يصبح الأشخاص النرجسيون أكثر تعاطفاً وكرماً وتوافقاً مع التقدم في العمر، وفقاً لدراسة جديدة حول السمات الشخصية.
وتُشير الدراسة التي شملت أكثر من 37 ألف شخص إلى أنه وعلى الرغم من أن الأحساس العالي بشكل غير معقول بالأهمية الذاتية لدى النرجسيين قد يلين وينضج مع التقدم في العمر، إلا أنهم لا يستطيعون التخلص منه تماماً.
ووجد الباحثون أن أولئك الذين كانوا أكثر نرجسية من أقرانهم في طفولتهم يميلون إلى البقاء على هذا النحو عند البلوغ.
ويقول الباحثون إن هناك ثلاثة أنواع على الأقل من السلوك النرجسي يجب البحث عنها.
ويستخدم الأطباء مصطلح “النرجسية” لوصف نوع محدد من اضطرابات الشخصية التي يمكن تشخيصها.
ودرس الباحثون ما حدث لهذه المقاييس الشخصية مع مرور الوقت، واستناداً إلى الاستبيانات واستطلاعات الرأي، وجدوا أن درجات النرجسية انخفضت بشكل عام مع التقدم في العمر.
ومع ذلك، كانت هذه التغييرات طفيفة وتدريجية.
ويقول أورث إن بعض الصفات النرجسية قد تكون مفيدة على الأقل على المدى القصير، فعلى سبيل المثال بعض منها قد تعزز من شعبيتك، ونجاحك في المواعدة، وفرصة حصولك على وظيفة مرموقة. ولكن امتلاك صفات نرجسية على المدى الطويل يؤدي إلى عواقب سلبية في الأغلب، بسبب الصراع الداخلي الذي تسببه تلك الصفات.
ويوضح أورث قائلاً: “لا تؤثر هذه العواقب على الشخص نفسه فحسب، بل تؤثر أيضاً على صحة الأفراد الذين يتفاعلون معهم، مثل الشركاء والأطفال والأصدقاء وزملاء العمل والموظفين”.
الدكتورة سارة ديفيز هي استشارية نفسية معتمدة، ألفت كتاباً عن كيفية ترك الشخص النرجسي.
تقول ديفيز لبي بي سي إنه على الرغم من أن الناس قد يكونون متغطرسين أو أنانيين في بعض الأحيان، إلا أنه لا ينبغي الخلط بين ذلك وبين النرجسية المرضية.
وتضيف ديفيز: “النرجسيون يميلون إلى الحسد والغيرة من الآخرين، وهم استغلاليون ومتلاعبون للغاية. هم لا يشعرون بالندم أو السوء تجاه غيرهم، كما ليس لديهم إحساس بالمسؤولية مثل غيرهم من الأشخاص غير النرجسيين”.
وتُشير الدكتورة سارة ديفيز إلى أنه يجب أن نكون أكثر فطنة في استخدام مصطلح “النرجسية”.
وتتابع بالقول: “أجد أنه من المفيد أن نكون أكثر تحديداً في تسمية السلوكيات وفصلها. على سبيل المثال، أطلقت إحدى صديقاتي مؤخراً على حبيبها السابق لقب النرجسي لأنه تخلى عنها بعد انفصالهما”.
“أن تخرج شخصاً ما فجأة من حياتك دون تفسير هو أمر فظيع بالطبع، لكن حبيب صديقتي السابق ربما لم يكن قادراً على تبادل الأحاديث بعد انتهاء علاقتهما. هذا لا يعني بالضرورة أنه نرجسي. لقد كانا معاً لفترة من الوقت ولم تكن هناك مؤشرات أخرى على نرجسيته”، تقول ديفيز.
ويضيف تينيسون لي لبي بي سي نيوز: “الخبر السار هو أن النرجسية تقل عادةً مع التقدم في العمر. والخبر السيئ هو أن هذا الانخفاض ليس كبيراً، لا تتوقع أن تتحسن النرجسية بشكل كبير في سن معينة – فهي لا تتحسن”.
ويختم تينيسون لي بالقول: ” بالطبع سيؤثر هذا على الزوجة أو الزوج الذي طالت معاناته وهو يعتقد أن التحسن أصبح قاب قوسين أو أدنى”.