هكذا فسر المغردون عمليات الإنزال الجوي للمساعدات على غزة

منذ أن بدأت دول عربية وغربية، آخرها الولايات المتحدة بعملية الإنزال الجوي للمساعدات لأهالي غزة، كان هناك كثير من التساؤلات بين جمهور منصات التواصل حول سبب عدم إرسالها برا، وما الهدف منها رغم تكدس الشاحنات على المعابر؟ ولماذا هذا التوقيت بعد 5 أشهر من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟

وطرح المغردون الكثير من الرؤى والتحليلات من منظورهم ووفق متابعتهم للحرب الإسرائيلية على غزة، وقال مدونون إن الهدف من الإنزال الجوي في الوسط والجنوب هو سحب المواطنين من الشمال إلى الجنوب على أساس أن هناك إغاثة.

وقال مغردون إن فكرة الإنزال الجوي تهدف إلى إنقاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتدعيم موقفه وتلميع صورته أمام محكمة العدل الدولية والرأي العام العالمي، والسكوت عن فضيحة الجسر البري بين بعض الدول العربية وإسرائيل، والتحايل في إدخال المساعدات بالحد الأدنى من الإغاثة، وأن هذا واضح من أحجام الطرود التي يتم إنزالها والتي لا تتجاوز حمولة شاحنة واحدة.

وأشار متابعون إلى أن إسرائيل لديها حرص على تواصل عمليات الإنزال الجوي بعد أن علقت دخولها برا لتحقيق عدة أمور، أولا إعلامياً حيث تخدم الصورة الجوية لإنزال المساعدات الاحتلال الإسرائيلي من الناحية الإعلامية بشكل أكبر من الصورة المأخوذة للشاحنات، وهو بذلك يخفف الضغط الدولي عليه، وتظهره بأنه حريص على إيصال المساعدات.

وثانيا من الناحية الميدانية فإن إسرائيل تجد في الإنزال الجوي حلاً مثالياً لمنع الحكومة في غزة من إدارة المساعدات، كما تحرمها فرصة التوزيع المتكافئ لها، وبالتالي تُضعف وجودها، كما أن الاحتلال يتوقع أن مثل هذه المساعدات يصعب أن تصل للمقاومين، بحسب رأي أحدهم.

وأضاف آخرون أن الهدف من عمليات الإنزال الجوي هو تقييد عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، حيث إن إسرائيل تريد القول إن هناك طريقة بديلة عن المنظمة المهمة.

لم تتوقف الآراء والتحليلات عند هذه الأفكار، فهناك من قال إن الهدف من عمليات الإنزال الجوي للمساعدات ليتحدث العالم عن إنسانية الاحتلال وموافقته على ذلك، وأنه يحارب حماس والفصائل فقط وليس أهالي غزة كافة، مشيرين إلى أن الهدف أيضا أن ينشغل الإعلام عن المجازر اليومية التي ترتكبها إسرائيل بحق أهالي غزة.

وقال آخرون إن من الواضح أن الإنزال الجوي في الوقت الحالي ليس حلاً للمجاعة، خاصة أن غالبيته يخدم غايات إعلامية وسياسية دون أن يحقق أي فائدة عملية، بدلاً من تحويل الصورة إلى فعالية إعلامية، يجب على الفاعلين والقادة السياسيين توجيه جهودهم لوقف جرائم الإبادة الجماعية المستمرة منذ 5 شهور وفتح طريق بري وبحري للمساعدات الإنسانية.

وأشار بعض المدونين إلى أن كمية المساعدات التي دخلت للقطاع عن طريق الإنزال خلال 48 ساعة هي حوالي 45 صندوقا، هذه الكمية المتواضعة يمكن إدخالها من خلال معبر رفح برا إلى غزة عبر شاحنة نقل واحدة أو اثنتين فقط.

وعلق مغردون على فيديوهات عمليات الإنزال الجوي للمساعدات بالقول إن من يستطيع استئذان إسرائيل لإنزال جوي في سماء قطاع غزة، يستطيع استئذانها لإدخال المساعدات بطريقة كريمة للشعب الفلسطيني، خاصة للأهالي في شمال غزة المحاصرين لدرجة المجاعة، وأضاف آخرون أن الإنزال الجوي للمساعدات وحده لا يستطيع إنهاء مجاعة تفتك بأهل غزة، وهي واحدة من الأدوات ولكن ليست الأداة الوحيدة للحد من المجاعة.

 

وكانت عدة دول قد شاركت في عملية الإنزال الجوي، منها مصر والأردن والإمارات وقطر وفرنسا ومؤخرا أميركا.

ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلّفت عشرات الآلاف من الشهداء المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، الأمر الذي أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.

View this post on Instagram

A post shared by حسام شبات (@hossam_shbat)

 

المصدر: الجزيرة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments