كما هي العادة كل عام، استبقت صفاة الأغنام حلول رمضان المبارك، لتشهد ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواشي، بشكل أدى إلى عزوف المشترين عن المغامرة والشراء، في ظل وصول سعر الخروف النعيمي إلى 180 ديناراً، وبنسبة زيادة تقارب 30 في المئة، مقارنة بالأسعار قبل شهرين، فيما يتوقع المربون ارتفاعها أكثر مع قرب الشهر المبارك، وقد يتجاوز سعر الخروف 250 ديناراً، بحسب التوقعات.
وأكد عدد من المشترين والبائعين أن السبب الرئيسي لزيادة الأسعار قلة المستورد وضعف الإنتاح المحلي، بالرغم من توافر الأعلاف بأنواعها هذا العام، بخلاف الأعوام السابقة، وأن هناك تضخماً كبيراً في السوق، ودعوا إلى دعم السوق من خلال الاهتمام بالإنتاج المحلي، وفتح ودعم الاستيراد المباشر من إيران وسورية والأردن من أجل خفض التكلفة لخفض الأسعار.
غلاء مبالغ فيه
«الراي» جالت أمس في صفاة جليب الشيوخ، ورصدت حركة البيع، والتقت أحد تجار الأغنام ويدعى أبو داود المسافر، فأكد أن «أسعار الأغنام مرتفعة بشكل مبالغ فيه، حيث تراوح سعر الذبيحة النعيمي بين 140 و180 ديناراً، بينما وصل الشفالي إلى 150 ديناراً، وهو سعر مرتفع جداً على أصحاب الدخل المحدود»، مبيناً أن «الاستيراد يعتبر حلاً جذرياً للمشكلة، ويجب زيادته والتنوع فيه من جميع الدول لتوفير عرض كافٍ وتخفيض الأسعار»، لافتاً إلى أن «توافر الأعلاف هذا العام يفترض أن يزيد من الإنتاج المحلي، وهو الحل الأمثل لاستقرار الأمن الغذائي في ظل الظروف الإقليمية الملتهبة».
وأشار المسافر إلى «إهمال الجهات المعنية في مراقبة مزارع الأمن الغذائي والجواخير في العبدلي والوفرة وكبد، التي وزعت بهدف دعم الثروة الحيوانية، ومنها اللحوم الحمراء (الأغنام – المعز – الأبقار – الجمال)».
عزوف
بدوره، قال فهد الشمري، الذي يعمل في ذبح وتجهيز الأغنام، إن «الأسعار مولعة، والمستهلك عازف عن الشراء، ويجب على الدولة فتح باب الاستيراد المباشر، وهو الحل الأمثل والأسرع لخفض الأسعار قبل شهر رمضان المبارك، وإلا فإن هناك أزمة مقبلة قد يصل معها سعر الخروف النعيمي إلى 250 ديناراً».
وأشار الشمري إلى أن «أسعار الأغنام متفاوتة ومرتفعة جداً، بسبب قلة المعروض وتوقف الاستيراد من سورية والأردن والعراق»، لافتاً إلى أن التيس وصل سعره إلى 90 ديناراً والتيس الإيراني ارتفع من 30 إلى 65 ديناراً، بالرغم من عدم جودته.
دخول وخروج… بلا شراء
رصدت «الراي» عدم إقبال المشترين، الذين غابوا عن السوق في ظل الارتفاع الكبير في الأسعار، حيث لاحظت أن من يأتي إلى السوق لشراء خروف يعود أدراجه من دون تحقيق هدفه، بسبب ارتفاع الأسعار.
مصائب قوم…
وفق المثل الذي يقول «مصائب قوم عند قوم فوائد»، شهدت أسواق اللحوم المبردة والمجمدة إقبالاً. فمع عزوف الزبائن عن شراء اللحوم الحية انتعش سوق اللحوم المبردة والمجمدة، حيث سجلت إقبالاً ملحوظاً على الشراء، على الرغم من قلة الرغبة بها بالمقارنة مع اللحوم الحية.
وقف التصدير… موقوف
استغرب تجار سوق الأغنام من قرار الحكومة بوقف التصدير للحوم الحية للخارج، في ظل العجز الكبير الذي يعاني منه السوق المحلي، متسائلين «إذا كان لا نجد الخروف لنشتريه فكيف يتم تصديره؟!».