تعد الأراضي الأمريكية من بين المناطق الأكثر تعرضًا لخطر الزلازل المدمرة على مستوى العالم، حيث كشفت دراسات علمية أن حوالي 75% من الولايات المتحدة يمكن أن تتعرض لهزات أرضية مدمرة، وتعتبر هذه المناطق عرضة لأقوى الزلازل وأكثرها تكرارًا، مما يجعل التنبؤ بالزلازل وفهم خصائصها أمرًا حيويًا للتخطيط الاستراتيجي وضمان سلامة السكان.
يظهر النموذج الوطني الجديد لمخاطر الزلازل تلك الأماكن المعرضة، مما ينبه إلى ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية والتحضير للطوارئ، ويشمل ذلك المناطق الساحلية والمرتفعات الجبلية والأماكن ذات النشاط البركاني، ويعكس التعاون الواسع بين السلطات الفيدرالية والولائية لتحليل المخاطر وتعزيز الوعي العام حول هذا التحدي الهام في مجال السلامة العامة.
الخطر يطال الملايين
أظهرت دراسة أجرتها هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، أن النموذج الجديد والذي يستخدم لبناء خريطة زلزالية تظهر بألوان مميزة، يكشف عن أن ملايين الأمريكيين يعيشون في مناطق معرضة للزلازل بشكل كبير، بما في ذلك مدن معروفة مثل لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو وبورتلاند وسياتل، بالإضافة إلى مناطق أخرى مثل سولت ليك سيتي وممفيس.
وشهدت 37 ولاية أمريكية زلازل قوتها تجاوزت 5 درجات خلال الـ 200 عام الماضية، ويساعد هذا الاكتشاف في تحديث توقعات حدوث زلازل ضارة في مناطق زلزالية نشطة مثل ألاسكا وكاليفورنيا، ويسلط الضوء على احتمال حدوث زلازل مدمرة على طول الممر الساحلي الأوسط والشمالي الشرقي للمحيط الأطلسي، والذي يشمل مدنًا كبيرة مثل واشنطن العاصمة وفيلادلفيا ونيويورك وبوسطن.
خطوة جديدة ورؤية دقيقة
نشرت النتائج في 29 ديسمبر الماضي في مجلة Earthquake Spectra، وقال مارك بيترسن، عالم الجيوفيزياء في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أإنه من الصعب التنبؤ بالزلازل، لكننا قدمنا خطوات كبيرة مع هذا النموذج الجديد الذي يقدم رؤية دقيقة لمخاطر الزلازل.
بحث العلماء لعقود عن أنماط قادرة على التنبؤ بالزلازل الكبرى، إلا أن غياب خريطة دقيقة للقشرة الجوفية للأرض عرقل تلك الجهود، ووفقاً لذلك يعمل علماء الجيوفيزياء على جمع بيانات حول مواقع وحجم الزلازل السابقة لإنشاء خرائط المخاطر، التي تحدد المناطق المعرضة لأقوى الهزات الأرضية والأكثر تكرارًا.
وتعد الخريطة الجديدة النموذج الأول لمخاطر الزلازل على مستوى الولايات الخمسين، نتيجة جهد تعاوني بين الجهات الفيدرالية والولائية والمحلية، ويتمثل تحسين هذا النموذج في زيادة قوة الزلازل في هاواي، نتيجة للنشاط البركاني المتزايد الذي شهدته المنطقة مؤخرًا.
وأكد بيترسن، أن النموذج الجديد لمخاطر الزلازل جهد تعاوني هائل يمتد عدة سنوات بين الحكومة الفيدرالية والمحلية والقطاع الخاص، مضيفاً أنه يعد النموذج الجديد لمخاطر الزلازل إنجازًا كبيرًا في تعزيز السلامة العامة.