كشفت دراسة حديثة عن سيناريوهات نادرة للغاية لانتقال مرض الزهايمر، وكشفت أن “بذور” المرض يمكن أن تنتقل من شخص إلى آخر عبر إجراءات طبية معينة، مما يؤدي إلى الإصابة بالمرض في وقت لاحق من الحياة.
وذكر موقع livescience أنه “لأول مرة، حدد العلماء الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر الذين من المحتمل أن يكون مرضهم ناجمًا عن علاج طبي، وهو علاج محظور الآن منذ عقود”.
سيناريوهات انتقال مرض الزهايمر
ينجم مرض الزهايمر جزئيًا عن التراكم التدريجي لبروتينات أميلويد بيتا وتاو في الدماغ، مما يؤدي إلى سلسلة من الأحداث التي تؤدي إلى موت خلايا الدماغ.
والآن، تقدم دراسة جديدة ما قد يكون أول دليل سريري على أن “بذور” هذه البروتينات يمكن استخلاصها من شخص وزرعها في شخص آخر، مما يؤدي إلى الإصابة بالمرض. ومع ذلك، فإن عملية نقل البذور هذه حدثت في سياق طبي محدد للغاية وغير عادي، الأمر الذي يكشف عن سيناريوهات نادرة للغاية لانتقال المرض.
يقول الدكتور جون كولينج، مؤلف الدراسة المشارك وأستاذ علم الأعصاب في جامعة كوليدج لندن: “هذا لا ينتقل بمعنى العدوى الفيروسية أو البكتيرية”.
وشدد على أنه “لا يمكنك الإصابة بمرض الزهايمر من خلال العيش مع شخص مصاب بالزهايمر، أو كونك مقدم رعاية أو عامل رعاية صحية”، لأن “بذور” المرض لا يمكن أن تنتقل بهذه الطريقة.
تفاصيل الدراسة
في الدراسة الجديدة، التي نُشرت يوم الاثنين (29 يناير) في مجلة Nature Medicine، درس الباحثون ثمانية أشخاص في المملكة المتحدة تلقوا، عندما كانوا أطفالًا، علاجًا طبيًا محظورًا الآن في العديد من البلدان. بين عامي 1959 و1985، تلقوا هرمون النمو البشري (hGH) الذي تم استخلاصه من أدمغة الجثث البشرية.
تم استخدام هذا الإجراء لعلاج نقص هرمون النمو – خاصة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا – قبل أن يتم حظره في العديد من البلدان في الثمانينات. ثم تم استبداله بنسخ اصطناعية من هرمون النمو.
تم حظر الهرمون المستخرج من الجثث في نهاية المطاف لأن المرضى بدأوا يموتون بسبب مرض كروتزفيلد جاكوب (CJD) – وهو ما يسمى بمرض البريون الذي يؤدي إلى تراكم البروتينات غير الطبيعية في الدماغ. ولعل أشهر مرض بريون يصيب الماشية ويعرف باسم “مرض جنون البقر” أو اعتلال الدماغ الإسفنجي البقري.
البريونات هي بروتينات تعمل مثل “بذور” المرض، مما يتسبب في طي البروتينات الصحية بطرق غير طبيعية وضارة. تتجمع البريونات معًا وتشكل أليافًا طويلة تصبح في النهاية لويحات، على غرار كيفية انتشار أميلويد بيتا وتاو ونموها في الدماغ في مرض الزهايمر.
تحليل أدمغة الأشخاص
في عمل سابق، قام الباحثون بتحليل أدمغة الأشخاص الذين ماتوا بسبب مرض كروتزفيلد جاكوب بعد تلقيهم هرمون النمو من الجثث. بالإضافة إلى علامات مرض كروتزفيلد جاكوب، كان لديهم مرض أميلويد بيتا في أدمغتهم. ومع ذلك، نظرًا لأنهم ماتوا في سن مبكرة نسبيًا، لم يكن من الواضح ما إذا كانوا قد ظهرت عليهم أعراض مرض الزهايمر، أو ما إذا كانت هذه الأعراض قد تم إخفاؤها بواسطة أعراض مرض كروتزفيلد جاكوب.
كما أشارت تحليلات منفصلة بعد الوفاة للمرضى الذين تلقوا هرمون النمو من مصادر الجثث إلى أن مرض الزهايمر يمكن أن ينتشر بهذه الطريقة، ولكن حتى الآن، لم يتم تأكيد ذلك في الأشخاص الأحياء، كما كتب المؤلفون في الورقة البحثية.
اقرأ أيضاً:
اكتشاف طفرة في الخلايا المناعية للدماغ تؤدي إلى الإصابة بالزهايمر