انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي تيك توك في الآونة الأخيرة مقاطع فيديو عديدة تتحدث عن “وجه الكورتيزول”، إذ يروج بعض أصحاب تلك الفيديوهات لفيتامينات ومكملات غذائية وطرق عديدة للتخلص منه تشمل علاجات بديلة.
وتعرض فتيات وسيدات صورا لهن “قبل وبعد” تجريب تلك الوسائل. وفي كثير من الأحيان، صناع ذلك المحتوى ليسوا أطباء أو مختصين.
فماذا يعني مصطلح “وجه الكورتيزول” بالضبط؟ وهل يشير إلى حالة مرضية؟
قبل الإجابة على هذا السؤال، يجب أولا أن نعرف ما هو هرمون الكورتيزول وما وظائفه؟
ماذا يحدث إذا ارتفعت مستوياته أو انخفضت أكثر مما يجب؟
يشرح جوزيف قائلا إنه “في السيناريوهات الطبية التقليدية، الزيادة الكبيرة في الكورتيزول تتسبب في حالة اسمها متلازمة كوشينغ (Cushing syndrome) التي تنتج عنها أعراض تتطلب تدخل طبيب متخصص في الغدد الصماء. أما عكس ذلك فيؤدي إلى مرض أديسون (Addison’s disease) وهو حالة تشكل خطرا على حياة الشخص، عندما يكون جسمه غير قادر على إنتاج الكورتيزول”.
لكن زيادة مستويات الكورتيزول لفترة طويلة من الوقت بسبب الإصابة بحالة مزمنة من التوتر قد يتجاوز التأثير الفسيولوجي العادي “وربما يتسبب في مشكلات مثل ارتفاع ضغط الدم وضعف استجابة الجهاز المناعي، فضلا عن مشكلات في التمثيل الغذائي (الأيض)، بما فيها ارتفاع مستويات الغلوكوز في الدم”، وفقا للبروفيسور جوزيف.
ما الأعراض التي تشير إلى مشكلة متعلقة بالكورتيزول؟
-الزيادة الكبيرة في مستوى الهرمون من الممكن أن تتسبب في الأشياء التالية:
-أما إنتاج الجسم لكميات غير كافية من الكورتيزول فيؤدي إلى:
ويتم قياس الكورتيزول من خلال إجراء تحليل للدم أو البول أو اللعاب. وعادة ما تتفاوت مستويات الكورتيزول خلال اليوم، ومن ثم قد يُطلب من الشخص إجراء أكثر من اختبار في يوم واحد، أو أنواع مختلفة من الاختبارات.
“وجه الكورتيزول” و”وجه القمر”
يستخدم مصطلح “وجه الكورتيزول” أو مصطلح “وجه القمر” للإشارة إلى أن الجسم بدأ يخزن المزيد من الدهون في جانبي الوجه، لدرجة أنه في بعض الحالات لا يمكننا رؤية أذني الشخص عند النظر إلى وجهه من الأمام.
يقول البروفيسور جوزيف إن “وجه القمر” من أعراض متلازمة كوشينغ، “ويحدث جراء فترة طويلة من الزيادة المرضية في مستويات الكورتيزول. غير أن بعض الأشخاص يجدون أن أجسامهم تتغير مع ارتفاع مستويات الكورتيزول بسبب التوتر المزمن، وقد يتسبب ذلك في انتفاخ الوجه إلى جانب زيادة الوزن حول منطقة البطن”.
هناك كثير من المعلومات على شبكة الإنترنت وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما تيك توك، عن كيفية التغلب على “وجه الكورتيزول” أو ارتفاع مستويات الهرمون بشكل عام.
بعض الأشياء المقترحة تدخل ضمن ما يعرف بالطب البديل، مثل الحجامة أو التصريف الليمفاوي lymphatic drainage. كما تتحدث بعض الفيديوهات عن مكملات غذائية مشتقة من أصول حيوانية أو نباتية، مثل فوسفاتيديل سيرين phosphatidyl serine وأشواغاندا ashwaghanda.
لكن ينبغي الإشارة إلى أهمية استشارة الطبيب قبل تناول أي مكملات غذائية أو عقاقير لأنها قد يكون لها أعراض جانبية وقد يكون لها تأثير ضار إذا ما كان الشخص يتعاطى أدوية أخرى في الوقت ذاته.
وفي حالة إصابة الشخص بمتلازمة كوشينغ، فإن جوزيف يشدد على أن ذلك يتطلب إجراء فحص بالأشعة و”اختبارات خاصة للدم لتشخيص الحالة، وعادة ما يكون العلاج هو التدخل الجراحي لاستئصال الورم الذي يتسبب في زيادة إفراز الهرمون”.
عادات صحية لتخفيض مستوى الكورتيزول
يضيف استشاري الغدد الصماء أنه بشكل عام، هناك بعض الأشياء التي نستطيع أن نفعلها لتخفيض مستويات الكورتيزول التي قد تسبب المشكلات الصحية والأعراض المشار إليها آنفا، وإبقائها عند الحد الطبيعي. يشمل ذلك:
نقاش مفيد؟
يقول جوزيف إنه “بشكل عام، الحديث المتزايد عن الكورتيزول وتأثيراته قد يكون مفيدا إذا كانت المعلومات دقيقة ومتوازنة. لكن من المهم أن يتحرى الأفراد دقة المصادر ويستشيروا المختصين قبل الإقدام على إحداث تغيير كبير في روتينهم الصحي”.
ويضيف: “منصات التواصل الاجتماعي والمؤثرون والمهتمون بالصحة ينبغي أن يسعوا إلى تقديم معلومات تستند إلى الأدلة، وأن يشجعوا على بدء نقاشات صحية تستند إلى دراية بالموضوع. لكن هناك خطر أن يتم استغلال الأمر لأغراض تجارية، كأن تحاول بعض الشركات التسويق لمنتجات لم تثبت فعاليتها في تخفيض مستويات الكورتيزول، مستغلة مخاوف الناس”.