وهو بائع في أحد محلات الفحم، فقال لـ «الأنباء»: من بعد 33 عاما في الكويت والعمل في هذا المحل سأغادر الكويت بسبب قانون الـ 60 عاما، وعن الموسم في هذا العام أوضح رجب ان الموسم قد انتهى ولم نستفد منه شيئا، متسائلا: هل تعلم ان هناك انخفاضا في المبيعات عن كل عام بنسبة أكثر من 60%، إذ كنا في السابق نبيع بالجملة والمفرق، والثلاثة أشهر اللي نعمل بها خلال الشتاء تغنينا عن باقي أيام العام، اما الآن كما ترى السوق فارغ ولا يوجد الا بعض الزبائن، ومن كان يأخذ 5 اكياس فحم اصبح يأخذ خيشة واحدة للشواء، واما البقية فيأخذون نوعية من الفحم خاصة بالشيشة.
وعن الاسعار، قال رجب: ان الاسعار مشابهة لأسعار العام الماضي والبضاعة متكدسة بالمحلات بسبب قلة الطلب، وكلمتي الاخيرة ان الفحم هو للاستخدام الموسمي في جميع أنحاء العالم وكلما زاد البرد زاد الطلب عليه، سائلا الله تعالى أن يعوضهم بالمواسم القادمة عن هذا الموسم.
البرد والطلب
والتقينا أيضا مع شعبان محمد وهو بائع في سوق الفحم، وقال: الحمد لله على كل حال والعوض من الله، فمنذ سنوات وانا اعمل في هذا المجال والجميع يقول كلما زاد البرد ازداد الطلب على الفحم وهذه المقولة صحيحة 100%، وقد شاهدناها هذا العام بعد غياب البرد واعتدال الجو إذ قل الطلب على الفحم بشكل كبير.
وقال شعبان: طوال العام نبيع الفحم الى المطاعم والمقاهي، وفي فصل الشتاء وموسم المخيمات المسموح به في الكويت نستبشر خيرا ويزداد الطلب على الفحم وترتفع مبيعاتنا الى اكثر من 70%، ولدينا زبائن دائمون يحضرون خلال موسم التخييم وبشكل مستمر، ولكننا في هذا العام لم نشاهدهم أبدا حتى هذا اليوم بسبب اعتدال الجو وعدم وجود البرد الشديد، وها هي المربعانية تقارب على الانتهاء.