تفصل ساقية تنساب عبرها المياه في شمال غرب تونس بين حقول جافة صفراء وأخرى خضراء يانعة، بفضل مبادرة ذاتية لمزارعة لم يحل ضعف التمويل في بلادها دون تحقيق حلمها، وهو بناء سد صغير لحفظ الماء ومقاومة التغير المناخي.
وقالت وكالة الصحافة الفرنسية، اليوم، إن المزارعة سعيدة الزواوي (44 عاماً) شيدت، بفضل تمويلات من منظمات دولية، سداً صغيراً تتجمع فيه مياه الينابيع القادمة من بين ثنايا الجبال المكسوة بغطاء من الغابات، وهو عبارة عن حوض من الحجارة والأسمنت، وسط وادٍ تخرج منه ساقية تمثل شريان حياة لأكثر من أربعين مزارعاً. وتغوث مياه السد محاصيلهم في ظل تراجع تساقط الأمطار، إذ تشهد البلاد سنة سادسة من الجفاف المتواصل، في حين أن نسبة امتلاء السدود لا تتجاوز ربع طاقة الاستيعاب.
وتقول الزواوي، وقد غمرت مياه الحوض خصرها بينما ترفع ما علق بالقناة من أغصان، «مقاومة التغير المناخي يجب التعايش معها. نحن نعرف جيدا المنطقة ونعرف مشاكل الماء، وسنجد الحلول ولن نيأس».
ويبلغ طول السد 70 متراً، وارتفاعه 3 أمتار، ونفذته منظمة العمل الدولية بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وينساب الماء من القناة ليصل إلى 45 مزرعة (يتراوح معدل مساحاتها بين هكتار وهكتارين) لسقي محاصيلها بعملية تناوب تدوم 24 ساعة لكل مجموعة من المزارعين.