مسحراتي دمشق… واثق الخطوة

تختلف مهنة المسحراتي في رمضان هذا العام عن الأعوام السابقة في سورية، إذ يجوب العشرات من المسحراتية، الذين يتطوعون لهذا العمل، الشوارع بدون الحصول على الموافقات والتعرض للحواجز الأمنية، كما كانت عليه الحال في السابق.

ويبدأ أبورياض الحرك جولته قبل الفجر في أحياء ساروجة، والبحصة، وعين الكرش، وسط العاصمة دمشق، لإيقاظ الصائمين لتناول طعام السحور.

ويقول الحرك لوكالة الأنباء الألمانية إنه «أحب هذه المهنة منذ كان صغيراً»، مشيراً إلى أنه «خلال سيره في شوارع العاصمة دمشق خلال اليومين الماضيين، يصادف سيارة للأمن العام، كما أن من بداخلها يبدأون بالتحية والسلام. هناك ارتياح كبير بالنسبة لي ولم أعد أخشى الحواجز وسيارات الأمن».

ويردد أبورياض خلال تجواله في الشوارع والحارات «قوم يا نايم وحّد الدايم… يا نايم وحّد الله… قوموا على سحوركن إجا رمضان يزوركن».

ويزاول أبورياض، الذي يعمل طوال العام بائع تمر هندي في سوق الحميدية الشهير بدمشق، خلال شهر رمضان مهنة المسحراتي، ويقول «هذه مهنة تراثية، وأنا شخصياً أحبها، نظراً لأجرها عند الله، ورغم كل التطورات التقنية من منبهات وأجهزة جوال لا يزال الأهالي ينتظرون المسحراتي ويتفاعلون معه».

ويضيف عماد أمين، الذي يعمل مسحراتي في حي الميدان الدمشقي: «يختلف رمضان هذا العام بشكل جذري، فالوضع الأمني جيد بشكل عام، ولم تحصل أي حوادث تذكر، ونسير في الأحياء بكل أمان، ولم نعد نخشى سيارات وعناصر الأمن».

ويقول أمين، الذي يحمل بيده سلة يضع فيها ما يقدم له الأهالي من طعام وفواكه: «بعض أهالي المنازل يقدمون لنا مما يأكلون من طعام وفواكه وحلويات، ونضعها في السلة التي أصبحت واحدة من مضارب الأمثال، وكما يقولون سلة المسحراتي التي تجمع كل أصناف الطعام».

ويوضح أن الكثير من أصحاب المنازل يستيقظون على صوت الطبلة رغم وجود منبهات، مشيرا إلى أن بعض المسحراتية في الريف يحملون طبولاً كبيرة، باعتبار أنها مناطق ريفية، والطبلة تتناسب مع أحيائها.

 

المصدر: الجريدة
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments